}

أفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين (5)

سناء عبد العزيز 23 نوفمبر 2019
تغطيات أفضل 100 كتاب في أوائل القرن الحادي والعشرين (5)
من اليمين: أوزوالد، كارسون، ليفي، شابون، بولان

هل حقا بُترت الصلة تماماً بين الشعر ومتلقيه إلى حدّ أن الناشرين أنفسهم يستنكفون عن نشر دواوين جديدة، وغدا الشعر يستجدي ناشراً؟!
فضلا عن ثماني سرديات مدهشة لكتاب كبار حصلوا على العديد من الجوائز بالفعل، ومنها رواية "جزيرة صغيرة" للكاتبة البريطانية من أصل جامايكي أندريا ليفي التي توفيت هذا العام، ثمة ديوانان لأول مرة في هذا الجزء من قائمة الغارديان البريطانية لأفضل 100 كتاب وأكثرها مبيعاً في أوائل القرن الحالي، أحدهما للشاعرة البريطانية أليس أوزوالد، والآخر للكندية آن كارسون، وإن كان ذلك لا يعد دليلاً نافياً لحقيقة انفصال الشعر عن جمهوره في عصر ما بعد الحداثة الذي أسماه عالم الاجتماع زيغمونت باومان بـ"الزمن السائل" متتبعا فيه هشاشة الروابط الإنسانية ووقوعها في فخ السيولة المربك.
والسؤال: هل يتحمل الشاعر جزءاً من ذلك المأزق التاريخي غير المسبوق؟
أسئلة من هذه الشاكلة حول أزمة الشعر والشعراء تُثار بين الحين والآخر بطرح الأسباب من دون التوصل إلى إجابات حقيقية. وفيما ذهب البعض إلى عدم التفات المؤسسات التربوية إلى تربية الذائقة اللازمة بتغييبها للشعر الحديث من المناهج والاكتفاء ببعض النماذج العتيقة، وجه آخرون أصابع الاتهام إلى الشعراء أنفسهم لانفصالهم عن قضايا مجتمعهم واستغراقهم في الذاتية والغموض والإبهام، أو مسايرة الحداثة على نحو يؤدي إلى العزوف عنه، حتى أن بعض شعراء أميركا الجنوبية دان الشعراء لـ"تجميعهم الكلمات عشوائياً وفق آخر موضات باريس".  

60- "دارت"
بداية من عام 1994، سطع اسم الشاعرة البريطانية أليس أوزوالد في عالم الشعر، ولعل السبب يعود إلى عالمها الشعري الفريد، وقدرتها المذهلة على تصوير الريف البريطاني بزخم تفاصيله الحية عند الفجر لحظة سقوط الندى، مصحوبا بطنين ذبابه وحديث بجعاته النافقة، ولا غرو في ذلك وهي التي قضت طفولتها في التجوال.

وصفها البعض بأنها وريثة شاعر البلاط تيد هيوز وظل اسمها على مدى سنوات مرشحا بقوة للفوز بلقب شاعرة البلاط. وفي مقابلة معها أجرتها صحيفة الغارديان البريطانية تقول "كثيراً ما يقال لي إنني أحيا في أنشودة رعوية، لكن الريف مثل المدينة، مليء بشخوص قلقة وهمجية، أكثر هشاشة من تجمع نباتي".
أما عن ديوانها "دارت" فهو بمثابة قصيدة طويلة ذات نسيج جذاب من "تمتمات النهر"، استلهمتها من ثلاث سنوات من الحوار مع أشخاص يعيشون ويعملون على نهر دارت في ديفون. وفيه تتنوع الأصوات وتنبض بالحياة بدءاً من السباحين إلى عمال الصرف الصحي، وعمال بناء القوارب إلى المحضرين، وصيادي سمك السلمون إلى المراكب.
فاز الديوان بجائزة تي إس إليوت عام 2002، وجائزة فوروارد عن قصيدة "دنت: قصيدة لنهر جف ماؤه" عام 2007، وهي الجائزة التي فازت بها من قبل عن أفضل مجموعة شعرية عام 1996، كما فازت أيضا بجائزة تيد هيوز عام 2010.


59- "جمال الزوج"
فاز الديوان الرابع "جمال الزوج" للشاعرة الكندية ذائعة الصيت آن كارسون بجائزة تي إس إليوت لأول مرة في تاريخ الجائزة المتهمة بالتحيز للشعراء الذكور منذ أن تأسست عام 1953.  ووصفت رئيسة لجنة الجائزة، هيلين دونمور، شعر كارسون بأنه "شعر أكثر من رائع"، والديوان يعالج الحب والرغبة في مجموعة تصف نفسها بأنها "مقال خيالي في 39 تانغو". وفيه ترسم كارسون مسار زواج محكوم عليه بالفشل في خطوط فضفاضة متتبعة تعرجات الفكر والشعور منذ اللقاء الأول مرورا بخيانات متعددة وحتى الوصول إلى الطلاق في نهاية المطاف.
ولدت كارسون في تورونتو بكندا عام 1950، وهي لغوية ومترجمة وناقدة أدبية وبروفيسورة وعضو الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم. حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة زمالة غوغنهايم، وزمالة ماك آرثر ونيشان كندا.


