}

"شمس على نوافذ مغلقة".. تضامن ثقافي ضد التحريض والتهديد

هنا/الآن "شمس على نوافذ مغلقة".. تضامن ثقافي ضد التحريض والتهديد
انطولوجيا "شمس على نوافذ مغلقة"

 

حياة الكتّاب الليبيين المساهمين في كتاب "شمس على نوافذ مغلقة" في خطر حقيقي بعد جملة من التهديدات التي تلقوها من قبل السلفية التكفيرية، وقد تصاعدت وتيرة التهديدات مع انتشار أشرطة فيديو جديدة على شبكة الإنترنت. 

وساهمت منابر المساجد في الحملة ضد كتاب "شمس على نوافذ مغلقة" إذ نشرت مواقع إلكترونية ليبية تسجيلات صوتية لأئمة مساجد يحرضون ضد المشاركين في الكتاب، ويصفونهم بالسفهاء والمجرمين، أما الموقف الرسمي الليبي فيبدو ميالا إلى الحياد خشية فتح جبهة جديدة مع السلفية، من أجل عدد من الكتاب المستقلين غير المحسوبين على جهة أو تيار سياسي.

موقف حكومي سلبي

وتبدو الخطوات التي اتخذتها الحكومة الليبية في غير صالح الكتاب، إذ أمرت المباحث العامة بإغلاق دار حسن الفقهي بمدينة طرابلس، وهو المركز الذي شهد في وقت سابق من هذا العام احتفاء بكتاب "شمس على نوافذ مغلقة" (مختارات من أعمال الأدباء الليبيين الشباب من إعداد خالد المطاوع وليلى نعيم المغربي). وقد سمحت المباحث العامة بإعادة فتح الدار بتدخل من المجلس الرئاسي شرط أخذ موافقة كتابية منها لإقامة أي نشاط مستقبلي. كما أصدرت وزارة الثقافة الليبية، في الحكومة الليبية المؤقتة، بياناً حمّل مؤلفي الكتاب جزءاً كبيراً من المسؤولية، وقد وصف كتاب مستقلون البيان بالمهادن الذي لا يخلو من إدانة للكتاب.

 

لا ضمانات قانونية

وشنَّ السلفيون حملتهم ضد الكتاب بسبب تضمنه مقاطع من رواية "كاشان" للكاتب أحمد البخاري والصادرة في عام 2012، وبدأ التيار السلفي هجومه ضد الكتاب من مدينة الزاوية التي يصفها متابعون للشأن الليبي بمعقل السلفية في ليبيا، وذلك بعد أن تمّ الاحتفاء بالكتاب في المركب الثقافي في مارس/آذار الماضي، وهو الأمر الذي اعتبره التيار المتشدد خطرا يهدد نفوذه وهيمنته. ورغم الخطر الحقيقي الذي يواجهه المساهمون في الكتاب والتهديدات التي استهدفت حياتهم، تقاعست الحكومة الليبية في اتخاذ خطوات مؤثرة لحماية مواطنين عزل وما يضاعف من خطورة الموقف هو القانون الليبي الذي لا يقدم أية ضمانات تحمي الكتّاب والمفكرين من الهجمات التكفيرية، في حديث لضفة ثالثة قالت الروائية الليبية رزان نعيم المغربي: "القانون الليبي في عهد النظام السابق ووثيقة الإعلان الدستوري التي تعتبر مصدر التشريع، تنص موادهما على أن تهمة الكفر عقوبتها حد الردة وتصل إلى الإعدام ويستتاب علنا. ويعد توجيه الاتهام بالكفر ممارسة في غاية السهولة ومتاحة إلى أي شخص ينوي إقامة قضية حسبة ضد شخص آخر واتهامه بأنه شتم الجلالة حتى شفاهياً. كما أن القانون فضفاض للغاية في المادة 291 من قانون العقوبات بالنسبة لعقوبات المخل بالآداب العامة إذ يمكن لأي شخص أن يوجه التهمة لآخر إذا لم يعجبه سلوكه، ولا توجد حدود واضحة لتلك الآداب والسلوكيات التي تعتبر مخلة فهي رهينة المزاج العام. لذا استطاع التيار السلفي المتشدد اليوم أن يوقد شعلة الفتنة في جمهور من العامة ويتم قيادته ضد الثقافة والمثقفين بأنهم ينتهكون الحرمات والآداب العامة... ومعروف أن الوعي بالحريات ثقافة جديدة وليس لها جذور، لما لطبيعة المجتمع الليبي من خصوصية عدم الفصل بين ما يخص الآخر وما يخصه حتى من ناحية المعتقد".

