Skip to main content
مفخخة جديدة تقتل مدنيين في رأس العين... والجرائم تتواصل بمخيم الهول
محمد الأحمد
ما يزيد عن 24 عملية تفجير في رأس العين منذ نهاية 2019 (Getty)

قتل أربعة مدنيين كحصيلة أولية، وجرح آخرون، اليوم الخميس، إثر انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة رأس العين شمالي الحسكة شمال شرقي سورية، ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام"، الواقعة بين مدينتي تل أبيض بريف الرقة، ورأس العين بريف الحسكة، التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المعارض وحليفه التركي. 

وقال الناشط الإعلامي أحمد الشبلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ أربعة مدنيين بينهم طفلان قضوا، ظهر اليوم، وأُصيب أربعة آخرون، إثر انفجار سيارة مفخخة من نوع (سنتافيه) في سوق الدجاج ضمن الحي الشرقي لمدينة رأس العين شمالي الحسكة"، مرجحاً أنّ "حصيلة الضحايا قد ترتفع بسبب معاناة بعض الجرحى الذين هم بحالة حرجة". 

وأوضح الشبلي أنّ "مدينة رأس العين وريفها تحديداً ضمن منطقة نبع السلام، شهدت منذ نهاية عام 2019 ما يزيد عن 24 عملية تفجير سواء بدراجات نارية أو سيارات مفخخة، أدت إلى مقتل 29 مدنياً بينهم 3 نساء، و5 أطفال، في مدينة رأس العين، و22 ضحية بينهم نساء وأطفال في أرياف المدينة، فضلاً عما يقارب الـ200 جريح، أُصيبوا بتلك التفجيرات". ولفت إلى أن "المدينة والقرى والبلدات المحيطة بها والتي يُسيطر عليها الجيش الوطني وحليفته تركيا، تشهد فلتاناً أمنياً تزداد وتيرته يوماً بعد الآخر".  

وأمس الأربعاء، أُصيب أربعة مدنيين، إثر انفجار عبوة ناسفة أُلصقت من قبل مجهولين داخل سيارة عسكرية وسط مدينة عفرين شمالي محافظة حلب شمالي سورية، ضمن ما يُعرف بمناطق "غصن الزيتون" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني".

وتشهد تلك المناطق بين الحين والآخر عدة عمليات تفجير ضمن الأسواق الشعبية ومراكز المدن، بالإضافة لعمليات اغتيال طاولت قادة عسكريين ونشطاء إعلاميين، بالتزامن مع غضب شعبي واحتجاجات، نتيجة تردي الوضع الأمني في المنطقة، مُحملين السلطات المحلية مسؤولية ذلك. 

وأشارت مصادر محلية، بحديث لـ "العربي الجديد"، إلى أن "الشرطة العسكرية الروسية سيّرت مع قوات الجيش التركي، دورية عسكرية مشتركة، ظهر اليوم الخميس، في محيط مدينة الدرباسية شمالي الحسكة".

وأضافت أنّ "الدورية المشتركة انطلقت من منطقة شيريك، بمشاركة 5 عربات روسية و4 تركية، وسط تحليق طائرات مروحية روسية، وتوجهت الدورية المشتركة إلى عدة قرى وبلدات غرب مدينة الدرباسية بريف الحسكة الشمالي، قبل أن تعود أدراجها إلى نقطة الانطلاق". 

وتعرض القائد العسكري لقوات المغاوير العاملة في "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني" عادل أبو صدام، لمحاولة اغتيال من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية، وسط بلدة أطمة شمالي محافظة إدلب شمال غربي سورية، عصر اليوم الخميس؛ إلا أن مصادر على الأرض أكدت أن المحاولة باءت بالفشل، واقتصرت الأضرار على الماديات. 

وعثرت قوى الأمن الداخلي "الأسايش" على جُثة امرأة سورية مقتولةً داخل خيمتها، مساء أمس الأربعاء، في القسم الخامس من مخيم الهول جنوب شرقي الحسكة، إثر استهدافها داخل خيمتها من قبل أشخاص مجهولين بطلقات من مسدس مزود بكاتم للصوت.  

