جدارية العام الجديد
-I-
كلما اقترب العام من نهايته
تذكر الذي مضى في غفلة منه
كتابة قصيدة عن عابرة
قرب محطة القطار
كانت تنظر إليه ولم يكلمها
وندم بعد ذلك
إتمام رواية ضلت الطريق
وبقيت مرمية في الأدراج
قراءة كتاب اشتراه
من عند بائع كتب
في المدينة القديمة
النظر في المرآة
كي يرى أثر الفراشة الزمنية
على قسمات وجهه
عدم الذهاب إلى المقهى
كعادته كل يوم
انتظار مكالمة من صديقة غائبة
عادت للتو من باريس
والسفر وحيدًا إلى الشمال
كلما كان الوقت يسمح بذلك
الانقطاع عن الولوج إلى الفايسبوك
باستثناء يوم الأحد
وأشياء أخرى كثيرة…
-II-
وحين ينتهي العام ويأتي آخر
يرحب به كما جرت بذلك العادة
ويستمر في حياته
كأن الزمن لا يمضي
وكأنه ما يزال كما كان في السابق
وينسى أنه قد تغير كثيرًا...
وأن الأيام تفر من أيامه
وتحلق بعيدًا عنه كما الذكريات …
ينسى أن بداية كل عام
كانت احتفالًا رائعًا به
بين العديد من الأصدقاء
وأن الأغاني كانت
وقتئذ تملأ المكان
وأن الزمن كان مبتهجًا
وأن علامات الشباب
كانت ملء اليد والوجه
وكانت ملء اللسان
ينسى أن الذي مضى لا يعود
وأن سر الوجود
وروعة الوجود
تكمن في النسيان …
-III-
ومع ذلك …
فكلما أوشك العام
على الانتهاء
ارتدى معطفه الذهبي
في المساء
وهاتف من تبقى له
من خُلّص الأوفياء
وذهب وحيدا ليحتفل به
في المقهى …
وجلس يشرب كعادته
فنجان قهوته
ويسمع ملء قلبه
إحدى أغنيات الزمن
الذي مضى …
وهو يرنو إلى العام القادم …
احتفالية السنة الجديدة
-I-
كأنها تمضي وحيدة
كغيرها من السنوات
الكل يودعها حسب هواه
ويفرح بالقادمة
لعلها نادمة
على ذهابها السريع
وعدم قدرتها على البقاء
هي مثلنا لا يسمح لها
الوقت أن تبقى
هي تودع الآن السعيد
كما تودع أيضًا
سواه…
وهي تذهب حزينة
إلى حيث لا تعود
فهي بنت من بنات الزمن
هي بنت اللحظة العابرة
لا الخلود…
-II-
كأنها آتية بعد غد
هذه السنة الجديدة
أهلا بها ومرحى
هي حاملة الأماني
ونحن نقدم لها الأغاني
ونرحب بقدومها
ونقول للأصدقاء
نلتقي بكم قريبا
وأنتم سعداء
في هذه السنة الآتية
وهي تحمل لكم
البشرى
وتنسيكم ما جرى
في الأيام الماضية
وبين سنة وأخرى
يمضي العمر سريعًا
وتتجدد الحكايات
حكاية بعد حكاية
-III-
كأنهما أختان
سنة تمضي
وأخرى تأتي
والأرض بينهما
في دوران..
كتبت هاته الجدارية - الاحتفالية ما بين نهاية السنة الماضية 2022 وبداية السنة الحالية 2023.
تحميل المقال التالي...