بذور نظام القذافي

وتعتقد الكاتبة رزان نعيم المغربي أن الهجمة ضد الكتاب ممنهجة من قبل التيارات المتشددة لإحكام سيطرتها على البلاد، وهذا ما دفعها إلى تزوير الحقائق المتعلقة بالكتاب ذاته، إذ إن المقاطع المقتبسة من رواية "كاشان" لا تمس الذات الإلهية بأية عبارة أو مفردة، وهذا الاتهام الباطل ليس سوى ذريعة يستخدمها المتشددون لتأجيج وتأليب المواطنين ضد الكتاب والمثقفين وكل الأصوات التي تؤمن بالقيم الإنسانية المتسامحة التي لا تتماشى مع التيارات المتشددة الإقصائية:

لا يمكن اعتبار الهجمة التي يتعرض لها المثقفون الليبيون وليدة اليوم، إذ سبق للقذافي في بداية السبعينيات أن خطب في الناس محرضا إياهم ضد الأدباء، وكانوا طليعة متقدمة ذات توجه يساري واضح، وقد زجهم لاحقا في السجون ودفع الناس لإحراق الكتب والآلات الموسيقية في الميادين العامة.

وعلى غرار التجربة العراقية في عهد النظام العراقي السابق الذي شن مشروعا تأسيسيا للحركات السلفية المتشددة والتي تحولت لاحقا إلى مرتع للمليشيات الإرهابية وقد حملت حينها عنوان: "الحملة الإيمانية"، تعتقد رزان نعيم المغربي أن لنظام القذافي الدور الأساس في انتشار التيار الإقصائي المتشدد في ليبيا:

"نحن في حقيقة الأمر نرى نتائج ما زرعه القذافي في العقول من همجية ضد النخب الثقافية تحديدا، ولطالما كان المثقف الليبي في وضع هش وفي ركن متأرجح يتوقع في كل لحظة أن يدفعه أحد ممن يملك السلطة ويرميه خارج السور. أما المثقف الليبي فقد رأى في دعوات القذافي إغراقاً في السلفية، وإن حاول أن يلبسها رداء القومية، فهو لديه بدائل جاهزة، إذ ألغى الموسيقى والآلات الغربية وفتح المجال واسعاً لأغاني البادية وألحانها، وهي ربما جزء موجود في ليبيا، لكنه لا يشملها على امتدادها الجغرافي والحضاري المتنوع، هذه النزعة شكلت ثقافة تم توريثها من جيل لآخر، وبالمناسبة ما حدث هذه الأيام من هجمات على الثقافة، ومنها مصادرة الكتب في الشرق الليبي ومن قبل السلفية هناك واتهام كتاب بالكفر والإلحاد والعلمانية، لاقى ترحيبا من قبل مؤيدي النظام السابق الذين اعتبروا المثقف الليبي المستقل عدوا داخليا على الدوام".

والسؤال الذي يبدو أنه سيبقى إلى أمد غير قريب من دون إجابة: من يحمي أرواح الكتاب والمثقفين الليبيين من هجمات المتشددين؟ في بلد يشهد فقدان الأمن وهيمنة المليشيات المسلحة وأغلبها خاضع للتيارات السلفية التكفيرية التي تتربص للمثقفين التنويريين والأصوات التي تريد للشمس أن تشرق دائما على النوافذ المغلقة؟!

 

 أدباء وكتَّاب يدينون الحملة على "شمس على نوافذ مغلقة"

 

طالعتنا صفحات التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون ووسائل الإعلام، الأيام القليلة الماضية، بهجوم غير مسبوق على الكتاب والأدباء مثّل شكلا عنيفا من أشكال الوصاية على الفكر والإبداع.

