اليوم انتهى صبر الرئيس التونسي قيس سعيّد، لأن الوقت ينفد منه وهو يستعجل الاستفتاء، لأنه يظن أنه أول بناء البيت الذي يريد أن يرفعه فوق أنقاض الجميع. لكن ذلك يستوجب الانتهاء من خصومه، وليس بيديه وإنما عن طريق أحكام باتة.
أظهرت التجربة أن الرئيس التونسي قيس سعيّد تلاعب بكل داعميه، ولكنه كلما استشعر غضبهم وزاد الفراغ من حوله، يحيي طمعهم في تحقيق ما لم يقدم عليه طيلة شهور، ضرب حركة "النهضة"، خصوصاً رئيسها راشد الغنوشي.
لا يريد الاتحاد التونسي للشغل أن يكون جزءاً من مشروع قيس سعيّد، ولا أن يقع بين أحضان معارضيه، ولكن عليه أن يتحمّل مسؤولية تاريخية، لإنقاذ تونس التي تقترب من الانهيار الاقتصادي والمواجهة السياسية.
لا ينبئ مستوى العنف الذي وصلت إليه تونس أخيراً بخير، ويرفع مستوى التحذيرات إلى أعلاها ويهدد بدخولها إلى منطقة هزات كبرى، لا يبدو أن مسؤولي البلد، وعلى رأسهم الرئيس قيس سعيّد، منزعجون جداً منها.
يعيش التونسيون حالة من الغموض الكبير بخصوص مستقبلهم، فلا أحد يعرف ما يجول في عقل قيس سعيّد، إضافة إلى حالة من الارتباك بسبب السقوط السريع للممارسات السياسية، ليبرز خطر تدهور أكبر للوضع، يعمّق أزمة الحكم القائمة.
يعرف قيس سعيّد في قرارة نفسه أن هيئة الانتخابات التونسية، على مشاكلها، كانت فعلاً مستقلة، بل لعل مشكلتها الحقيقية هي أنها مستقلة فعلاً، وربما لذلك وجب ضربها، لأن سعيّد يريد أن يحكم ولا معقب لحكمه.