Skip to main content
ملك المغرب: الإصلاحات بالبلاد "غير كافية"
حسن الأشرف ــ الرباط
أفرد ملك المغرب محمد السادس حيّزاً كبيراً من خطابه، اليوم، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لوصوله إلى الحكم في الثلاثين من يوليو/ تموز 1999، لموضوع الاختلالات الاجتماعية الفادحة التي تعتري البلاد، ومنها قضية التنمية والتعليم، وخاصة آفة الفقر المتفشي في بعض المناطق.

وأكد العاهل المغربي أن "كل ما تم إنجازه، رغم أهميته، يبقى غير كافٍ، باعتبار أن هناك فئة اجتماعية تعاني من ظروف الحياة القاسية، وتشعر بأنها مهمّشة، رغم كل الجهود المبذولة"، قبل أن يشدد حرصه على أن "يستفيد جميع المواطنين من خيرات الوطن".

اقرأ أيضاً: المرزوقي يوصي المغاربة بالملكية خيراً.. وبتعاون علماني إسلامي

وقال الملك المغربي مخاطباً شريحة الفقراء: "طموحنا من أجل إسعاد شعبنا، ليس له حدود، فكل ما تعيشونه يهمني: ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم، أضعه دائماً في مقدمة انشغالاتي"، وفق تعبيره.

ودعا العاهل المغربي إلى "حلول جديدة، كفيلة بجعل هذه الفئة تلحق بالركب، وتندمج في الحياة الوطنية"، موضحاً أن "إقامة المؤسسات، على أهميتها، ليست غاية في حد ذاتها، كما أن النمو الاقتصادي، لن يكون له أي معنى، إذا لم يؤثر في تحسين ظروف عيش المواطنين".

وتابع محمد السادس بالقول: "ما يحز في نفسي، تلك الأوضاع الصعبة التي يعيشها بعض المواطنين في المناطق البعيدة والمعزولة وخاصة بقمم الأطلس والريف، والمناطق الصحراوية والجافة والواحات، وببعض القرى في السهول والسواحل".

وتعهد العاهل المغربي بأن "لا يدخر أي جهد من أجل تحسين أوضاع سكان هذه المناطق الفقيرة، والتخفيف من معاناتهم"، مضيفاً أن العناية بأوضاع المواطنين لا تقتصر فقط على سكان العالم القروي، والمناطق الصعبة والبعيدة، وإنما تشمل أيضاً النهوض بالمناطق الهامشية، والأحياء العشوائية بضواحي المدن".

اقرأ أيضاً: الانتخابات المقبلة في المغرب "تتأنث"

ولفت ملك البلاد إلى دراسة ميدانية طالت تحديد حاجات كل "دوار"، وكل منطقة في البلاد، من البنيات التحتية، والخدمات الاجتماعية الأساسية، شملت كل جهات المملكة، حيث تم تحديد أزيَد من 29 ألف دوار، في 1272 جماعة تعاني من الخصاص.

وعلى صعيد آخر، دعا الملك المغاربة إلى التمسك بتقاليدهم وقيمهم الحضارية القائمة على التسامح والاعتدال، وعدم اتباع مذاهب أخرى لا علاقة لها بتربيهم وأخلاقهم، مبرزاً أنه "يتعيّن عدم السماح لأحد من الخارج بأن يعطي المغاربة الدروس في الدين"، وفق تعبيره.
وخاطب العاهل المواطنين المغاربة قائلاً: "لا تقبلوا دعوة أحد لاتباع أي مذهب أو منهج قادم من الشرق أو الغرب، أو من الشمال أو الجنوب، رغم احترامي لجميع الديانات السماوية، والمذاهب التابعة لها"، يقول الملك محمد السادس.



اقرأ أيضاً: تقرير حقوقي: الإسلاميون الأكثر تعرّضاً للتعذيب في المغرب