فقد أدى نشر كتاب، يعد إنجازا متميزا ومهما في الحركة الثقافية الوطنية الليبية، هو كتاب "شمس على نوافذ مغلقة" ضم كتابات شباب ليبيين في مجالات الشعر والقصة والرواية كتبت بعد سنة 2011 إلى حالة من الاعتراض والغضب، وجرى التشهير بأسماء كاتبات صاحبات نصوص في الكتاب، ومحرري الكتاب، كما تم اتهام كاتب رواية "كاشان" بتهم متفرقة وصلت إلى حد تكفيره، بل بلغ الأمر حد التهديد والتحقيق مع بعضهم، ووسط انتقاد عنيف على كل المستويات الرسمية والشعبية. بل تعدى الأمر ذلك، إلى المطالبة بمحاكمة أصحاب النصوص المنشورة في الكتاب ووصفهم بالعمالة والمطالبة بإنزال أشد العقوبات عليهم، وآخر هذه التطوّرات الخطيرة، هو إقدام مجموعة مسلّحة على إغلاق دار حسن الفقيه حسن التاريخية التي شهدت حفل التوقيع على كتاب "شمس على نوافذ مغلقة".

كل هذا حدث بسبب ورود بعض الكلمات في كتاب تبلغ صفحاته (543 صفحة)، وعدد كتّابه (25) كاتبا وكاتبة، ضمن نص مجتزأ من رواية "كاشان" التي كانت قد صدرت سنة 2012 بإذن وموافقة الجهات الرقابية المعنية في ليبيا.

وكما أنه من حق الجميع تكوين الرأي حول ما ورد في هذا النص، والنقاش حوله، إلا أن الأمر قد جاوز الاعتراض الهادئ الرصين واختلاف الرؤى والأفكار، واتخاذ ما من شأنه نزع فتيل العنف وتهدئة الرأي العام، وهو ظاهرة صحية ومطلوبة وحق مكفول، ليتخذ وجهة خطيرة تهدد مصائر هؤلاء الكتاب ومن تضامن معهم ويطاول التهديد أسرهم، فيما يعتبر إرهابا فكريا، يتعرض له الكتاب الليبيون بمباركة أو صمت وتجاهل كثير من المؤسسات الرسمية، حيث أصدرت بعض هذه الجهات بيانات تدين أولئك الكتاب أو تشجع على استهدافهم. في حين كان يمكن لها اللجوء للطرق المعتادة والمتعارف عليها قانونا في مثل هذه الحالات كشطب الألفاظ التي قد تخدش الحياء العام، وأن يُتخذ ما يمكن أن يشكل حماية للكتاب ومحرري الكتاب.

 وفي ظل ما تمر به ليبيا من فقدان الأمن وانتشار المليشيات المسلحة تصبح مثل تلك التهديدات ذات خطورة ماثلة تستلزم الوقوف ضدها من قبل كل من يتخذ موقفا مبدئيا لصالح حرية الفكر والإبداع ويعارض الإرهاب الفكري. لذا يندد الموقعون على هذا البيان بهذه الحملة الضارية ويدينونها ويطالبون بإيقافها العلني والفعلي، كما يطالبون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة تحمل المسؤولية في حماية الكُتاب والمحررين ودار النشر والمنظمين لحفلات التوقيع. كذلك على هذه الجهات تَحمُّل مسؤوليتها كاملة إزاء ما قد يحدث من ضرر لهم. كما عليها أن تضع حدا لإغلاق المراكز الثقافية وتكميم الأفواه وهي المسؤولة على حرية الفكر والنشر والإبداع وحماية الكتاب والمبدعين.

كما ندعو زملاءنا الأدباء في الوطن العربي والعالم إلى التضامن معنا من أجل هذا الهدف.

وقد وقع هذا البيان نحو 200 من الكتاب والكتاب العرب والليبيين.


كلمة لخالد المطاوع: ضد التحريض والتشويه

هذا وقد وصل إلى "ضفة ثالثة" بيان من محرر الكتاب الشاعر والمترجم الليبي المعروف خالد المطاوع، هنا نصه: 

تابعت عن قرب، ردود الأفعال السلبية، والتحريضيّة ضدّ كتاب "شمس على نوافذ مغلقة"، والشبابِ المُشاركين فيه، والذي قمت بتحريره وإصداره، وهو عبارةٌ عن مختارات أدبيّة تضمّ 25 كاتبا وكاتبة، احتفت به الأوساط الثقافية حالَ صدوره، في ليبيا وخارجها.

