الحاجة انتصار النجار، مزارعة فلسطينية تبلغ من العمر 51 عاماً، تقطن في بلدة جباليا البلد، وهي بلدة حدودية نائية تعاني من نقص الموارد البيئية بفعل الحصار الإسرائيلي. وورثت الحاجة انتصار  أرضها عن أجدادها، وعملت فيها منذ نعومة أظافرها. لكنها تعاني يومياً من ممارسات الاحتلال الجائرة بحق أراضيها، فقد قام جيش الاحتلال مرات عديدة بتجريف أراضيها الزراعية ورشّها بالمبيدات الحشرية التي تؤذي التربة وتقتل وتحرق المحاصيل الزراعية، لكن ذلك لم يزدها إلاّ إصراراً وعزيمة للثبات في أرضها وعدم مغادرتها. 

وتقول الحاجة انتصار إنّه في عام 2004، "دخلت علينا دبابات من مدخل بيت حانون، وأخذت ما يعادل 1500 دونم من أراضيَ، كانت كلها أشجار مثمرة".
وتضيف أنّ "وزارة الزراعة طلبت، بأمر من الاحتلال، أن نبتعد عن الحدود مسافة 300 متر. يُمنع علينا زراعة، في هذه المساحة، أشجار الزيتون أو الحمضيات أو الفواكه، ولا يمكننا زراعتها إلاّ بالخضار".

وتلخّص الحاجة الصعوبات اليومية التي تواجهها لزراعة أرضها، ببُعد المكان أولاً، والخوف ثانياً، وتدمير الأراضي الزراعية من قبل الاحتلال ثالثاً، فهي تقول: "نحن نزرع، ولمّا تثمر الأراضي نتعرّض لتصعيد أو قصف عشوائي أو حرب، تدمّر شبكة الري، مع عدد من الأشجار وبئر الماء".

نهاية، تقول الحاجة انتصار إنها تطمح إلى "أن يبعد الله عنّا شرّ الاحتلال لتعود أراضينا خصبة كما في الماضي، وننعم بالأمن والاستقرار".