58-  "ما بعد الحرب"
يبدأ هذا الاستقصاء الضخم لأوروبا منذ عام 1945 بالدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، ويقدم سرداً بانورامياً للحرب الباردة من بدايتها إلى انهيار الكتلة السوفييتية، إذ شهد مؤلفه توني جادت، المؤرخ والكاتب البريطاني، جزءاً منها في ثورة تشيكوسلوفاكيا الناعمة، لذا يقوم بسرد قصة معقدة للغاية بتقليب صفحاتها بشكل خاطف وما يمكن قراءته الآن كإيمان بالحنين إلى "الفكرة الأوروبية"، قائلا: "أصبحت القيم غير الأميركية المفترضة في أوروبا العامل المشترك الأكبر في تحديد الذات الأوروبية".
من أعمال جادت الأخرى: شاليه الذاكرة، إعادة تقييم: تأملات في القرن العشرين المنسي، عبء المسؤولية: القرن العشرون الفرنسي.


57- "مغامرات كافلير وكلاي المذهلة"

مايكل شابون روائي أميركي ولد عام 1963 في واشنطن، حصل على جائزة بوليتزر عن "مغامرات كافلير وكلاي المذهلة" في العام 2001 وجائزة هوغو لأفضل رواية عن "اتحاد رجال الشرطة الييديشية" في العام 2008.
تتسم أعمال شابون بلغة معقدة، واستخدام متكرر للاستعارة إلى جانب موضوعات متكررة، بما في ذلك الحنين إلى الماضي، والطلاق، والتخلي، والأبوة، وقضايا الهوية اليهودية. وغالبا ما تتضمن أعماله شخصيات مثلية الجنس وثنائية الجنس ويهودية.
ويقدم في مغامراته المذهلة ابني عمين يهوديين، أحدهما هرب من براغ المحتلة، وقرر أن يكتب كتاباً فكاهياً مناهضاً للفاشية يُدعى "الانهزامي". جاءت مغامرات شابون مثيرة وملونة بشكل جميل مثل تلك التي يدونونها في كتاب قطار الملاهي برسوماتها الوافرة المحببة للغاية.


56- "تحت الأرض" 
يصحبنا روبرت ماكفارلين عبر عالمه السري في رحلة غير عادية في كتابه "تحت الأرض"، من خلال سرد رائع وعميق، يتخذ شكل سلسلة رحلات تبدو في كثير من الأحيان مرعبة ومقبضة من المضايق في القطب الشمالي إلى المقابر في باريس. هذه الرحلات تحت السطح تلهم أفكاراً عن العصر الجيولوجي "العميق" وتثير أسئلة ملحة حول تأثير الإنسان على كوكب الأرض.
روبرت ماكفارلين كاتب بريطاني وزميل بكلية إيمانويل في كامبريدج. يشتهر بكتاباته عن الطبيعة والمكان والأشخاص واللغة، والتي تشمل الطرق القديمة والكلمات المفقودة. حصد العديد من الجوائز منها جائزة الكتاب البريطاني عن أفضل كتاب للأطفال، وجائزة إي. إم. فورستر عن كتابه "العوالم المفقودة"، وجائزة وينرايت عن روايته "تحت الأرض" المدرجة في القائمة.

55- "مأزق أومنيور"
كتاب ترفيهي مؤثر جداً كتبه مايكل بولان الشهير بنصيحته: "تناول طعامك، ولا تأكل كثيراً، وليكن معظمه نباتياً".  يتبع بولان في "مأزق أومنيور" رحلة أربع وجبات من الحقل إلى الطبق- بما في ذلك وجبة واحدة من مكدونالدز ووليمة من مصادر محلية عضوية. وهو يسير في رحلته الطريفة بذكاء وطرافة غيرت كلا من كتابة الطعام والطريقة التي نراه بها.
من كتبه الأوسع شهرة التي ترجمت إلى العربية "نظرة النباتات"، "قواعد الطعام".


54- "المرأة والسلطة"
استناداً إلى محاضرات البروفيسور ماري بيرد عن صوت المرأة وكيف تم إسكاته، حقق كتابها "المرأة والسلطة" نجاحاً هائلاً في مجال النشر في "#MeToo" عام 2017. وبتقصي تلك الكراهية، وأصول "خطاب الجنس" في العصر الكلاسيكي، والمشاكل التي يواجهها الرجال الذكور مع النساء الأقوياء، أصبح هذا المانيفستو الكلاسيكي آنيَّا ومُلحاً. فقد أرادت بيرد من خلاله أن تبرهن لقارئها أن ثمة تاريخاً طويلاً يمتد عبر قرون من الأزمنة القديمة إلى الزمن الحديث ثم المعاصر، من تهميش المرأة واستغلالها وتعريضها لأنماط من سلوكيات التحرش تنال كرامتها.
وعبر دعوتها التحذيرية في هذا الموجز الذي يقع في 115 صفحة، ترصد بيرد في غمار حركة MeToo التي اجتاحت الشارع الأميركي هذا العام، الطريقة السلبية في التعامل مع المرأة وكأنها دمية في "الإلياذة" أو ترسمها في صورة الخاضع كما في "الأوديسة" وكلاهما للشاعر الإغريقي الشهير هوميروس.

