كان يفترض أن تكون "حرقة" الشاب علي شلبي صيحة فزع يتوقف معها كل شيء حتى يستفيق الجميع قبل فوات الأوان، قبل أن ينتفض جيل الغاضبين ويجرف معه الأخضر واليابس.
بعض المسؤولين التونسيين يغمسون الحق بالباطل، يمسحون حق 72 في المائة من الناخبين لم يذهبوا للصندوق، ويرفضون مسار قيس سعيّد برمته. وكأن الشعب عندهم هو من اختارهم فقط.
سيكون الامتحان في تونس اليوم، بالخصوص تاريخياً، ويشمل كل النخب التي مهدت أو تعاونت أو شجعت أو صمتت على الانقلاب طمعاً في غنيمة ما، أو حتى اقتناعاً ودفاعاً عن مقولة "فلتذهب الديمقراطية إلى الجحيم إذا صعدت بأعدائنا إلى الحكم".
اليوم انتهى صبر الرئيس التونسي قيس سعيّد، لأن الوقت ينفد منه وهو يستعجل الاستفتاء، لأنه يظن أنه أول بناء البيت الذي يريد أن يرفعه فوق أنقاض الجميع. لكن ذلك يستوجب الانتهاء من خصومه، وليس بيديه وإنما عن طريق أحكام باتة.
أظهرت التجربة أن الرئيس التونسي قيس سعيّد تلاعب بكل داعميه، ولكنه كلما استشعر غضبهم وزاد الفراغ من حوله، يحيي طمعهم في تحقيق ما لم يقدم عليه طيلة شهور، ضرب حركة "النهضة"، خصوصاً رئيسها راشد الغنوشي.
لا يريد الاتحاد التونسي للشغل أن يكون جزءاً من مشروع قيس سعيّد، ولا أن يقع بين أحضان معارضيه، ولكن عليه أن يتحمّل مسؤولية تاريخية، لإنقاذ تونس التي تقترب من الانهيار الاقتصادي والمواجهة السياسية.