Skip to main content
نصر حامد أبو زيد.. عودة متجدّدة
العربي الجديد ــ القاهرة
جزء من عمل لـ صلاح شاهين/ الأردن

نظراً لراهنية القضايا التي تناولها، لا يزال المفكر المصري نصر حامد أبو زيد يستدعي اشتغال الباحثين حوله، وهو ما نقف عليه في كتاب جديد حوله بعنوان "الفكر التنويري عند نصر حامد أبو زيد ودوره في تجديد الخطاب الديني" للباحث حيدر عبد السادة جودة، صدر عن "دار مصر العربية" ضمن فعاليات "معرض القاهرة الدولي للكتاب" الذي اختتم منذ أيام.

يرصد العمل جوانب من انشغالات المفكّر المصري (1943 - 2010)، خصوصاً محاولته الكشف عن المضمَر في النصوص الكبرى، الدينية منها على وجه الخصوص، وبالتالي فهم كيف يجري بناء التسلّط عبر المقدّس. وفي هذا السياق ظهر مشروعه بدراسة أشكال "الخطاب الديني"، وهو ما جعله عرضة إلى تضييقات أكاديمية واجتماعية وعقائدية، ما اضطرّه للالتجاء إلى المنفى في هولندا، خشيةَ التعرّض للاغتيال.

يركّز الكتاب على الأدوات التي اعتمدها أبو زيد في دراسة وتفكيك "الخطاب الديني" الذي تجلى في تأويلات الجماعات المتطرفة للنصوص المشتركة. وتكمن أهمية منجزه في كونه اعتمد منهجيات علمية صارمة ولم يدخل في جدل وسجال مع المتطرفين.

الصورة

يحدّد أبو زيد آليات إنتاج خطاب التشدّد الديني، ومنها تشويه المفاهيم بإلباسها ثوباً منفّراً كما حدث مع مفهوم العلمانية، كما يشير إلى محاولة تكريس سلطة التراث، وجعل القراءة السلفية غير قابلة للنقاش وربطها بالدين لتكتسب قداسته.

اشتغل أبو زيد أيضاً على مقارعة القراءات السلفية من خلال ربط مقولاتها بالسياقات التاريخية البعيدة وتبيان أنها إسقاطات على الحاضر. لعلّ هذا الدور الذي لعبه المفكّر المصري بحاجة إلى تفعيل، حيث لا تزال القراءات الاختزالية للتراث تهدّد كل بناء تنويري لحاضر المجتمعات العربية ومستقبلها.

المزيد في ثقافة