وأحصى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" 22 جريمة ضمن مخيم الهول شرقي الحسكة، بعد التصاعد الكبير في عمليات القتل منذ مطلع العام 2021، توزعت على الشكل الآتي: "13 منها جرت خلال شهر يناير/كانون الثاني، و9 جرت خلال الشهر الحالي فبراير/ شباط العام الجاري".

وأشار إلى أنّ "14 ضحية من الحصيلة للاجئين العراقيين بينهم طفل، و3 نساء، و5 من حملة الجنسية السورية بينهم امرأتان، بالإضافة لرئيس المجلس السوري في المخيم، وعنصرين من قوى الأمن الداخلي الأسايش"، متهماً أذرع تنظيم (داعش) بالوقوف وراء تلك العمليات، باستخدام أدوات مختلفة أبرزها إطلاق الرصاص والأدوات الحادة. 

أما في دير الزور شرقي البلاد، فأكدت مصادر مقتل مدني مُسن، فجر اليوم الخميس، إثر استهدافه من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية بعد طلقات، وسط بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي. وتبنى "داعش" قبل أيام عملية في ذات البلدة طاولت عنصراً من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

"تحرير الشام" تعتقل مسؤولاً في صفوفها

حصل "العربي الجديد" على معلومات تؤكد بأن الجهاز الأمني التابع لـ"هيئة تحرير الشام" اعتقل، مساء أمس الأربعاء، مسؤول قسم التصنيع العامل في صفوفها، بالإضافة إلى اثنين من مساعديه، ضمن حملتها الأمنية الأخيرة التي طاولت عدة شخصيات بارزة في تنظيم "حراس الدين" والقيادات والمقاتلين الأجانب المقربين منه، ولا تزال مستمرة.  

وقالت مصادر مقربة من الهيئة إنّ "مجموعتين تابعتين لجهاز أمن الهيئة، داهمت مساء أمس مقر عبد الغني العراقي مسؤول قسم التصنيع في صفوفها، داخل مدينة بنش شرق محافظة إدلب، واعتقلته مع القياديين أبو مصعب طعوم، وأبو صالح طعوم مساعدي العراقي، واقتادتهم إلى سجونها في مدينة إدلب بعد توجيه تهم لهم بفساد مالي داخل ورش التصنيع التي تمتلكها الهيئة".

وأشارت المصادر إلى أنّ "السبب الحقيقي وراء الاعتقال، يكمن في تقرب العراقي بالآونة الأخيرة من قيادات تنظيم حراس الدين، وعقد صفقة تصنيع قذائف هاون لصالح التنظيم، بالإضافة إلى أن عبد الغني مطلوب للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بسبب انتمائه سابقاً لتنظيم داعش، وعمله مع التنظيمات المتشددة". 

وبحسب المصادر، فإن "قسم التصنيع في هيئة تحرير الشام علق عمله على خلفية اعتقال العراقي، ما دفع القادة العسكريين في الهيئة للتفاوض مع ورش التصنيع لاستئناف العمل في الفترة الحالية، بعد وعود قدموها لهم بالإفراج عن العراقي إذا لم يتم ثبوت تهم الفساد المالي الموجهة له". 

كما أكد مصدر في مدينة إدلب أن "دورية لجهاز أمن الهيئة داهمت صباح اليوم الخميس، منزل امرأة تُدعى أم عبد الرحمن (شيشانية الجنسية)، واقتادتها إلى جهة مجهولة بعد اعتقالها ومصادرة سيارتها الشخصية". 

واعتقلت الهيئة، خلال فبراير/ شباط الحالي، عدة قيادات في تنظيم "حراس الدين"، أبرزهم أبو عبد الله السوري الإداري العام في التنظيم، ونجل القيادي المتشدد رضوان نموس، المعروف باسم أبو فراس السوري، بالإضافة إلى أبو عبد الرحمن الأردني الشرعي العام في التنظيم، وأبو هريرة المصري قيادي أمني في التنظيم، وهو نجل الشرعي العام السابق في التنظيم أبو ذر المصري.

