Skip to main content
ثلاث جوائز لصحافيين "أنجبتهم" الثورة السورية 
عماد كركص
ركزت التقارير على سورية (عمر الحاج قدور/Getty)

احتفى الصحافيون والناشطون الإعلاميون والمواطنون الصحافيون السوريون، الليلة الماضية، بفوز زملائهم بثلاث جوائز عالمية للصحافة في مهرجان "بايوكس كالفادوز نورماندي" في فرنسا، بعد أن تمكن معدوها من تسجيل أسمائهم بين قوائم المرشحين لنيل تلك الجوائز، لإثباتهم مهنية وتميزاً في الأعمال التي قدموها واستحقوا التكريم والفوز عليها.  

الجائزة الأولى كانت من نصيب المصور فادي الحلبي والمعد يمان الخطيب والمخرجة الفرنسية من أصول سورية، سوزان آلانت، عن الفيلم الوثائقي "فخ في إدلب"، الذي فاز بالمركز الأول عن "فئة أفلام التلفزيون الدولية".

وكان الفيلم قد وثق الحملة العسكرية للنظام وروسيا على محافظة إدلب مطلع العام الحالي، وموجة النزوح الضخمة للآلاف نحو المجهول، واستعرض قصصا لأشخاص فقدوا جميع أفراد عائلتهم بسبب القصف

 وأهدى فادي الحلبي الفيلم للثورة مباركاً لها الإنجاز، قائلاً: "كل الشكر للثورة يلي غيرت حياتنا وعطتنا فرصة لنعطي كل الطاقات الموجودة بداخلنا... الفرحة عظيمة لما بتشوف شباب سورية بالمحافل الكبيرة.. كان حلمي إني أتواجد بالمهرجان وأحكي للناس عن بلدي بس للأسف الموضوع معقد طالما انت داخل إدلب.. الشكر الكبير للناس يلي وثقوا فينا لنروي قصصهم وننقل صوتهم (...) بنهاية المطاف مبروك لشباب الثورة هي الجائزة ما بتكون لأفراد.. هي الجائزة بتكون لكل حدا ناضل وقدم عشان يكون بلدنا أفضل".  

الفيلم الذي عرض على قناة arté الفرنسية ركّز على الجانب الإنساني للمدنيين خلال الحملة العسكرية على إدلب بحسب المعد يمان الخطيب، الذي ساهم كذلك في إخراج الفيلم.  

وقال الخطيب في حديثه مع "العربي الجديد": رافقنا النازحين الذين خرجوا وسط ظروف صعبة على الطرقات التي سلكوها، كانت أرتال النازحين ضخمة جداً، كانوا يمضون نحو المجهول بكل ما تعني الكلمة من معنى، فالعائلات التي بدأنا بالتصوير معها لسرد قصصها في الفيلم، لم نكن نعلم ولا هي تعلم أين سيستقر بها المطاف".  

مضيفاً: "حاولنا الإيضاح أن الحملة تستهدف أربعة ملايين مدني موجودين في إدلب، هم جميعاً في دائرة الاستهداف وليس الفصائل على الجبهات، ودليلنا في الفيلم إحدى الحالات التي تناولناها (علي) الذي فقد سبعة من أفراد عائلته خلال الحملة".  

الجائزة الثانية كانت للمصور الصحافي، أنس خربطلي، بالمركز الأول لفئة "المراسل الشاب" عن يوميات "الحرب في سورية"، وهي مجموعة من الصور شكلت قصة صورية عن تفاصيل القصف ومأساة المدنيين في إدلب، والتي نشرت في وكالة الأنباء الألمانية التي يعمل معها خربطلي المنحدر من الغوطة الشرقية بريف دمشق والمهجر قسراً إلى إدلب.  

يقول خربطلي في حديثه مع "العربي الجديد": "لم يمنعني التهجير من إكمال رسالتي بالتصوير في إدلب، بعد تهجيري مع الآلاف من الغوطة، وكنت هناك قد شاركت بتوثيق المجازر، ومن أفظعها مجزرة الكيماوي 2013 وحصار الغوطة القاسي، وعند وصولنا إلى إدلب لم يكن الأمر مختلفاً كثير، سيما خلال الحملة الأخيرة".  

ويتابع: "ركزت الصور التي حصلت على الجائزة، على قصف المشافي واستهداف الأسواق والبنى التحتية وعلى النزوح وحياة النازحين بالمخيمات ومراكز الإيواء، خلال الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب".  

