غريفيث يصل إلى صنعاء لإجراء مباحثات حول تصعيد الحديدة
العربي الجديد ــ صنعاء
مخاوف من كارثة إنسانية (محمد حويس/ فرانس برس)
وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، في زيارة يجري خلالها مباحثات تتناول التصعيد العسكري في مدينة الحديدة الساحلية، بالتزامن مع إعلان قوات الشرعية التقدم في مطار المدينة، ووسط استمرار التحذيرات الدولية من تأثير المعارك على حياة المدنيين.

وفي الوقت الذي لم يدلِ فيه المبعوث الأممي بأي تصريحات حول الزيارة الطارئة التي تعد الثانية خلال أسبوعين، أفادت مصادر سياسية مقربة من الحكومة أنه سيبحث مع مسؤولين موالين لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) مقترحات متصلة بالتطورات في الحديدة.

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام تابعة للتحالف العربي أن المبعوث الدولي يسعى لإقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة لتجنيبها المواجهات العسكرية، وهو ما لم يتسن على الفور الحصول على تعليق حوله من الجانب الأممي أو من الحوثيين.

الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة، وعبر مبعوثها السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قدمت العام الماضي مقترحاً يقضي بتسليم الحوثيين ميناء الحديدة الاستراتيجي غربي البلاد إلى طرف ثالث، إلا أن الجماعة رفضت المقترح، وعاد الحديث عن المبادرة أخيراً بالتزامن مع تقدم قوات الشرعية اليمنية، جنوب المدينة.

وتواجه العملية العسكرية للتحالف والقوات الحكومية في الحديدة تحذيرات دولية تركز على المخاوف من أن تؤدي المواجهات إلى تعطيل أهم منفذ بحري في البلاد، تدخل عبره نحو 70 في المائة من المساعدات والواردات التجارية إلى اليمن.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أمس الجمعة، إن "على الأطراف المتحاربة بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، اتخاذ خطوات فورية لتوفير ممر آمن ودعم مناسب للمدنيين الفارين من القتال، وتسهيل تدفق المساعدات والإمدادات التجارية إلى شريحة أوسع من السكان، ووصول الوكالات الإنسانية".

وأضافت في تصريح منسوب إلى مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، سارة ليا ويتسن، إن "قوات التحالف والحوثيين التي تتقاتل الآن على الحُديدة لها سوابق فظيعة بعدم الالتزام بقوانين الحرب". ودعت مجلس الأمن الدولي إلى أن "يحذر كبار المسؤولين في الجانبين بشكل عاجل من أنهم سيواجهون عقوبات إذا لم يسمحوا للمدنيين بالحصول على المساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها".

في هذه الأثناء، تتواصل المواجهات الميدانية، بين قوات الشرعية المدعومة من التحالف وبين الحوثيين وحلفائهم، بمحيط مطار الحديدة الدولي جنوب المدينة، حيث تسعى الأولى لانتزاع السيطرة على المطار والمناطق المحيطة به، بعد أن وصلت، وفقاً لمصادر في الشرعية، إلى سور المطار، ومن شأن اكتمال السيطرة عليه أن يمثل تقدماً مهماً على صعيد المعارك المستمرة منذ أيام.

وكانت قرية منظر القريبة من المطار ساحة لاشتباكات عنيفة، أمس الجمعة، بين قوات الشرعية التي تتقدم من جنوب المحافظة وبين الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة، وسط أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين بين قتيل وجريح، قبل أن يتم توفير ممر آمن لنزوح السكان من المنطقة، اليوم السبت.