Skip to main content
لاجئان إثيوبيان هربا من تيغراي إلى السودان: سنعود بعد الحرب
ياسر هارون

انفطر قلب الإثيوبية مناسب هيلو (25 سنة) ألماً على أسرتها التي فقدتها في إقليم "تيغراي" بعد اندلاع القتال بين القوات الحكومية وزعماء الإقليم، إذ فقدت قبل عبور الحدود إلى السودان، خمسة من أفراد عائلتها. وروت هيلو لـ"العربي الجديد" أنه لا يمكن إنساناً أن يتخيل المخاطر التي مرت بها خلال رحلتها من موطنها إلى الحدود السودانية هرباً من القتال.

وقالت الشابة الإثيوبية إن "الحرب بدأت في الإقليم مع انطلاق العام الدراسي، ما سبّب وفاة العديد من الطلاب، وتدمير العديد من المدارس، فيما تحولت بعضها إلى وحدات إسعاف لبعد المستشفيات وقلتها في كثير من المناطق. اشتد القتال في منطقة حمرا، صباح 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، وظل متواصلاً حتى المساء، ففقدت أفراد عائلتي، وأجبرني الجيران على المغادرة معهم إلى السودان".

استهدف القصف قرية هيلو بشكل كثيف، ما جعلها وآخرين يهربون سريعاً من دون أن يحملوا سوى ملابس بسيطة، ومن دون التزود بأي طعام أو شراب، أو أموال. ورغم المسافة البعيدة بين الإقليم والمخيم في منطقة حمداييت السودانية، تمكنت هيلو وأخريات من قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام، حتى وصلوا إلى الحدود، في رحلة هروب استغرقت نحو 50 ساعة.

وأضافت: "الحياة في المخيمات صعبة، ويختلف الطعام عما اعتدناه في إقليم تيغراي، كما يختلف عن الأطعمة التي يتناولها السكان المحليون في السودان بعض الشيء. ونواجه أيضاً صعوبة لعدم توافر كثير من الخدمات، ونتمنى أن تنتهي الحرب سريعاً لنعود إلى ديارنا".

كرة القدم

الإثيوبي صالح هنري لاجئ آخر هرب من القتال في تيغراي، لكنه يعيش معاناة في مخيم "أم راكوبة" بولاية القضارف السودانية، تشمل نقص الغذاء، وندرة الدواء، وعدم توافر مسكن.

وكان هنري لاعب كرة قدم ومدرباً في إقليم تيغراي، ويقول إنه عندما يلعب كرة القدم ينسى المأساة التي يعيشها منذ فرّ من الإقليم، وهو يشجع الأطفال والشباب في المخيم على ممارسة كرة القدم، رغم أن الأرض التي يلعبون عليها غير مجهزة لذلك.

يتوقع صالح هنري أن تستمر الحرب في الإقليم لعدة أشهر، لذا يفكر في تجهيز مساحة من المخيم كي يمارس فيها رياضته المفضله مع بقية اللاجئين، ويخطط لتنظيم سبع فرق، ثم تنظيم منافسة كروية تستمر لمدة شهر، وسيخاطب بعض المنظمات الأهلية لتوفير الدعم والجوائز للفريق الفائز.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وأعلن السودان، قبل يومين، ارتفاع أعداد اللاجئين الإثيوبيين في أراضيه إلى 36 ألفاً، بحسب إفادة لوزير الداخلية، الطريفي إدريس. ويأتي تدفق اللاجئين المتوقع أن يصل عددهم إلى قرابة 200 ألف في وقت يعاني فيه السودان من وضع إنساني متدهور بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والفيضانات غير المسبوقة، وتفشي الجراد، فضلاً عن تداعيات فيروس كورونا.