Skip to main content
الأحزاب الوليدة من "نداء تونس" تتجه للاندماج على مراحل تحضيراً للانتخابات
أمينة الزياني ــ تونس
تؤكد الأحزاب الوليدة انتماءها للعائلة الوسطية (Getty)

يترقب حزبا "مشروع تونس" و"المبادرة"، انتهاء المؤتمرات الجهوية والمؤتمر الوطني لحزب "تحيا تونس" في 28 من شهر إبريل/ نيسان الجاري، حتى ينطلق مسار توحيد هذه الأحزاب في خطوة أولى بمناقشة قوائمها للتشريعية، على أن تتحد بقية خطوات الانصهار على ضوء نتائج الانتخابات. 

ومنذ تخلّي حزب "نداء تونس" عن عضو هيئته السياسية ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، إبان مناقشة وثيقة قرطاج في نسختها الثانية، سارعت قيادات "المشروع" و"المبادرة" لتكوين حزام سياسي للأخير، إضافة إلى الدعم الذي لقيه آنذاك من حزب "النهضة".

وإن لم يكن مطروحاً آنذاك أن يكوّن الشاهد حزباً سياسياً من المغادرين لـ"النداء"، فإنه ومع انطلاق تأسيس "تحيا تونس" وتأكيد قياداته أنها ستؤدي دوراً في تجميع العائلة الوسطية قبل الانتخابات، وبالتوازي مع الإعداد لمؤتمر "تحيا تونس"، يسعى قياديوه للاتفاق مع كل من "مشروع تونس" وحزب "المبادرة"، على خوض الانتخابات التشريعية بقوائم موحدة، وفي حال التوافق، تقديم مرشح وحيد للرئاسية عن الأحزاب الثلاثة.

وقال رئيس الكتلة النيابية لـ"تحيا تونس"، مصطفى بن أحمد لـ"العربي الجديد" في هذا الصدد، إن المحادثات مع "المشروع" و"المبادرة" أسفرت عن تصورات عدة للفترة المقبلة، الأقرب منها للواقع، أن تبقى الأحزاب في وضعها الحالي، وتعمل على الفوز بالانتخابات التشريعية. ولكن ذلك، وفق قوله، ليس إلا مرحلة أولى من خطوات التوحيد، لا غاية في حد ذاته.

وبالتوازي، تتقدم أيضاً محادثات مع مجموعات غادرت كلاً من حزبي "المسار" و"آفاق تونس"، من أجل الاندماج داخل الحزب الجديد قبل الانتخابات.

وأضاف بن أحمد أن الأحزاب المذكورة تعمل على المرور إلى الاندماج التام، وسيتم ذلك على مراحل، وفي إطار خطوات مبنية على ضوء تقدم المشاورات والخطة الموضوعة لوضع آليات التنسيق والتواصل والعمل المشترك. ويكون المؤتمر التوحيدي الأول، في السداسي الأول من السنة المقبل، بحسب ما أكده بن أحمد، بعد أن تكون المشاورات حول الأرضية الفكرية والاقتصادية وآليات العمل والبرنامج المستقبلي قد استكملت.

وتعتبر الشروط الأساسية لالتقاء الأحزاب الثلاثة متوفرة، إذ تؤكد أنها تنتمي للعائلة الوسطية وتعتبر أنها امتدادٌ للحركة الوطنية بمختلف روافدها الفكرية والاجتماعية، وتتبنى طرحاً اقتصادياً ليبرالياً تشترك في خطوطه العريضة. وتجمع بين "تحيا تونس" و"المشروع" وحدة الأصل، إذ إن كليهما انشقّا عن حزب "نداء تونس" للأسباب ذاتها تقريباً.

من جهته، بيّن رئيس كتلة حزب "المشروع" حسونة الناصفي لـ"العربي الجديد"، أن المباحثات تسير بشكل جيد مع حزب رئيس الحكومة و"المبادرة"، وأنه يتم ترقب انتهاء مؤتمر "تحيا تونس" المزمع عقده نهاية هذا الشهر، من أجل مناقشة تفاصيل القوائم الموحدة وحظوظها.

وشدد الناصفي على أن "مشروع تونس" يرى بداً في هذا الظرف السياسي أن تدخل الأحزاب الثلاثة الانتخابات مجتمعة، حتى تحقق أغلبية برلمانية تمكّنها من الحكم. ويناقش "المشروع" من جانبه أيضاً هذا الموضوع، مع شقّ آخر من "نداء تونس" الذي وصفه الناصفي بشق "الشرعية"، قاصداً بذلك مجموعة رئيس الكتلة النيابية لـ"نداء تونس" سفيان طوبال، لبحث هذه الإمكانية.

وبذلك، بدت مخلفات "نداء تونس" الذي فاز بالرئاسية، وحاز أغلبية برلمانية إبان انتخابات 2014، قد أيقنت أن حظوظها خلال الاستحقاقين التشريعي والرئاسي المزمع إجراؤهما نهاية هذا العام، ستكون ضعيفة إذا ما خاضتهما مشتتة، وهي تعمل على التجميع لاستعادة جماهيريتها والتسويق مجدداً لأن تكون بديلاً للحكم عن الإسلام السياسي.