حل الدولتين المطروح لحل القضية الفلسطينية مجرّد وهم لأنه وفق الاعتقاد الصهيوني لا بدّ من التخلّص من وجود الشعب الفلسطينيّ الذي يُعدّ "أمراً عرضيّاً زائلاً".
مثل سائر الطغاة والمجرمين الذين يعجّ بهم تاريخ البشرية، يعثر "ملك إسرائيل المُلهم" نتنياهو على مبررات ودوافع جرائمه فائقة الوحشية، تارة باسم اليهودية، وتارة باسم الفكرة الصهيونية ومشروعها الإحلاليّ والعنصريّ القائم على التسلّل الخبيث إلى أرض فلسطين.
الحاجة طارئة وملحّة اليوم إلى الشروع في إنشاء متحف لشهداء محرقة غزّة التي من غير الجائز، منذ اليوم الأول، تسميتها "حرباً" أو "عدواناً"، فما يحصل محرقة بكلّ معنى الكلمة، ولا وصف صحيحاً إلّاها.
قد ينجح الكيان الصهيوني في التطبيع مع نظم لا يتأخّر في طعنها والتآمر ضدّها والانقلاب عليها والاستيلاء بالحيلة والخداع على خيرات البلدان التي تحكمها بحدّ السيف... بيد أنّه لن يفلح في ذلك كلّه مع الشعوب العربية والإسلامية أبدا.
لأنّهما محوران جوهريّان في اقتناعات عزمي بشارة الفكرية، وفي منهجه البحثيّ، يمنح الفصل التاسع من كتابه الجديد "مسالة الدولة" عنواناً رابطاً "السيادة والمواطنة"، ليعيد التأكيد على هاتين الركيزتين في بناء الدولة الحديثة.
"لمن هذا المنزل الجاري بناؤه؟". استغرب المستوطن الإسرائيلي سؤال العامل الفلسطينيّ "الوقح"، وأجابه بالصلف والعنجهيّة الصهيونيين المعهودين: "هذا المنزل لي بالتأكيد...". لم يتردّد الشاب الفلسطيني في الردّ عليه: "بل أنتَ تبني هذا المنزل لي".
بعد 75 عاماً يجد الكيان الإحلاليّ والمحتلّ المسمّى "إسرائيل"، الكيان المخترع، نفسه في "غيتو" كبير محاط بالأسوار وسياجات ونظم حماية، فالمجتمع الإسرائيلي أضحى بأكمله مقطّعاً بالحواجز التي يرفعها سياسيّون ورجال دين عنصريون في وجه الإسرائيليين أنفسهم.
في كتابها المعنون "فلسطين في كتب إسرائيل المدرسيّة: الأيديولوجيا والبروباغاندا في التعليم"، درست الباحثة الإسرائيلية، نوريت بيلد – إلحنان، كتب التعليم الإسرائيلية، لتخلُص إلى أنّ جهاز التعليم الإسرائيليّ يُعدُّ التلاميذ للأعمال الإجرامية.
حكايات الإبادة الفظيعة عن الإبادة الجماعية تُعدّ، لدى المؤمنين بصدقيّته، نصوصاً مقدّسة، قداستها مشتقة من قداسته، وبذلك فهي تشكّل مرجعية أيديولوجية لهم في تعاملهم مع "الآخر المغاير"، وهم يسترشدون بها، كما هي أو بروحها وغاياتها.
غزّة مدعاة فخر واعتزاز اليوم، رغم الوجع المستمر والحصار المحكم من جهتي المحتلّ و"الأخ" العربي، فالصهاينة يعلمون علم يقين، مثلما نعلم نحن أيضاً، فلسطينيين وعرباً وأنصاراً لقضية العرب المركزية الأولى، أنّ الصراع طويل، انتقل وسيظل ينتقل من جيلٍ إلى آخر.