Skip to main content
حتى رحيل كومان لن يحل مشكلة البرسا
حفيظ دراجي

كومان مدرب برشلونة ولابورتا الرئيس (Getty)

الوجه الشاحب الذي ظهر به برشلونة في ظهوره الأول في دوري الأبطال أمام البايرن وخسارته بالثلاثة على ملعب الكامب نو أثارا الكثير من الكلام والقيل والقال في وسائل الإعلام، وكثيراً من الاستياء في الأوساط الجماهيرية التي تتخوف من موسم أسود ومستقبل غامض تكون له تداعيات كبيرة على سمعة النادي، يدفع ثمنها المدرب الهولندي رونالد كومان، وربما الرئيس خوان لابورتا الذي لم يف بوعوده بالاحتفاظ بميسي، مقابل تجديد ثقته في مدرب لا يلقى الإجماع، ويتوقع المتابعون رحيله بمجرد إيجاد البديل الذي يقبل المغامرة بالإشراف على فريق هو الأسوأ للبرسا على مدى العقود الماضية، حتى ولو كان نجمه السابق تشافي الذي يدرب نادي السد القطري، أو لويس إنريكي مدرب منتخب إسبانيا الذي لا يمكنه التخلي عن المنتخب الإسباني قبل مونديال قطر، ما يدخل الفريق الكاتالوني في أزمة أخرى.

بعض المتتبعين يعتقدون أن المشكلة ليست في كومان ولا في من يخلفه، ولن يتغير شيء على مستوى النتائج والأداء حتى لو جاء تشافي، أو عاد غوارديولا، أو أشرف عليه مورينيو أو يورغن كلوب، بل هي في إدارة فريق لم تحضر لمرحلة ما بعد ميسي، وفي تركيبة فريق لا يملك لاعبين متميزين يصنعون الفارق مثل ما كان عليه على مدى عشرين عاما مضت، حتى لو بقي ميسي، لم يكن ليتغير شييء في ظل أزمة مالية خانقة أدت إلى تخفيض رواتب اللاعبين، ومنعت القيام باستقدامات نوعية كما هو الحال في الأندية الكبرى، لتعويض رحيل الأرجنتيني ميسي والأوروغواياني سواريز والفرنسي غريزمان رغم مردوده المتواضع، وهي كلها معطيات تنذر بمستقبل غامض لفريق لا تقبل جماهيره أن يكون ظلا للريال والأتلتيكو محليا، وضعيفا أوروبيا أمام البايرن وتشلسي والسيتي وليفربول، وحتى البي أس جي والميلان والإنتر.

البعض الآخر من المتفائلين بالمستقبل يتوقعون استفاقة الفريق بمجرد عودة ديمبلي وأنسو فاتي من الإصابة التي أبعدتهما عن الملاعب فترة طويلة، وينتظرون تحسن الوضع المالي الذي يسمح لإدارة النادي بدخول سوق الانتقالات لاستقطاب النجوم، مثل ما يفعل الريال الذي يسعى لانتداب مبابي وإيرلينغ هالاند، بعدما جدد عقود أغلب كوادره بفضل الاستقرار الذي يميز إدارته بقيادة فلورنتينو بيريز، الذي تمكن من تعويض رحيل فاران وراموس ومن الحفاظ على توازن فريقه من كل الجوانب الاقتصادية والمالية والفنية، رغم رحيل المدرب زيدان الذي يبدو أنه لم يؤثر على الفريق، لأن عودة كارلو أنشيلوتي لم تكن غريبة على الفريق الذي بدأ دوري الأبطال بفوز في ميلان على الإنتر يمنحه دفعا معنويا كبيرا، إضافة إلى عودته إلى ملعبه سانتياغو برنابيو لاستقبال ضيوفه.

موقف
التحديثات الحية

عشاق البرسا يقارنون اليوم بين إدارتهم وإدارة الريال، ويعتبرون أن التسيير السيئ لجوسيب ماريا بارتوميو، والوعود الكاذبة لخوان لابورتا وعجزه عن إيجاد الحلول للمتاعب المالية، وسوء تسييره ملف ليو ميسي، وفشله في سوق الانتقالات الصيفي، كلها عوامل ساهمت في تفاقم الأزمة، أما رونالد كومان فهو مجرد حلقة ضعيفة في سلسلة غير متماسكة وغير متجانسة لفريق اعتقد أن ميسي لن يرحل ومشاكله المادية لن تتفاقم بسبب تراجع المداخيل، ليجد نفسه مضطرا لمراجعة سلم الرواتب والاستغناء عن غريزمان بسبب راتبه المرتفع، وغير قادر على انتداب لاعبين جدد في مستوى سمعة الفريق الذي سيكون عاديا هذا الموسم، وربما ضعيفاً لن يقدر على التأهل بسهولة إلى الدور الثاني من مسابقة دوري الأبطال، ولا حتى احتلال مركز مؤهل لنفس المسابقة الموسم المقبل، وهو ما يزيد من حجم الأزمة والتذمر في الأوساط الجماهيرية.

البرسا الذي لعب وخسر أولى مباريات دوري الأبطال ضد البايرن كان مثيرا للشفقة، يرسم نهاية مرحلة لن تعود، والبرسا الذي قاده كرويف، مارادونا، رونالدو، رونالدينيو وميسي سيكون بحاجة إلى نجم آخر كبير لا يمكن انتدابه أو صناعته على المدى القصير، وبحاجة إلى مال كثير لا يمكن توفيره في الظروف الاقتصادية الصعبة، وكذلك إلى  صبر طويل لا يقدر عليه إعلامه ولا عشاقه، ولا حتى إدارته، لأنهم تعودوا على الألقاب والبطولات في عهد ميسي وقبل ميسي، ولن يتحملوا تداعيات الأداء الشاحب والنتائج المتواضعة المرتقبة.