Skip to main content
حلوى العيد بمذاق اللجوء
محمد الجزار
حلويات عربية مفقودة في أوروبا (قاسم زين/ فرانس برس)
زعتر، طحينة، جميد، دبس رمان، برغل، عجوة وحتى قالب المعمول... وقائمة لا تنتهي بمكونات أطباق أساسية قد لا تجدها بسهولة في أوروبا.
سعيد، أحد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى فرنسا قبل أشهر قليلة، تحدث لـ"العربي الجديد" عن أحد وجوه الغربة التي تتمثل في افتقاده تلك الأطباق، "بالطبع لا يمكن مقارنة ظروف اللاجئ في أوروبا بمن يعيشون تحت القصف، أو في المخيمات بدول الجوار السوري، لكن ومع ذلك، مرارة الغربة قاسية جداً، وأصغر التفاصيل يمكن أن تفجر حزناً عميقاً في الواحد منا، فالانسلاخ عن الأهل وكل الطقوس أمر مؤلم".

وأضاف أنه يفتقد تسوق مستلزمات الطعام في أسواق دمشق، وأنه "لم يفكر يوماً كيف يحضرون القطايف أو الكنافة أو معمول العيد، ولا حتى المسبحة أو الفتة"، كان يشتري معظم هذه الوجبات جاهزة، والتي ارتبط طعمها بذكريات مع الأهل والبلد والأصدقاء، "الآن أفتقدها جميعاً، طبق الطعام متوفر، لكنه يذكرك بكل من تحب، بأمك التي كانت تحضره، بالأسرة والأصدقاء الذين كانوا يتشاركونه، ويذكرك بأنك وحيد اليوم".
يقول: "عندما وصلت إلى فرنسا، خاصة في رمضان، وجدت نفسي أبحث على الإنترنت وأتصل بالأهل لأسأل عن طرق تحضير المنسف والكبة والمعجنات والشيش برك، وفي معظم المرات كنت أصطدم بعدم توافر المكونات الأساسية، لأنني أعيش في قرية صغيرة". ولفت إلى أن سكان المدن الكبيرة، يمكنهم شراء المنتجات العربية والسورية في بعض المتاجر، لكن ذلك ليس سهلاً في مناطق بعيدة أخرى.

حتى الخبز
محمد وصل إلى فرنسا قبل شهر مع أسرته الصغيرة، وسكن في منطقة تقع جنوب فرنسا لا تضم متاجر عربية أو تركية.
لم يكن أمامه وقت طويل لاستكشاف المكان والمواد الأولية المتاحة قبل رمضان، لكنه قال "حاولنا الاعتماد على ما هو متوفر في المتاجر، لطبخ الأطباق السورية التي نحبها خلال رمضان، من ورق العنب والمحاشي والمقلوبة والفول والحمص"، لكنه بالطبع لم يعثر على الطحينة والزعتر وغيرها من المكونات التي كان يعتمد عليها سابقاً.
بعض السوريين في فرنسا يحبّون الخبز الفرنسي ولا يجد أطفالهم مشكلة في تناوله، أما هو فما يزال يفضل أرغفة الخبز العربية، ويقوم بخبزها في البيت. وقال "يوماً بعد آخر نحاول أن نتكيّف مع الوضع الجديد، وتجاوز الصعوبات التي تواجهنا".
قبيل مجيئهم إلى فرنسا جلبت زوجته قالباً خشبياً للمعمول، ومحفار كوسا، الأمر الذي سهّل إعداد المعمول للعيد والمحاشي.
يصبح الأمر أكثر صعوبة عندما يكون اللاجئ شاباً وحيداً بلا أسرة، إذ تكون همة الشخص الذي يعيش لوحده أضعف في تحضير الطعام.
علي شاب في العشرين، يقول إن كثيراً من الطبخات تخطر على باله، لكنه لا يستطيع تحضيرها، خاصة في رمضان، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى عرف أين تُباع الملوخية، فتعلّم طريقة طبخها، وهي الأكلة الوحيدة التي يحضرها كل أسبوع، فيما يعتمد على المعلبات ووجبات المطاعم، كونه لا يجيد تحضير معمول العيد والحلويات الأخرى، فإنه يحاول البحث عنها في المتاجر، أو أن يكون أحد الأصدقاء قد خبز بعضها، على أمل أن يتذوقها في العيد.