يتغير المشهد الميداني في اليمن يومياً، فبعد أن دخل مسلحو "الحوثيين" مدينة رداع انسحبوا منها اليوم السبت، بعد اشتباكات مع "القاعدة" أدت إلى مقتل العشرات. في الأثناء قدم مدير أمن محافظ إب استقالته احتجاجاً على دخول "الحوثيين" لمحافظته.
أمهل متظاهرون من مسلحي "الحراك التهامي" في مدينة الحديدة، غرب اليمن، مسلحي جماعة "أنصار الله" المعروفة باسم جماعة "الحوثي"، 24 ساعة، للخروج من المدينة.
أفادت مصادر محلية بأنّ مسلّحي الحوثي، تمكّنوا من الدخول بمدرّعات وأطقم مسلّحة، إلى مدينة رداع، حيث تدور مواجهات متقطّعة مع مسلّحي تنظيم "القاعدة" منذ أيام، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى، في مواجهات بين الحوثيين والقبليين في محافظة إب.
تتسارع الأحداث في جنوب اليمن في ظل إعادة تنظيم الحراك الجنوبي لصفوفه، واحتمال تنفيذه برنامجاً تصعيديّاً، فضلاً عن تحركات سياسية لقوى يمنية (وخصوصاً الحوثيين) وخارجية تجاه الجنوب، يُرافقها تخوف في الشارع من انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة.
تتمدّد جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في المحافظات اليمنية من دون أي مقاومة. ثلاث مدن سلّمت مفاتيحها للجماعة في ثلاثة أيام. واقع يثير علامات الاستفهام من المتابعين، داخل اليمن وخارجه.
يواصل مسلّحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، تقدّمهم في المحافظات اليمنية، وآخرها في محافظة إب، تزامناً مع أنباء عن تقديم محافظ ذمار، يحيى علي العمري، استقالته، احتجاجاً على تسليم المحافظة للمسلحين، من دون أن تضطلع القوات الحكومية بمسؤولياتها.
يترقب اليمنيون لمعرفة ما إذا كان رئيس الحكومة المكلف، خالد بحاح، سيتمكن من تأليف الحكومة الجديدة أم ستفشل جهوده، لا سيما في ظل تحديات عدة تواجهه، أهمها الاتفاق على كيفية توزيع حصص القوى المشاركة، وتحديداً فيما يتعلق بالحقائب السيادية.
لا تعتبر مدينة الحديدة اليمنية على البحر الأحمر، التي باتت في يد الحوثيين، بيئة حاضنة لهؤلاء، لكن السيطرة عليها تعد هدفاً استراتيجيّاً للجماعة، ويضمن لها منفذاً على البحر، فضلاً عن التحكم في الميناء الأهم للعاصمة صنعاء.
أثارت سيطرة المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن أمس، على مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر، قلقا متزايدا إزاء زحف الحوثيين من أجل السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر والتحكم في حركة التجارة عبره، لتمتد المخاوف إلى دول عدة بالمنطقة.