وأنا كمحرّر للكتاب، إذ أستنكر حملات التشويه والتحريض والعنف ضدّ الشباب المشاركين فيه، وأحمّل الجهات الأمنية مسؤولية سلامتهم؛ فإنّي أوّد التنبيه إلى مجموعة من الأمور:

أولا: الشباب المُشاركون في الكتاب، مسؤولون فقط عن نصوصهم الخاصّة، والمنشورة باسمهم، وليسوا مسؤولين بأيّ شكل من الأشكال عن مشاركات الآخرين.

ثانيا: الشباب المشاركون في الكتاب، لم يكن لهم أي دور في اختيار مادته أو تجميعها أو تقييمها وانتقائها، كما لم يكن لديهم أي علم بمشاركات الأدباء الآخرين، ومضامينها. هذا ما يجري في تحرير الكتب الجماعية، إذ إن محرري الكتب الجماعية، مثل محرري المجلات والصحف، لا يشاورون كل المشاركين في ذات الكتاب أو المجلة، ولا يطلبون قبولهم أو رفضهم لنصوص الآخرين.

ثالثا: إن كل الجهات والمؤسسات والأفراد الذين ساهموا في إقامة احتفاليات الكتاب أيضا لم يطلعوا مسبقا على الكتاب، ولذا ليسوا مسؤولين عن محتواه.

 رابعا: حيث إنّ الغالبيّة العظمى من الانتقادات الموجّهة إلى الكتاب، كانت حول مشاركة كاتب واحد من الكتّاب الخمسة والعشرين، وحول مقاطع منشورة له من روايته "كاشان"؛ فإنّنا نودّ توضيح بعض الأمور، بالخصوص:

الرواية سبق أن تمّت طباعتها ونشرها في ليبيا، وذلك سنة 2012، وقد مرّت على الأجهزة الرقابيّة، وتمّ التصريح لها بالنشر تحت رقم الإيداع، 2012/429

ردمك ISBN 978-9959-812-73-5

شاركت الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، دورة 2012، ضمن جناحنا الوطني حين كانت ليبيا ضيف الشرف. كما سبق أن فازت الرواية بالترتيب الثاني في مسابقة للإبداع الشبابي أقامتها أمانة الثقافة عام 2010 وتعذر نشرها عند قيام الثورة الليبية عام 2011.          

أمّا بخصوص النقد الموجّه للنصّ؛ لاستعماله (بعض الكلمات النابية، واحتوائه على مشاهد صادمةٍ شديدةِ الواقعية) الأمر الذي يعتبره بعضهم "عملا غير أخلاقيّ ولا يليق بالأعمال الأدبية"، فإنّه كان جزءاً من دوري كمحرّر الكتاب، فتحَ المجال للشباب والأدباء الواعدين، للتعبير المتنوع عن آمالهم وهمومهم وقضاياهم، بلغتهم وأساليبهم الأدبية وأنماط تفكيرهم المتعددة، بما فيها من تمثيل واقعيّ وصريح للمجتمع الليبي، بكلّ ما فيه، بغثّه وسمينه، وسلبياته وإيجابياته، على أن يكون فيها جانبا فنيا وإبداعيا، يجعلنا نفهم من خلاله الحالة الليبيّة، ونظرة الشباب لها.

كما أن الأسلوب الأدبي الواقعي الذي يستعمله الكاتب في هذا المقطع، والذي يقدمه لنا كاعترافات شاب قبض عليه بعد ارتكاب جريمة قتل، يجعلنا فعلا نسمع هؤلاء الشباب ونرى كيف هم يقيّمون حياتهم، ويجعلنا نحاول الوصول لإنسانيتهم بالرغم من الأسلوب الذي يستعملونه. وهذا ما يطلبه منا الأدب والفن، ألا وهو أن نستمع ونتعاطف مع الآخر مهما كان مختلفا عنا.

