التحرش الجنسي والاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية، للنساء غالباً، كلّها جزء من "الأسلحة" التي تستخدمها الجيوش أو الجماعات في حروبها وتترك أثراً مروعاً ليس فقط على أجساد الضحايا بل على أرواحهم ووضعهم النفسي ولأكثر من جيل
أمام صور أطفال دوما التي تُظهر بوضوح شديد تعرّضهم للسلاح الكيميائي، وأمام الدمار الواسع الذي تُظهره الصورة المنقولة على تلفزيون النظام وحلفائه، يحتاج الممانع إلى الخطاب الذي يحوّل له كل هذا الواقع إلى صور مفبركة.
لم يتوانَ النظام السوري عن استهداف مدينة دوما بالسلاح الكيماوي لدفع المعارضة المسلحة للاستسلام والخروج منها، موقعاً عشرات الضحايا المدنيين، ليضع العالم أمام تحدي وضع حد لإجرامه المتمادي، وسط توعّد أميركي بجعله يدفع ثمناً باهظاً.
توالى التنديد الدولي بالمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في دوما بالغوطة الشرقية. وكرّت سبحة المطالبة الدولية بتحقيق فوري في الهجوم، وبمعاقبة النظام السوري، بالإضافة إلى إدانة الأطراف الخارجية الداعمة لهذا النظام، أي روسيا وإيران، ومطالبتها بالضغط
طالبت المعارضة السورية المجتمع الدولي باستخدام القوة ضد النظام وحلفائه من أجل حماية السوريين عقب مجزرة بالسلاح الكيميائي ذهب ضحيتها مئات المدنيين، أمس السبت، في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، مشددة على مسؤولية روسيا المباشرة عن هذه الجريمة.
قُتل أكثر من 150 مدنياً، وأصيب أكثر من ألف آخرين، بينهم نساء وأطفال، بحالات اختناق، نتيجة قصف قوات النظام مدينة دوما المحاصرة في غوطة العاصمة دمشق الشرقية، بالغازات السامة.
لم يَدَع النظام السوري أي وسيلة لسحق المعارضة والمدنيين إلا واستخدمها، ومن بينها اللجوء إلى اغتصاب النساء، سواء كنّ مُعارِضات أو مجرد قريبات من معارضين، من أجل معاقبة المعارضة وخنقها.
الأرشيف
محمد المزديوي
20 مارس 2018
محمد أمين
كاتب وإعلامي فلسطيني مقيم في لندن، أكمل الماجستير في الإعلام في جامعة برونل غرب لندن.عمل صحافياً ومنتجاً تلفزيونياً لعدد من البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية لصالح عدد من القنوات العربية والأجنبية، يكتب حالياً في شؤون الشرق الأوسط ويختص في الشأن الفلسطيني.
كيف يمكن إقناع جيل "ما بعد حرب سورية" بمبادئ "العدالة الدولية" و"حقوق الإنسان"، وهو الذي شاهد نظامه المجرم يحرق الناس ويدفنهم تحت الأنقاض، ويواصل جرائمه منذ سبع سنوات، من دون أن يتخذ المجتمع الدولي قرارا حاسما بردعه.