مشهد الأسيرة الإسرائيلية ميا ليمبرغ وهي تخرُج من سيارة، ومعها كلبتها (بيلا)، ثم تمشي أمتارا، برفقة مقاتلين من كتائب عز الدين القسّام، مشهد روائي. هل من يكبته؟
شارك الفيلسوف الألماني، هابرماس، قبل أيام، في التوقيع على "رسالة" تساند إسرائيل في حربها الراهنة على قطاع غزّة. التمادي الظاهر في هذا الحماس لإسرائيل، في الموقف الذي أعلنه، ليس مفاجئا تماما، بالنظر إلى اصطفافه التقليدي مع إسرائيل الذي حافظ عليه.
تتعلق هذه السطور بالذين ظهروا، في غضون المذبحة الإسرائيلية الراهنة في الفلسطينيين في قطاع غزّة، وكأنهم في حالة عودة وعيٍ لم يكونوا عليه، عندما جهروا بمراجعة قناعاتٍ كانت فيهم، فيما الصحيح أنهم كانوا (ربما ما زالوا) في حالة وعي مفقود.
رحل الكاتب والروائي والقاص المصري، عبده جبير، أخيرا عن 75 عاما، هو الذي كان قد احترفَ الصحافة، الثقافية خصوصا، والذي ظل وفيّا لنزعته إلى التجريب في كتابته رواياته القليلة (وقليلة الصفحات أيضا)، ذات الصعوبة، إلى حدّ ما، في بناءاتها وتقاطعات سرودها.
قناة "العربي 2" تختصّ بالثقافيّ والفنيّ والترفيهيّ الاجتماعي والإنساني، وقد منحت، أخيرا، المساحات الأعرض في برامجها، وفي عموم بثّها، لفلسطين، للألم الجاري في غزّة، ولآداب فلسطين وفنونها، قديمها وجديدها، ولتاريخ فلسطين وراهنها.
يخبِر نتنياهو محاوره في برنامج صباحي في الإذاعة الأميركية الوطنية عن ضرورة إحداث "تغيير ثقافي" في غزة. وقد أوجز هذا "التغيير" بعدم "وجود حماس جديدة"، وعدم عودة "الإرهاب". ويفرط في الشرح بأن "القوة الوحيدة القادرة على تأمين ذلك الآن هي إسرائيل".
"عيون في غزّة" كتاب للطبيبين النرويجيين مادس جلبرت وإيريك فوسا ضمّنا فيه مشاهداتهما ويومياتهما وانطباعاتهما في أثناء تجربتهما بالغة الإنسانية، حين عبرا إلى مستشفى الشفاء في غزّة (2008/ 2009)، معبّرين عن مقطع من المذبحة المديدة في البدن الفلسطيني.
يقترف نظام الأسد في أثناء المذبحة الإسرائيلية في قطاع غزّة مقتلةً نشطةً في إدلب، بالصواريخ والقذائف، استئنافا منه قتل أسباب الحياة في هذه المحافظة التي لا يريد أهلوها التسليم له برئاسته البلاد والعباد.
لو كنتُ هناك، ربما ألوذ بحائطٍ في مستشفى لم ينقصف بعد، أو أغفو على فرشةٍ في ساحةٍ خلاء، قبل أن أوصي من أوصيهم بأن يحرزوا ما في وسعهم من حذر، وقبل أن أتسقّط أخبارا عن كنائس ومساجد ومدارس استهدفها المجرمون فارتجّت.