الجائزة الثالثة كانت من نصيب المصورين عبد الرزاق ماضي وبلال بيوش، الذي فاز بالمركز الثالث عن فئة "التقرير الحربي" عن تقرير "مدنيون تحت القصف" الذي تناول الجرائم المرتكبة بحق المدنيين خلال حملة النظام وحليفه الروسي على إدلب ومحيطها بداية العام الماضي، ما أدى لنزوح آلاف السكان، وعرض التقرير كذلك على قناة "arté" الفرنسية نهاية يناير/ كانون الثاني من العام الحالي.  

وكتب بلال بيوش أحد المشاركين في تصوير التقرير على صفحته: "بفضل من الله أحرزنا المركز الثالث مع الشريك الرائع عبد الرزاق ماضي والزملاء الصحافيين بتقرير "مدنيون تحت القصف" في مسابقة بايوكس كالفدوز نورماندي الدولية بفرنسا، عن أفضل تقرير حربي... الجائزة بالنسبة إلي كانت بأنو وصلنا صوت أهلنا الي تعرضوا لأكبر مذبحة في تاريخ البشرية إلى العالم، فضحنا القتلة والمجرمين، وهاد بيكفي. وهو نصر للثورة وأبنائها الي ما زالوا بيحملوها في قلوبهم، على أمل أنو نشوف المجرمين في المحاكم الدولية".  

الجدير بالذكر أن كل الحائزين على الجوائز هم من المزاولين لمهنة الصحافة أو التصوير الصحافي خلال الثورة فقط ولم يكن لهم تجارب قبلها، وتلك فئة عرفت بالمواطنين الصحافيين، الذين أثبتوا حضورهم في المجال الإعلامي المصاحب للثورة السورية، فوضعوا أقدامهم على طريق الاحترافية، وتمكنوا من الوصول إلى منصات التتويج والتكريم لأهم الجوائز العالمية.

الفائزون حول العالم

كافأت جوائز مراسلي الحرب التقارير الخاصة بـ"لوموند"  في فئة الصحافة المكتوبة، "واشنطن بوست" في فئة الصورة، RFI في فئة الراديو، وBBC في التلفزيون وArte في قسم التلفزيون من الحجم الكبير. 

وركّزت التقارير الحائزة على جوائز على سورية في الصحافة المكتوبة والتلفزيون من الحجم الكبير، وعلى أفغانستان في الراديو، وعلى الأويغور في التلفزيون.

ونقلت صحيفة "لوفيغارو" عن رئيس لجنة التحكيم، إد فوليامي، المراسل الكبير الذي يترأس النسخة السابعة والعشرين، أن أفضل تقرير في كل الفئات هو تقرير Arte.

وثاني أفضل تقرير في كل الفئات، وفقاً لإد فوليامي، هو التقرير الذي أنتجه جون سودوورث ووانغ شي بينغ لصالح BBC بعنوان "عائلات الأويغور"، والذي فاز بجائزة التلفزيون.

وفي فئة الصورة، ذهبت جائزة لجنة التحكيم الدولية إلى تقرير "أطول حرب"، وهو تقرير عن طالبان في أفغانستان أعده لورنزو توغنولي، من وكالة "كونتراستو" الإيطالية لصحيفة "واشنطن بوست".

وفي الصحافة المكتوبة، مُنحت الجائزة لألان كافال من "لوموند" عن تقريره "في شمال شرق سورية، الموت البطيء للسجناء الجهاديين"، كما حاز هذا التقرير على جائزة الصحافة المكتوبة لفرنسا الغربية.

وذهبت جائزة الإذاعة إلى سونيا غزالي ووهلة شهزاب اللتين أخرجتا تقرير "أفغانستان: بعد الهجوم على مستشفى التوليد التابع لمنظمة أطباء بلا حدود" لصالح RFI.

وذهبت جائزة الجمهور لمراسل وكالة "فرانس برس"، أنتوني والاس، عن تقرير مصور بعنوان "هونغ كونغ، ثورة شعبية". حصل هذا التقرير أيضاً على الجائزة الثانية من لجنة التحكيم الدولية.

وجائزة المراسل الشاب كانت من نصيب أنس الخربوطلي من DPA عن "الحرب في سورية".

وفاز فيلم "اليمن: مسيرة إجبارية" لأوليفييه جوبارد من "ماغنيتو بريس" لـ"فرانس 24" وArte بجائزة صورة الفيديو.