53- "التاريخ الحقيقي لعصابة كيلي"
ينطلق المؤرخ والروائي الأكاديمي بيتر كاري في روايته "التاريخ الحقيقي لعصابة كيلي" الفائزة بجائزة بوكر، من رسالة طويلة تصل إلى ثمانية ألف كلمة أملاها نيد كيلي على صديقه جو بيرن. يقول كاري: "كنت في العشرين من عمري عندما حصلت على نسخة من هذه الرسالة. وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف ما أفعل بها. لكن بدا لي أن الصوت الإيرلندي الذي لم ينل حظه من التعليم يضارع أصوات كتّاب كبار عرفتهم واحترمت نتاجهم مثل فوكنر وبيكيت وجويس".
قام كاري بتحويل رسالة كيلي إلى عمل أدبي يروي قصة المغامر الإيرلندي الأصل الذي انتهى به المطاف إلى حبل المشنقة. وخلافاً للرسالة الأصلية الموجهة للسلطات يصوره كاري وهو يروي مغامراته في رسالة إلى ابنته الصغيرة بنبرة بريئة، مفعمة بالتفاصيل.
حصل كاري على جائزة مان بوكر الأدبية مرتين، الأولى عن رواية "أوسكار ولوسيندا" عام 1988 والثانية في عام 2000 عن رائعته "التاريخ الحقيقي لعصابة كيلي"، كما حصل على ميدالية بودلي ووسام أستراليا وجائزة مايلز فرانكلين الأدبية. وصدرت له أعمال مهمة منها "جاك ماغز" و"فقد الذاكرة" و"بعيدا عن البيت" إلى جانب مجموعات قصصية وثلاث كتب في أدب الرحلات.

52- "جزيرة صغيرة"
توفيت الكاتبة البريطانية من أصل جامايكي أندريا ليفي يوم 14 فبراير/شباط هذا العام عن عمر يناهز 62 سنة بعد صراع طويل مع السرطان. وعبر مشوارها الأدبي كرست ليفي قلمها للمهاجرين وصراعهم المتواصل للعيش جنبا إلى جنب البيض في المجتمع البريطاني، حيث ترسم في روايتها "جزيرة صغيرة" لوحة دقيقة وصادقة تعكس حياة مهاجري الكاريبي في بريطانيا. هذه الرواية التي يرويها أربعة أبطال - هورتينس وجيلبرت، المهاجران الجامايكيان، والزوجان الإنكليزيان، كويني وبرنارد، يحمل كل فصل اسم راويه. تتجمع هذه المنظورات المتنوعة، التي ينيرها الحب والولاء، لإنشاء لوحة فسيفسائية تصور البدايات المعقدة للمجتمع البريطاني متعدد الثقافات، كما تغوص في قضايا شائكة مثل الهوية والوعي العرقي. حققت الرواية نجاحا باهرا، ووصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بالكتاب الكبير لأندريا ليفي. وفازت بعدة جوائز، منها جائزة الأورانج للرواية، وجائزة ويتبريد لأفضل رواية بريطانية، وجائزة الكومنولث للأدب.

51- "بروكلين"
فازت "بروكلين" الرواية السادسة للكاتب الإيرلندي كولم توبين بجائزة كوستا للرواية عام 2009، ورشحت لنيل جائزة أي أم بي أي سي دبلن الأدبية العالمية عام 2011، كما رشحت للفوز بجائزة مان بوكر 2009. وفي 2012 اختارتها صحيفة ذا أوبزرفر ضمن أفضل 10 روايات تاريخية.


تدور أحداث "بروكلين" في فترة الخمسينيات، عندما غادر أكثر من 400000 شخص إيرلندا، مع التركيز على التأثير العاطفي والوجودي للهجرة على امرأة شابة؛ فأيليش لَيسي الفتاة الإيرلندية تترك حياتها وعائلتها لتهاجر إلى الولايات المتحدة بعد أن جذبها الحلم الأميركي، وهناك تخوض غمار حياتها الجديدة في بروكلين وتقع في حب شاب من أصول إيطالية، لكنها تتراجع بسبب ما فقدته من إمكانيات في منزلها. وتعتبر "بروكلين" بمثابة قصة عالمية عن الحب والقدرة على التحمل والفرص الضائعة.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.