ثياب العيد تُذكّر أطفال سورية بالفرح

ثياب العيد تُذكّر أطفال سورية بالفرح

15 مايو 2021
+ الخط -

ترتبط فرحة العيد لدى الأطفال بالملابس الجديدة التي يحرصون على ارتدائها صبيحة يوم العيد. في هذا اليوم، يستيقظون باكراً ويستحمّون لارتدائها. فهذه الملابس تعيدُ لهؤلاء الصغار في المخيمات أو في المنازل في مناطق شمالي سورية، بعض الفرح، بعد عقد من الحرب والخراب. 
يقول خالد السيد علي، الذي يعيش في إدلب، إنّ أهم شيء بالنسبة إليه في العيد هو إسعاد أطفاله من خلال شراء ملابس جديدة لهم. يضيف في حديثه لـ "العربي الجديد": "إذا مرّ العيد على أطفالي من دون أن يرتدوا ملابس جديدة، في وقت رأوا آخرين يرتدون ملابس العيد ويلعبون، سيشعرون بالحزن، وخصوصاً أنّنا نعيش في الوقت الحالي ظروفاً صعبة وغير مستقرة، ولا نوفر للصغار ملابس جديدة على الدوام.

هذا العام، لم أكن أملك المال لشراء ملابس جديدة لهم، لكن شقيقي المقيم خارج سورية ساعدني". ويشير إلى أن عمله كسائق سيارة "بيك آب" لا يؤمن له دخلاً كافياً لتوفير ملابس العيد لأطفاله.
أما مصطفى الحمدو، وهو نازح من ريف معرة النعمان ومقيم في مخيمات أطمة، فيقول لـ"العربي الجديد": "رغم الظروف الصعبة وتفشي فيروس كورونا والمعاناة اليومية، لا يمكننا حرمان الأطفال من ملابس العيد. لدي ثلاثة أطفال، ويهمّني أطفالي بالدرجة الأولى، ولا ذنب لهم في هذه الحرب. نسعى إلى إسعادهم في أيام العيد التي تختلف عن بقية أيام السنة، وإخراجهم من جو الحرب والحزن والمرض والنزوح. هم لم يعيشوا طفولة طبيعية، ومن حقهم أن يعيشوها".

يضيف: "ليس لدى البالغين ملابس جديدة أيضاً، فيرتدون ملابس قديمة، غير تلك التي يرتدونها في يومياتهم. فللعيد خصوصيته وملابسه، ويجب أن يكون هناك أجواء مغايرة خلال أيامه تخرجنا مما نحن فيه".

يضيف الحمدو: "عندما كنت طفلاً وأحصل على ملابس العيد، أذكر أنني في كثير من الأحيان، كنت أضع الملابس الجديدة على مقربة مني، وأنام منتظراً صباح العيد، حتى أرتدي الحذاء الجديد وتلك الملابس. إنه شعور لا يوصف عندما كنت أرافق والدي وأرتدي هذه الملابس. من المؤكد أن أولادي يشعرون بالمشاعر نفسها".

في مخيم البركة على مقربة من بلدة دير حسان، حصلت الطفلة سوسن (10 أعوام) على ملابس جديدة للعيد، بالإضافة إلى أشقائها الثلاثة. وتقول لـ "العربي الجديد": "مع بداية شهر رمضان، ذهبت مع أمي واشتريت ملابس جديدة للعيد. وكنت أترقب حلول العيد حتى أرتديها". تضيف: "سأرافق أمي في العيد لزيارة عماتي القاطنات على مقربة منا في المخيم، ثم سنزور خالاتي. ملابسي جميلة وقد اخترتها بنفسي، وأشكر أمي وأبي على شرائها لي".
إلى ذلك، يُحاول شباب مجموعة "هذه حياتي" التطوعية في مدينة إدلب شمال غربي سورية إدخال بهجة عيد الفطر إلى قلوب أكبر عدد ممكن من الأطفال اليتامى، من خلال إهدائهم كسوة العيد من ثياب وأحذية في جو من الفرح والموسيقى في بيت عربي قديم تفوح منه رائحة التراث العربي.
وتقول المتطوعة وسام، وهي مسؤولة قسم الأيتام في مجموعة هذه حياتي التطوعية، لـ "العربي الجديد": "في مدينة إدلب، نُهدي كسوة العيد لأكثر من 450 طفلاً مقدمة من عائلات سورية وعربية خارج سورية، أحبوا أن يدعموا الأطفال الأيتام بكسوة العيد بسبب الظروف الاقتصادية السيئة والمتردية ضمن المناطق المحررة بسبب غلاء الأسعار، وقلة فرص العمل للآباء كنوع من التكافل الاجتماعي لهذه العائلات".
وعاش الفريق والمستفيدون أجواء عائلية أثناء التوزيع، فقد كان شباب الفريق يسألون الأطفال عن ألوانهم المفضلة ويساعدونهم في إختيار مقاسات الملابس والأحذية وكأنهم يشترون من السوق. وهذا الأمر جعل الفرحة والدهشة ترتسم على وجوه الأطفال، الذين كانوا سيحرمون من الحصول على ملابس جديدة في العيد.

تقول أم علي، التي هجرت من مدينة حلب، وهي جدة لطفل يتيم قتل والده في قصف لقوات النظام السوري، لـ "العربي الجديد": "كان حفيدي وأولادي يسألون عن كسوة العيد، فأقول لهم انتظروا حتى يفرجها الله. زوجي مريض وعاطل عن العمل. اتصلت بنا المجموعة التطوعية وطلبت منا الحضور واستلام كسوة العيد. نشكر القائمين على هذا المشروع".

يبقى أن الحصول على ملابس جديدة في العيد أمر مهم وتقليد متوارث بالنسبة للعائلات السورية على الرغم من الأوضاع المعيشية والمادية الصعبة، لما له من رمزية. فهذه الملابس تجعل لأيام العيد خصوصيتها، وتدفع بهموم الحياة قليلاَ... ولو إلى حين.

مواعيد الصلاة وامساكية رمضان في مدينة
الثلاثاء
19 مارس 2024
الامساك
04:10
الفجر
04:20
الشروق
05:44
الظهر
11:47
العصر
15:13
المغرب
17:50
العشاء
19:50