Skip to main content
واقعة صفع مواطن تركي لطفل أردني تفجر موجة غضب على مواقع التواصل
محمد الطراونة ــ عمّان
من فيديو الشجار وصفع الطفل (تويتر)
لا تزال حادثة الاعتداء على طفل أردني من قبل مواطن تركي تشغل مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن ودول مجاورة، حيث عبّر رواد هذه المواقع عن غضبهم من العنف الشديد الذي صدر من الرجل التركي بحق الطفل ووالدته.

ووفق معلومات صحافية، فإنّ خلافاً نشب، يوم السبت، بين أطفال كانوا يلعبون في أحد المجمعات السكنية بمنطقة مزيتلي في مرسين، ليتفاقم مع دخول الأسر على الخط؛ حيث هرعت الشرطة إلى الموقع عقب تلقيها بلاغاً، وقامت بالفصل بين المتشاجرين.

وانتشرت مشاهد يبدو أنها ملتقطة من إحدى الشرفات عبر كاميرا هاتف محمول، تظهر قيام رجل يدعى "ن.ك" وهو من سكان المجمع، بصفع الطفل الأردني "أ.ك" البالغ من العمر 5 أعوام، بشدة؛ ما أسقطه أرضاً، كما قام الشخص بدفع امرأة كانت معه وحاول طردها من المجمع. وتضاربت المعلومات حول كون المرأة والدة الطفل أم شقيقته الكبرى.

وأثار انتشار الفيديو غضب الأردنيين على منصات التواصل الاجتماعي مطالبين بحبس الشخص المعتدي وعدم إطلاق سراحه. حيث تساءل المواطن الأردني همام على تويتر: "شو هالعقوبة سجن منزلي ولماذا لا يتم صفعه أمام الناس كما صفع الطفل وأمه؟".

وكتب جمال الصلاح مغرداً: "رجل تركي يعتدي على طفل وأمه أمام أنظار الآخرين - الطفل،  يقال: أردني ؟؟؟؟ مطلوب إيضاح من الحكومة التركية أو دفع المعتدي غرامة مالية كبيرة أو كسر يده التي ضربت الطفل".

من جانبه كتب الصحافي التركي حمزة تيكين على تويتر مغرداً "الشرطة التركية توقف الهمجي الذي اعتدى على طفل أردني في مرسين جنوبي تركيا وحملة واسعة تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا لإنزال أشد العقوبات بهذا الكائن الخارج من دائرة البشر، مازال في المجتمعات البشرية من ينتسبون للبشر وهم لا يمكن أن يكونوا حتى من الدواب".

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سفيان القضاة، إن مركز عمليات في الوزارة يحقق في فيديو متداول تضمن اعتداء بالضرب على طفل في مدينة مرسين في تركيا، حيث تبين بأن الطفل أردني، وعلى الفور ابلغت سفارتنا هناك السلطات التركية والتي بدورها ألقت القبض على المعتدي وهو يخضع الآن للتحقيق بمتابعة حثيثة من سفارتنا هناك.

بدورها، قالت محامية الأسرة هبة غوك ألب، إن الحادثة التي جرت داخل المجمع مؤسفة، وإنهم تقدموا بشكوى إلى السلطات. وأضافت "سنتابع العملية القضائية، ولا صحة للمعلومات التي تتحدث عن ترحيل الأسرة في الإعلام". ولفتت إلى أن الطفل لا يريد الذهاب إلى المجمع والمنزل بسبب الاعتداء الذي تعرض له وأثّر عليه نفسيا.

ومن المقرر تقديم الدعم النفسي للطفل وأسرته من قبل مديرية الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية في مرسين.

وأجرى مدير الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية ويسل طوب قايا، ومديرة الهجرة نالان يتيم، زيارة إلى الأسرة، واهتمّا عن قرب بالطفل.

وقال طوب قايا إنهم يتخذون إجراءات لمساعدة الطفل على تجاوز الصدمة التي تعرض إليها بسبب العنف. وشدّد على أن الدولة التركية تقف بجانب الأسرة المتضررة.

وقررت محكمة الصلح والجزاء في مرسين فرض الإقامة الجبرية على التركي "ن.ك"، دون تحديد المدة الزمنية.

في سياق متصل، نفت السلطات التركية صحة الشائعات القائلة بأنه تم البدء بإجراءات ترحيل الطفل الأردني مع أسرته.

وأكدت مصادر في المديرية العامة لإدارة الهجرة أن الادعاءات المتداولة عقب الحادثة لا تعكس الحقيقة. وشددت على أن إدارة الهجرة قدمت الدعم اللازم للأسرة المتضررة.