الجمهور يستردّ قصي خولي

الجمهور يستردّ قصي خولي

27 مايو 2021
قدم في مسلسل "عشرين عشرين" أداءً لافتاً (فيسبوك)
+ الخط -

يبدأ الممثل مسيرته الفنية بأدوار تجريبية، حتى تحين الفرصة ويثبت أقدامه عبر جناحي الشهرة والأداء، ويغدو من نجوم الصف الأول إذا ما توافرت الأدوار المناسبة والجهد المطلوب، ومقومات النجومية. إلاّ أنّ الفنان السوري، قصي خولي، بدأ مشواره بخطوات سريعة، فكان الحضور الأول إلى جانب الراحل عمر حجو، في مسلسل "قلة ذوق وكثرة غلبة"، ومن ثم مع دريد لحام في مسلسل "عائلتي وأنا". تعرّف الجمهور على خولي الذي لم يقع في نمطية الكوميديا، وسرعان ما وقف أمام كاميرا حاتم علي، ثانية في مسلسل "الزير سالم" وكذلك في "الفصول الأربعة" و"أحلام كبيرة". وما ساعد خولي أنّه وصل إلى الشاشة مبكراً في زمن كانت الدراما السورية تحظى بانتعاش عربي، وتصل إلى الشاشات من المحيط إلى الخليج، مع تنوع من ناحية النصوص وأساليب الإخراج.

هكذا، شكل مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" نقطة التحول في مسيرة خولي، الذي أدى ببراعة شخصية "سامر" ابن رجل الدولة المتنفذ، وينطلق بإصرار كبير إلى مقعد النجومية مع المخرجة رشا شربتجي، التي منحته دوراً استثنائياً وراهنت على جاذبية خولي وقدراته التمثيلية. من هنا، تابع خولي تفوقه؛ فكان "يعرب" في "تخت شرقي" أستاذ المدرسة القادم من مخيمات ريف دمشق المسحوقة، والمصطدم بالطبقة الوسطى، باحثاً عن فرصة لإثبات نفسه، وهو ذاته "جابر"، ابن الطبقة المدقعة فقراً في العشوائيات المحيطة بدمشق، وتكون قصة كفاحه للوصول إلى الثراء ولادةً غير مشروعة عبر الخاصرة.

حالة من النضج الدرامي شكّلها خولي بين الدراما التاريخية والرومانسية والاجتماعية، جعلته خلال عقد من الزمن نجماً من نجوم الصف الأول وهو في أبواب الثلاثينيات من العمر، لينتقل بعدها إلى الدراما العربية ويخترق السوق المصرية من خلال دوره في مسلسل "سرايا عابدين"؛ إذ جسّد خولي دور "الخديوي". ورغم ذلك التفوق المتزايد لخولي، تحركت عجلة النجومية بشكل عكسي، ليدخل مرحلةً من الخمول استمرت ما يقارب خمس سنوات، وتاه فيها خولي بين إقامته في الولايات المتحدة الأميركية، وعدم إثبات حضوره في الدراما المشتركة، مع هجوم شديد تعرض له عند أدائه دور البطولة في مسلسل "جريمة شغف".

وفي عام 2019، استقدمت شركة "الصبّاح" اللبنانية خولي مجدّداً لصناعة ثنائية تجمعه بالفنانة نادين نجيم، وكان اللقاء في مسلسل "خمسة ونص" والذي انقسم حوله الجمهور، ووجد فيه أنّ خولي لم يقدّم أفضل ما لديه، كما أنّ ذاكرة المشاهدين حول أدائه تحمل تفاصيل أغنى مما أظهره في هذا العمل. وبينما كان قصي يتأرجح على حافة السقوط في فخ الدراما المشتركة، ومستوعبها الواسع من الأعمال التجارية ذات القيمة الفارغة، كان اختياره لمسلسل "لا حكم عليه" فرصةً غير متوقعة لإعادة التموضع بشكل سريع، خصوصاً أنّ العمل جاء وفق نظام المنصات الرقمية، وامتد لخمس عشرة حلقة فقط، كما ساعد خولي أنّ شريكته في البطولة كانت ملكة جمال لبنان السابقة، فاليري أبو شقرا، ما دفعه إلى إبراز قدرات تمثيلية تخطت أبو شقرا، وأثبتت أنّ قصي عاد بشخصية مزدوجة يظهر الفارق واضحاً في ملامحها بين الفترة الأولى كعاشق يقع ضحية جريمة مدبرة، والثانية كسجين يخرج للانتقام وكشف الحقيقة.

وفي عام واحد، كانت المفاجأة الثانية من خولي، وهذه المرة عبر مسلسل "عشرين عشرين" في شخصية شعبية قيادية تلقب بـ "الريّس"، فصافي الديب الذي اختبر أجواء الحياة في الحي الشعبي جيداً، يعرف كيف يفرض سلطته من دون صوت عال، بمشية المتحكم وعيني المراقب ولهفة الغيور وشاعرية الرجل الناقم على واقع مرير وضِع به. وهكذا بدا خولي في شخصية "صافي" كممثل تكاملت أدواته واستردها معاً في آن واحد، فانهار على وفاة والدته، وغرق في الحبّ حتى الثمالة، تحايل على الدولة، وتمرد حتى الحدّ الأقصى فكان بطلاً في جميع فصول الحكاية، من دون أن يخفت الأداء أو يتراجع قصي عن الموقع الذي حجزه.

سينما ودراما
التحديثات الحية

هكذا، استعاد الجمهور قصي خولي كفنان استفاد من الدراما المشتركة لصناعة شخصية شعبية حظيت بالتفاف الشارع، وقلبت معادلة اللهجات، فصدّق الجمهور أن قصي بلهجته السورية هو ابن الحيّ اللبناني الشعبي. وبعيداً عن تفاصيل القصة وما فيها من هفوات ومصادفات غير مقنعة، واقتباسات من أعمال أجنبية، إلاّ أنّ خولي كسب الرهان في تطويع الدور لصالحه، فكان "الريّس" الذي لن يتمكن أحد من تقديم دوره كما قدّمه قصي خولي.

مواعيد الصلاة وامساكية رمضان في مدينة
الثلاثاء
19 مارس 2024
الامساك
04:10
الفجر
04:20
الشروق
05:44
الظهر
11:47
العصر
15:13
المغرب
17:50
العشاء
19:50