Skip to main content
المكفوفون يرسمون على أرصفة جبل اللويبدة العمّاني
محمود الخطيب ــ عمّان
يسعى بقاعين إلى تكريس مادة الرسم في المدارس للأشخاص المكفوفين (أصدقاء اللويبدة/فيسبوك))

لا يتواني الفنان التشكيلي الأردني، سهيل بقاعين، عن الإقدام على المبادرات الخلاقة، بهدف إسعاد قطاع هام من الأطفال اليافعين، ممن لا يملكون من يوجه بوصلتهم لتنمية مهاراتهم اليانعة.

فرئيس "جمعية أصدقاء اللويبدة" القابعة على إحدى قمم جبال العاصمة الأردنية، اقترح أخيراً مبادرتين حظيتا بإقبال واسع من الموهوبين، وتغطية غير مسبوقة من وسائل الإعلام الأردنية، الأولى كانت بعنوان "عبق اللون"، لتعليم الأطفال المكفوفين الرسم من خلال شم الألوان وربطها بروائح طبيعية. والثانية بعنوان "ألوان على الرصيف"، بهدف إدماج كافة شرائح الأطفال في أجواء الفن والخيال والابتكار.

يهدف بقاعين إلى كسر حاجز الخوف، لدى من يعانون من مشاكل بصرية وقلة التفاعل مع الناس، ودمجهم مع المجتمع من خلال العمل الجماعي، خصوصاً أن مادة الرسم غير متوفرة لهم في المدارس. يشرح: "استطاع الأطفال بعد تدريبهم، ربط اللون الأحمر برائحة بالكرز، والأخضر بالنعناع، والأصفر بالليمون، هذه الطريقة تمكن الكفيف، أو من لديه بقايا بصرية، من التعرف إلى اللون ورسم ما يتكون في مخيلته. نسعى إلى خلق حالة جديدة في الفن التشكيلي، لإظهار مواهب الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية وإبراز قدرتهم على الرسم، ولاقت هذه المبادرة إعجاب المجتمع".

كان التحدي بالنسبة لبقاعين، هو تميز الطفل الكفيف عمن لديه بقايا بصرية، يبين: "لجأت إلى حاسة الشم من خلال تخيل اللون بواسطة ربط اللون برائحة معينة ونجحنا هنا بمساعدة الأطفال في استخدام الألوان والتمييز بينها. نجحنا في تحويل الإعاقة إلى طاقة، وتحويل الخيال والحلم إلى حقيقة، نحن كفنانين علينا مسؤولية مجتمعية ويجب أن تكون لنا بصمة، كان همنا تنشيط مخيلة الكفيف ودفعه للإنتاج وتدريبه منذ الصغر من خلال أكاديمية الأطفال المكفوفين".

يسترجع بقاعين أصل الفكرة التي تعود إلى والدته التي رحلت، وهي مصابة بضعف النظر بسبب مرض السكري، فدفعته الحادثة إلى إطلاق مبادرة "عبق اللون"، بهدف بناء ذاكرة بصرية لدى الأطفال المكفوفين، بالتعاون مع متطوعين مختصين بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، الذين يقومون بتدريبهم على إنشاء ذاكرة بصرية قبل البدء بالرسم، من خلال ورشات تعرفهم على مختلف الأدوات عبر حاستي اللمس والسمع.

يسعى الفنان التشكيلي الأردني إلى تكريس مادة الرسم في المدارس للأشخاص المكفوفين، لإثبات أن الإبداع مرتبط بالبصيرة وليس بالبصر، كما يحاول تغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة، وكسر الحواجز أمامهم.

يستثمر بقاعين أرصفة منطقة اللويبدة، لتحويلها في صباحات الجمعة "يوم الإجازة الأسبوعي"، إلى مرسم حر بالهواء الطلق. حيث يجرّب الأطفال على الأرصفة أساليب تشكيلية مختلفة للتعبير عن رؤاهم ومكنوناتهم وتصوراتهم عن بيئتهم ومحيطهم الاجتماعي، وبعد إنجازها يعرضونها على الرصيف بالقرب من مقر "جمعية أصدقاء اللويبدة"، ساعياً إلى تهذيب نفوس الأطفال وتثقيفهم والارتقاء بذائقتهم من خلال الفن التعبيري.

يقول بقاعين: "أسعى لتحبيب الأطفال بفن الرسم التعبيري، من خلال ملمس اللون وضربات الفرشاة على العمل أو رسم المساحات اللونية من خلال المساحات والاشكال والالوان وتوظيفها للتعبير عن حالاتهم الذاتية، وتطلق فيهم الجرأة لممارسة ابداعاتهم في الهواء الطلق وأمام عيون المارين على أرصفة الطريق".

يوجه بقاعين أنظار الموهوبين إلى فن مزج الألوان والخروج بألوان جديدة تضفي على اللوحة بعداً إبداعياً آخر، يعطيهم الثقة مهما جربوا وأخطأوا أمام ناظري آبائهم، بهدف دمجهم في محيطهم الأسري الإجتماعي أثناء ممارسة الإبداع.

ويقول: "أسعى لتحبيب الأطفال بفن الرسم التعبيري، من خلال ملمس اللون وضربات الفرشاة على العمل أو رسم المساحات اللونية من خلال الاشكال والالوان وتوظيفها للتعبير عن حالاتهم الذاتية، وتطلق فيهم الجرأة لممارسة ابداعاتهم في الهواء الطلق وأمام عيون المارة على أرصفة الطريق".

يوجه بقاعين أنظار الموهوبين إلى فن مزج الألوان، والخروج بألوان جديدة تضفي على اللوحة بعداً إبداعياً آخر، يعطيهم الثقة مهما جربوا وأخطأوا أمام ناظري آبائهم، بهدف دمجهم في محيطهم الأسري الاجتماعي أثناء ممارسة الإبداع.