كما داهمت الهيئة الخميس الفائت، عدة منازل لمقاتلين أجانب، مقربين من تنظيم "حراس الدين" شمال غرب إدلب، واعتقلت خلالها كلاً من الصحافي الفرنسي المعروف باسم موسى الحسان، والقياديين أبو يوسف الفرنسي، وسيف الله الذي يحمل الجنسية الفرنسية وهو من أصول مغربية، بالإضافة إلى مرافقه الشخصي، ومقاتلين اثنين يحملان الجنسية التركية مستقلين عن التنظيم. يأتي كل ذلك ضمن حملة "تحرير الشام" الأمنية لاعتقال كل مقاتل أجنبي خارج منظومتها، بالإضافة للأشخاص المقربين من تنظيم "حراس الدين" المتشدد المتهم بمبايعته لتنظيم القاعدة. 

منع صحافي أميركي من مزاولة عمله

من جهة أخرى، نشرت وكالة "on the ground news" الأميركية بياناً لها، اليوم الخميس، حول تساؤل العديد من متابعيها عن عدم ظهور مراسلها الصحافي داريل فيلبس المعروف باسم بلال عبد الكريم بعد خروجه قبل أيام من سجون الهيئة، مُشيرةً في بيانها إلى أن "الهيئة اشترطت على داريل عدم الظهور على الوسائل الإعلامية لمدة ستة أشهر، وذلك كجزء من خروجه المبكر بعد الحكم عليه بالسجن لمدة سنة". ولفت البيان إلى أن "الهيئة أضافت شرطاً آخر، بمنع الوكالة الأميركية من نشر الأخبار عن الشأن السوري لمدة ثلاثة أشهر". 

كما حصل "العربي الجديد" على شروط أخرى وضعتها الهيئة مقابل الإفراج عن الصحافي الأميركي وهي: "عدم التواصل مع شخصيات مطلوبة لمحاكم الهيئة أو الترويج لها، وعدم الحديث في قضايا الشأن العام، والحصول على قرار قضائي لممارسة المهن المتعلقة بالشأن العام، وفي حال أراد العودة لمزاولة العمل الإعلامي يلزم بمراجعة جهاز أمن الهيئة". 

وكانت الهيئة قد أفرجت في 17 فبراير/ شباط الحالي عن بلال عبد الكريم، عقب مضي نحو 6 أشهر على اعتقاله مع مصوره في بلدة أطمة شمالي إدلب، وحينها أوضح مسؤول العلاقات الإعلامية في الهيئة، تقي الدين عمر، لوسائل إعلام محلية بأنه "تقدم وجهاء منطقة أطمة وعدد من الشخصيات بطلب استرحام إلى المحكمة، وبعد نظر القضاء تم قبول الطلب على الالتزام بشروط الإفراج، والمتعلقة بالشأن العام ونشاطه العسكري".

وأشار إلى أن "توقيفه عن العمل واعتقاله جاءا بعد ثبوت العمل مع مجاميع تخل بالأمن العام، وتحريضه على السلطات المحلية دون وجه حق، والإصرار على نشر وترويج أكاذيب تمس بالمؤسسات دون أدلة أو إثباتات، إلى جانب لقاءاته المتكررة مع شخصيات مطلوبة للقضاء وتلفيق الادعاءات الباطلة".

من جهة أخرى، ردت "هيئة تحرير الشام"، على ما أوردته وزارة الدفاع التركية، بإلقاء القبض على سوريين حاولوا التسلل إلى أراضيها، منهم عناصر في الهيئة، بالإشارة إلى أن الوزارة "نشرت أمس الأربعاء خبراً مفاده توقيف 9 أشخاص حاولوا الدخول إلى الأراضي التركية بطريقة غير قانونية، اثنان منهم من هيئة تحرير الشام (الإرهابية) كما ورد". 

ونفت الهيئة على لسان مسؤول مكتب العلاقات الإعلامية فيها، تقي الدين عمر، الذي قال: "ننفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً، ولا نعلم من هؤلاء الذين تم إيقافهم ولا تربطنا بهم أي صلة، ونستنكر ما جاء على لسان وزارة الدفاع التركية ضد كيان سني يحفظ أمن وسلامة شريحة كبيرة من الشعب السوري في المناطق المحررة". 

وأكد عمر في تعليق على البيان تم توزيعه على وسائل الإعلام، أن الهيئة "كيان مستقل وجزء أساسي في الدفاع عن الثورة السورية وحماية المناطق المحررة من هجمات روسيا وإيران وباقي المليشيات الطائفية".