يمكن فهم هذا الاستعجال في القتل بالنظر إلى مسألتين محددتين، الأولى أنه بعد قرابة شهرين من القصف، لم يحقق الاحتلال أياً من أهدافه التي أعلن عنها في هذه الحرب.
لقد سُرقت معارك فلسطينية كثيرة سابقة، حوّلها العرب إلى هزائم وفاوضوا على فتات، ورضخوا للمفاوض الأميركي والإسرائيلي، وربما كانوا ولا يزالون مستعدين للبيع، وكأن الأرض الفلسطينية ومن فوقها أوراق تفاوض يملكونها ويحق لهم مقايضتها.
وتواصل السلطات التونسية التضييق على المعارضين واعتقالهم، حيث شملت الاعتقالات تقريباً كل العائلات السياسية المعارضة، وتواصل كذلك تكميم الأفواه ومنع الحديث في قضايا سياسية، بعد ضرب منظومة الأحزاب ومنعها من المشاركة في أي انتخابات ضمن قوائم.
تشهد غزة على موت قيم هذا العالم، على سقوط منظومة الحرية والديمقراطية والحقوقية الغربية كل يوم، وهذا أبلغ دروس واستنتاجات هذه الحرب الوحشية التي تقودها إسرائيل على القطاع.
لم يبق أمام غزة وقت للحياة، فقريباً تقضي الغارات الإسرائيلية الأميركية على ما تبقى من مظاهر الحياة، ويرتاح عرب كثيرون من هرج هؤلاء المقاومين، ويعود الجميع إلى شأنه السابق.
عرّت الحرب الإسرائيلية على غزة الفاشيين القدامى، وكشفت النازيين الجدد، ليتأكد أن ما بعدها لن يكون كما قبلها، في ظل غضب يتراكم في صدور جيل عربي جديد سيحمل هذه الحرب وصور مجازرها وأطفالها في صدره ولن ينساها بالتأكيد.
أصدرت حركة النهضة التونسية، ليلة أمس الاثنين، بياناً بعد صدور حكم قضائي جديد ضد رئيس الحركة راشد الغنوشي، يمدد حكم السجن الصادر بحقه في إحدى القضايا المرفوعة ضده إلى 15 شهراً، بعد أن كانت 12 فقط في الحكم الابتدائي.
نسمع من زعماء وسياسيين غربيين أن الحرب على غزة ستغير وجه الشرق الأوسط، وأنها حرب الديمقراطيين والمتحضرين ضد "الوحوش البشرية" والمتخلفين والديكتاتوريين. وكأن ديمقراطيتهم تمنحهم حق منع شعوبهم من التعبير عن آرائهم، أو حق منع الماء والدواء عن البشر.