كما أن فحوى هذه القصة التي يسردها هذان المقطعان تجمع توأم اليأس والجريمة الذي بات معهودا بين شباب ليبيا، وكيف أن المصير الذي يصل إليه هذا الشاب هو خلاصة تراكمات الضياع والشتات والجهل وعدم احترام الآخرين الذي يهيمن على مجتمعنا. المتحدث في القصة يعي ذلك تماما، ونراه في ذات القصة يحاول أن يقوّم حياته مرارا ولكن الجهل والفساد هما من يقفا في طريقه فيجد نفسه عرضة للاستغلال.

وإذا ما أردنا أن نعرف حقا ما جرى لهذا الشاب، ما علينا إلا ننظر حولنا وسنجده ضمن المسلحين الذي يروعون الناس في ليبيا، والذين ما زالوا ينضمون لعصابات الجريمة أو الجماعات المتطرفة. ألا نسمع كلام هذا الشاب بطريقته وهو يحكي لنا حياته، وأن نتوقف عن السمع أو القراءة، لأننا تعثرنا في بعض الكلمات أو الأوصاف التي ليس له أسلوب غيرها، فمعناه أننا نرفض أن نعي كيف وصل شبابنا لهذا الحد من الجرم والانفلات وأن نرفض إنسانيتهم التي هي إنسانيتنا.

القصد من وراء نشر هذا المقطع من رواية "كاشان" ليس التصادم مع المجتمع، بل إعطاؤه مرآة يشاهد من خلالها ذاته بكلّ وضوح وشفافية، ويرى واقع شبابه، وبوجهه الحقيقي الذي يظهر في هذه المرآة.

ومن هذا المنطلق نجد أن المقطع التي نشرناه من نص رواية "كاشان"، يزيد من تنوع الكتاب ويساعد في توضيح الوضع الإنساني في ليبيا بكافة تعقيداته ونبراته، وبهذا فهو يفي بالشروط الفنية التي وضعناها له.

علما أن النصّ المنشور من رواية "كاشان" وطريقة الكاتب في تقديم شخصيته ليسا غريبين بأي شكل من الأشكال عن الأدب العربي أو غيره من الآداب في العالم، فالواقعية الشديدة واستعمال العامية وسائل أدبية معهودة للاقتراب أكثر من شخصيات الرواية، وفهم بيئتها وعقليّتها، يتولى الأديب عبرها مهمة تحليل مجتمعه ونقده والكشف عن عيوبه وتناقضاته. كما يطرح الحقائق التي يراها، وبالأخص تلك الحقائق التي يعرفها الجميع، ولكنهم لا يريدون أن يتكلموا عنها، بل يصل الأمر للكثيرين بالمكابرة بنفي وجودها أساسا.

خامساً: آمل من القرّاء ألا يتأثروا بحجم التشويه الذي لقيه الكتاب، وأن ينتبهوا لباقي نصوصه، فهي على مستوى عالٍ فنيّا ولغويّا وأسلوبيا، وهي بقدر ما تضع مجتمعنا تحت مجهر القيم التي يجهر بها، فهي أيضا تنادي بنبذ العنف وثقافة الكراهية، وتدعو إلى التعاطف والتسامح وتحثّ على المساواة بين جميع أفراد المجتمع ونبذ كلّ أشكال التمييز؛ وتسلط ضوء العقل ونبراس الأمانة على الواقع؛ لتنير الطريق نحو مستقبلٍ خير من الحاضر، مفعمٍ بالأمل، فذلك كله  في صميم دور الآداب والفنون في المجتمع، وهذا ما سيجده القارئ العزيز في جملة من نصوص هذا الكتاب، وبأقلام كتابه من الشباب الليبيّين الذين نفتخر بهم وبكتاباتهم.

وأخيراً: أنا كمحرّر للكتاب، أتحمّل المسؤولية كاملة، عن الكتاب شكلا ومضمونا، من جميع النواحي، وأخلي مسؤولية الكتّاب الشباب المشاركين فيه، وعلى استعدادٍ تامّ لقبول النقد والتوجيه، شريطة أن يكون ملتزما بالمعايير الأدبيّة النقديّة والموضوعيّة.

 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.