Skip to main content
"شاعر المغتربين" معتقلاً في بلده
سمير صلاح ــ القاهرة
(غرافيتي في القاهرة)

سلّم أمس الشاعر الشعبي المصري غازي حبيبه (24 عاماً) نفسه للسطات الأمنية، إثر قرار بضبطه وإحضاره، دون أن يعرف سببه. وقد كتب في صفحته على فيسبوك: "أنا مطلوب القبض عليا.. ليه مش عارف.. مش متخيل أني في يوم وليلة أصبح مطارد ومطلوب أمنيا عشان فيديو ولا قصيدة".

كما روى حبيبه أنه جرى التضييق على أفراد من أسرته مؤخراً، حيث ذهبت الشرطة إلى بيت أخته، وجرى القبض على أخيه، معتبراً أن قرار تسليم نفسه يعود أساساً لكونه لا يريد أن تحدث هذه الممارسات بحقّ أسرته.

يشار أن لقب "حبيبه" هو كنية لـ غازي سامي محمود، كما يُعرف بـ "شاعر المغتربين" لتناوله هموم الغربة وانتقاده لأوضاع المغتربين المصريين في العديد من البلدان العربية والأجنبية، وما يتعرّضون له من تمييز، عبر مقاطع فيديو يبثّها عبر صفحتيه الشخصيتين في موقعي فيسبوك ويوتيوب.

كان حبيبه من مؤيّدي عبد الفتاح السيسي، إلا أنه عاد وانتقده بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مصر، ناشراً قصيدة، في مطلع نيسان/ أبريل الماضي، انتقد فيها الحالة التي وصلت إليها مصر، بعنوان "مساء الطين".

ليست حادثة حبيبه معزولة عن سياق مصري تشهد فيه حرية التعبير تضييقاً واسعاً، وتتصاعد الانتهاكات من قِبل السلطات المصرية. في شباط/ فبراير المنقضي، أطلقت "مؤسسة حرية الفكر والتعبير"، تقريرها السنوي الرابع عن حالة حرية التعبير في مصر، وقد اعتبرت فيه أن سنة 2016 هي الأكثر انتهاكاً لحرية الإبداع في مصر. ورصد التقرير "78 انتهاكاً تعرّض له المبدعون في مصر مقارنة بـ 46 انتهاكاً في 2015 و21 انتهاكا في 2014"، وهو ما يوضّح انتقال حالة حرية الإبداع "من السيئ إلى الأسوأ" بحسب التقرير.

تنوّعت الانتهاكات التي رصدها التقرير بين المنع والرقابة على الأعمال الفنية وحذْف مشاهد من مسلسلات تليفزيونية والمنع من السفر أو دخول مصر، وحبس المبدعين على خلفية نشرهم لأعمال فنية. كما رصد التقرير أن وزارة الداخلية تتدخّل بشكل رئيسي في الرقابة على الإبداع حيث وصل عدد الانتهاكات من قِبلها إلى 26 انتهاكاً خلال العام 2016، يليها جهاز الرقابة على المصنّفات الفنية بـ 22 انتهاكًا ثم النقابات الفنية بـ 15 انتهاكاً.

المزيد في ثقافة