Skip to main content
"العمال الكردستاني" يُجنّد أطفال العراق
العربي الجديد ــ إربيل
طفل كردي في جبال قنديل العراقية (سافين حامد/فرانس برس)
تخطّى نشاط حزب "العمال الكردستاني" الأراضي التركية وصولاً إلى عمق شمال العراق، وفق ما أفادت مصادر كردية عراقية، في ما يُشير إلى تعاظم دور "العمال الكردستاني" خارج تركيا. وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "العمال الكردستاني يقوم، ومن خلال تنظيماته الموجودة في إقليم كردستان العراق، بتجنيد الأطفال والصبية صغار السن، ويلحقهم بصفوفه بعد تدربيهم، وهو ما أثار استياء الأهالي الذين يطالبون باستعادة أبنائهم".

وقال مسؤول أمني كردي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "بعض سكان مدينتي السليمانية وحلبجة بإقليم كردستان العراق، اشتكوا قيام العمال الكردستاني بتجنيد صغار السنّ وإلحاقهم بتشكيلاته المسلحة، وإرسالهم إلى منطقة جبال قنديل، حيث معقل الحزب، ومن ثم نقلهم للقتال في مناطق أخرى مثل سورية".

وأشار المسؤول إلى أن "العمال الكردستاني يعمل من أجل تشكيل فوج مسلح من أبناء مدينتي حلبجة والسليمانية، وذلك بتسهيل من حزب الاتحاد الوطني الذي يقوده جلال الطالباني، ويثير ذلك قلقاً لدى بقية الأحزاب التي ترغب بمفاتحة الطالباني لثنيه عن موقفه".

من جهته، ذكر المسؤول في حزب "الاتحاد الإسلامي"، حسن عبد الله، لـ"العربي الجديد"، أن "العمال الكردستاني يعمل على تجنيد من هم دون السن القانونية، وتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، ليُشركهم في القتال، وذلك بعد إلحاق عدد منهم بصفوفه بصورة فعلية، وقُتل بعضهم في العمليات العسكرية في سورية".

وأضاف أنه "يجب على قيادة العمال الكردستاني تسريح وإرسال من قامت بتجنيدهم إلى ذويهم، لأن ما يقومون به غير قانوني، ولا يجوز التعامل هكذا مع الأطفال. وأساساً كيف توافق قيادة هذا الحزب على تسليم السلاح للأطفال ممّن لم يبلغوا سن الـ18".

اقرأ أيضاً تركيا و"العمال الكردستاني": حرب بلا أفق عسكري يفاقمها الخارج 

بدوره، قال مسؤول في "الاتحاد الوطني" في مدينة حلبجة، أحمد قدفري، لـ"العربي الجديد"، في تصريحات لوكالة أنباء ناطقة باللغة الكردية، إن "ذوي الصبية الذين تم إلحاقهم بحزب العمال الكردستاني، راجعوا الاتحاد الوطني، وطالبوا بالتوسط لدى الكردستاني لتسليمهم أبناءهم، لكن الكردستاني رفض ذلك". وأشار إلى أن "حزب العمال الكردستاني يعمل الآن بصورة علنية، ولديه مقرّات في حلبجة والسليمانية".

وعزا قدفري التحاق السكان بحزب "العمال الكردستاني" إلى "انتشار البطالة بين سكان المنطقة، وهو ما دفع العديد منهم إلى الانتحار، لذلك فإن التحاقهم بالكردستاني أمر اعتيادي". وشدد على أن "حكومة الإقليم مطالبة بإيجاد فرص عمل للشباب لحمايتهم".

في المقابل، ذكر أحد كوادر الحزب "الديمقراطي الكردستاني" في مدينة حلبجة، فاروق عبد الكريم، أن "حزب العمال الكردستاني يقوم باستغلال الظروف في الأماكن التي يتواجد بها لنشر تنظيماته. وإذا ما قام بتجنيد شخصين مثلاً ليكونا مسلّحين وألحقهما بصفوفه في الجبل، فإنه يقوم بتجنيد ستة أشخاص ليعملوا في تنظيماته في المدن".

ونقل التقرير عن المستشار في هيئة حقوق الإنسان، كرمانج عثمان، قوله عن الموضوع، إن "استغلال الأطفال في الصراعات، مخالف لجميع القوانين الدولية والعراقية وقوانين إقليم كردستان وضد مبادئ حقوق الإنسان".
وأضاف أنه "إذا كان حزب العمال الكردستاني أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يقوم باستغلال الأطفال وتسليحهم قسراً، وإلحاقهم بصفوفه، فإن ذلك يناهض مبادئ حقوق الإنسان وعمل خارج القوانين".

وتابع قائلاً إنهم "في هيئة حقوق الإنسان مُطّلعون على ازدياد عمليات اختطاف الأطفال من قبل حزب العمال الكردستاني من مناطق إقليم كردستان العراق، لذلك فإن الإلحاق القسري للأطفال بأية جماعة يُعدّ خروجاً على القانون ونحن ضده".

وكانت تقارير إعلامية محلية قد تحدثت عن قيام "العمال الكردستاني" بنقل عدد كبير من الصبية والأطفال من أبناء الأيزيديين في مناطق سنجار، عقب سيطرة "داعش" عليها العام الماضي، وبصورة سرية إلى مناطق سيطرته في الجبال بين العراق وتركيا، وهناك يقوم بتدريبهم على السلاح تمهيداً لإشراكهم في القتال. كما تحدثت تقارير عن أن عدد هؤلاء الأطفال ربما بالمئات، وأن تشتت الأسر بعد فرارها من داعش، يجعل من معرفة أعداد الأطفال الذين فقدتهم أُسرهم صعباً.

اقرأ أيضاً: أردوغان يهاجم "الكردستاني" ويطالب المعارضة بتحمل مسؤوليتها