Skip to main content
كورونا في مستشفيات لبنان: حالات حرجة تعالج على الأبواب وفي الطرقات
ريتا الجمّال ــ بيروت
لا مكان لمصابي كورونا في مستشفيات لبنان (محمود زيات/فرانس برس)

عاشت اللبنانية جيني شامي تجربة قاسية، أمس الأحد، إذ عانى جدّها المصاب بفيروس كورونا من انخفاض نسبة الأوكسجين، ما استدعى نقله إلى المستشفى، لتكتشف أن المستشفيات لا تقبل مصابين جدداً بذريعة عدم توافر أماكن، ولا سيما في العناية الفائقة.

وروت شامي عبر "فيسبوك" تفاصيل الصعوبات التي واجهتها خلال عملية البحث عن مستشفى يستقبل جدّها الثمانيني، أو حتى إجراء الإسعافات الأولية له، مروراً بمغادرته سيارة الإسعاف أمام بوابة مستشفى أقفلت قسم الطوارئ، ونصيحة ممرضة بأخذه إلى مكان آخر، رغم تدهور صحّته، وصولاً إلى جهاز الأوكسجين الذي تمكنت من تأمينه بصعوبة، في ظلّ الشح الحاصل، وارتفاع الأسعار بنحو جنوني.

وكشفت أن ممرضة ساعدت جدّها في خيمة بساحة المستشفى على وضع الأوكسجين، قبل أن تتدخل طبيبة للمساعدة في مدّ الكهرباء للجهاز، والاتصال بعددٍ من المستشفيات لنقل المسن المصاب بسرعة، نظراً لدقة حالته. عثرت الشابة اللبنانية على مستشفى في الجنوب يتطلب الوصول إليه أكثر من ساعتين بالسيارة، لكنها كانت مستعدة لنقله، قبل أن تخبرها الطبيبة أن مكاناً أصبح شاغراً لنقل جدّها في المستشفى.

قصّة جيني شامي واحدة من قصص مشابهة تكررت مع عددٍ كبيرٍ من العائلات والأشخاص الذين يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لفضح المستشفيات التي ترفض استقبال المرضى، أو تستقبلهم لقاء مبالغ مالية كبيرة، والتجار الذين يستغلّون كل أزمة لجني أرباح طائلة في ظلّ ارتفاع عدد الإصابات بنحو كارثي.

وقال مدير العناية الطبية في وزارة الصحة، جوزف حلو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الضغط هائل على المستشفيات وأقسام الطوارئ، حيث يصار إلى معالجة المصابين في أحيان كثيرة على باب المستشفى غير القادر على استيعاب المرضى، وهناك مستشفيات كانت ترفض استقبال مصابي كورونا، لتخوض المستشفيات الحكومية المعركة الأكبر في مواجهة الوباء".

وأوضح حلو أنّه "بعد الإجراءات المشددة التي فرضت على المستشفيات الخاصة، والتلويح بتدابير ستتخذ بحق من يرفض استقبال مصابي كورونا، أو تجهيز أقسام لهم، زادت الأقسام التي تعالج كورونا، وزاد عدد الأسرّة نحو 63 سريراً، وهناك مستشفيات تحتاج إلى تجهيزات تنتهي خلال أيام، علماً أننا بحاجة إلى نحو مائة وخمسين سريراً، فبعض المصابين ينتظرون يومين أو ثلاثة في الطوارئ قبل دخول أقسام المستشفى، وهناك من يصار إلى نقله إلى خارج بيروت، إلى بعلبك أو الجنوب بسبب عدم وجود مكان، وللأسف هناك من يموتون على الطريق، أو في المنزل".

ويأمل المسؤول الصحي أن تنخفض أعداد الإصابات مع دخول البلاد مرحلة الإقفال الشامل حتى تلتقط الطواقم الطبية أنفاسها، وتتمكن المستشفيات من زيادة عدد الأسرّة في ظلّ خطّة واضحة يعمل بها عند فتح البلاد مجدداً بالتزامن مع وصول اللقاح، لافتاً إلى أن "المستشفيات تعاني من الاستقالات التي يتقدم بها ممرضون وممرضات لا يريدون العمل في أقسام كورونا، ولا ننسى هجرة الأطباء والعاملين في القطاع بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، كذلك إن عدداً كبيراً منهم أصيب بالفيروس، أو ملتزم الحجر الصحي المنزلي، وآخرون فارقوا الحياة".
بدوره، كشف النائب إلياس بو صعب، عن الحاجة إلى توظيف 24 ممرضاً وممرضة للعمل في المستشفى اللبناني الكندي في قضاء المتن، بعد قرار بإضافة قسم ثالث لاستقبال مصابي كورونا ومعالجتهم، عبر إضافة المزيد من الأسرّة.