Skip to main content
فيضان نهر عفرين يهدد سكان مخيمي دير بلوط والمحمدية
عبد الله البشير
يخشى المهجرون في مخيمي المحمدية ودير بلوط شمالي سورية، من ارتفاع منسوب مياه نهر عفرين القريب، الذي يهدد بغرق المخيمين في حال هطول مزيد من الأمطار الغزيرة.

وتسبب ارتفاع منسوب المياه يومي الأربعاء والخميس بقطع الطريق الواصل بين المخيمين، ووصل ارتفاع المياه في الطريق إلى متر ونصف المتر، وأوضح المهجر من جنوب دمشق إلى مخيم دير بلوط، راشد أبو الخير، أن الأهالي تمكنوا من إنقاذ طفل ورجل مسنّ من الغرق في النهر بعدما جرفتهما المياه التي قطعت الطريق بين المخيمين.

وقال أبو الخير لـ"العربي الجديد": "لم تحدث وفيات حتى الآن من جراء الفيضان الذي أغرق الطريق، وفي المخيمين غرقت الساحات المخصصة لألعاب الأطفال، ولم تغمر المياه الخيام، لكن ما يخفينا أن فصل الشتاء ما زال في بداياته، وفي حال كان هطول المطر غزيراً كما في اليومين الماضيين، فقد تغمر المياه الخيام أو تتسبب بجرفها. منطقة المخيم مرتفعة عن الطريق لذلك لم تغرق الخيام، واليوم انخفض منسوب المياه وما زال مستمراً بالانخفاض".

وقالت أمينة منور لـ"العربي الجديد": "هربنا من الموت والحصار في جنوب دمشق، لنعيش العذاب هنا، فلا راحة لنا مطلقاً، ويبدو أننا سنمضي ما بقي من حياتنا مشتتين بحثاً عن مأوى. ذقنا الحصار والقصف والجوع والموت في مخيم اليرموك، واليوم نعاني هنا من السيول والمطر والبرد، وعلينا أن نصبر ونحتمل، فلا خيارات أمامنا، ولا مكان نذهب إليه".

وأكد الناشط أيهم محمود لـ"العربي الجديد"، أن "منظمة آفاد التركية تبذل جهوداً لتأمين المهجرين في المخيم، وعملت على توزيع مدافئ تعمل بالمازوت على الخيام، مع 10 ليترات من الوقود، ثم وزعت منظمة أخرى 20 ليتراً. صحيح أنها لا تكفي الأهالي لكنها تخفف عنهم".

وأضاف محمود: "وزعت المنظمة ملابس شتوية للأطفال، والمهجرون في مخيمي المحمدية ودير بلوط ينتظرون المزيد، فهم خرجوا من مناطقهم بملابسهم، ويمكن للمنظمات الإنسانية أداء دور أكبر من هذا المجال".
وحسب مجموعة "العمل من أجل فلسطين"، فإن مخيم دير بلوط يضم 600 عائلة، بينها 325 أسرة فلسطينية، والجميع يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة داخل المخيم، بينما يقارب عدد العوائل في مخيم المحمدية 400 عائلة تشترك بالواقع ذاته الذي تعيشه عوائل مخيم دير بلوط.

ويشكو عمار أبو الخير لـ"العربي الجديد"، من الواقع داخل مخيم دير بلوط، قائلاً: "لو أنهم يستبدلون هذه الخيام بكرفانات لكان أفضل لنا، لا يمكن أن نشعر بالدفء في الخيمة، ولن تكون بيتاً لنا. النظام هو سبب وجودنا هنا. قصفنا وقتل أبناءنا وشرّدنا".

ويضيف الأربعيني السوري: "من الجيد أن أرض المخيم مفروشة بالحصى ومرتفعة، وإلا لكنا الآن نرتعد من البرد بثيابنا المبللة، ولا نعلم أين نذهب بالأطفال. هذه المرة نجونا من الكارثة، لكن لا نعلم ماذا تخفي لنا الأيام، ونرجو أن يمضي الشتاء على خير".