"النهضة" التونسية تكشف خلفيات "تنازل" الغنوشي لمورو عن الترشح للرئاسة
بسمة بركات ــ تونس
وصف رئيس مجلس شورى حركة "النهضة" التونسية عبد الكريم الهاروني، اليوم الأربعاء، قرار "النهضة" تسمية مرشح للانتخابات الرئاسية من داخلها، في سابقة، بـ"التاريخي"، مؤكدا أنه "تتويج للثورة المجيدة"، كاشفا عن أن رئيس الحركة راشد الغنوشي تنازل عن الترشح واختار نائبه ونائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو للتقدم للانتخابات المزمع عقدها منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأضاف الهاروني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "النهضة" ستنطلق في إجراءات تقديم مرشحها للرئاسية، وأنه "سيكون ترشيحا يليق بالحركة من حيث تجميع التزكيات"، مشيرا إلى أن "مورو قد يقدم ترشحه قبل يوم الجمعة".

وأكد رئيس مجلس شورى "النهضة" أن "المرشح الطبيعي كان رئيس الحركة راشد الغنوشي، والذي لعب دورا وطنيا في استقرار التجربة التونسية والانتقال الديمقراطي، ولكنه تنازل عن حقه وطالب بتقديم مرشح من داخل الحركة، واختار الأستاذ عبد الفتاح مورو"، مضيفا أن "صداقة متينة وتجربة هامة تجمع الرجلين منذ ما يزيد عن 50 عاما، وها هما يواصلان المسيرة من خلال ترشح أحدهما للبرلمان، والآخر للرئاسة".

وبيّن الهاروني أن مجلس شورى "النهضة"، وبعد عدة ساعات من النقاشات والتداول والحوار، قرر ترشيح مورو بالإجماع، مضيفا أن نائب رئيس الحركة "حصل على 98 صوتا وصفر معارض"، مؤكدا أن "مورو سيلتزم بقرار الحركة".

وأشار إلى أن ""النهضة" خرجت بقرار موحد، خاصة وأن شخصية مورو تحظى بشعبية واسعة، ويعرف الرجل بانفتاحه، على أمل أن يثري هذا القرار مستقبل تونس"، مشيرا إلى أن "بعض التصريحات الرافضة دليلٌ على التنوع في الآراء".

وفي السياق ذاته، شدد الهاروني، في مؤتمر صحافي عقد اليوم، أن "استمرار الحركة لأكثر من نصف قرن دليلٌ على أنها حزب عريق ديمقراطي، وهو حزب مؤسسات وليست حزب الغنوشي، رغم أنه رئيس الحركة"، مؤكدا أن "القيادة التنفيذية هي التي تختار رؤساء القائمات للتشريعية وتقيم أداء المرشحين".   

وأضاف: "نأمل أن يشارك التونسيون في الانتخابات، خاصة وأن الراحل الباجي قائد السبسي دعا إلى الانتخاب وأمضى على قرار دعوة الناخبين"، مشيرا إلى أن "الانتقال الذي عرفته تونس سيتوج بالاقبال على الانتخابات وإنجاحها".

ودعا الهاروني إلى "احترام المنافسين بعضهم البعض في إطار ديمقراطية تحترم الآخر والمؤسسات"، مشددا على أن ""النهضة" لن تكرر خطأ "نداء تونس" في 2014، حيث عملت على الاستحواذ على العديد من المناصب".

ولفت إلى أنه "لا "فيتو" على النهضة إقليميا وعربيا، بل الصورة المتداولة أنه حزب ديمقراطي يؤمن بإصلاح الدولة"، مؤكدا أن الحركة "لم تعثر في البداية على مرشح توافقي، ولا يمكن أن تبقى في موقف الحياد الذي مارسته في 2014، وفي انتخابات 2019 ستمارس دورها".

وأوضح أن "من عملوا على انقسام "النهضة" وخلق البلبة وتخريبه فشلوا"، مضيفا أن الحركة "تؤمن بالأحزاب والمنافسين الحقيقيين".