Skip to main content
معتقلون مفرج عنهم من سجون الأسد.. أجساد نحيلة هربت من الموت
عبد الرحمن خضر
ظهر أن المعتقلين المفرج عنهم خضعوا لتجويع ممنهج في السجون (فيسبوك)

تتشابه أجساد المعتقلين السوريين، أحياءً كانوا أم أمواتاً، ويظهر هذا على المعتقلين المفرج عنهم بعد سنوات من التغييب في أقبية السجون، إذ لا تختلف صورهم عن الصور التي نشرها الضابط السوري "قيصر"، إلا أنها ما زالت تنبض بالحياة.

انتشرت، يوم أمس السبت، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لمعتقلين من الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق، يظهر فيها المعتقلون المفرج عنهم بأجساد خضعت لتجويع ممنهج في السجون لسنوات دون أن ترى النور.

ووفق مصادر لـ"العربي الجديد"، فإنّ عدد المعتقلين المفرج عنهم 32 شخصاً على أقصى تقدير، ممن تراوحت فترة اعتقالهم بين عامين وخمسة أعوام، وهم 10 من مدينة سقبا، وثمانية من بلدة كفربطنا، والآخرون من كلّ من حمورية وعين ترما وبيت سوى. 

ووفقاً للمصادر، فإنّ الأهالي تجمّعوا في الساحة مترقبين خروج أبنائهم، وفوجئوا بخروج ثمانية فقط من أبناء البلدة، بينما كان النظام قد وعد بأنه سيفرج عن العشرات، ضمن الوعود التي قدمها للأهالي بعد اتفاق التهجير الذي شمل الغوطة الشرقية عام 2018.

وكتب محمد الشامي، في منشور له على "فيسبوك": "هؤلاء في الحقيقة هم شُبان، ولكن تلك الزنازين المظلمة والتجويع والتعذيب جَعلت من أجسادهم هياكل عظمية هزيلة وكأنهم في سن العجز والشيخوخة، والأمراض تسري بين عروقهم كما الدماء في الجسد".


صفحة "دفاع" قارنت بين صورة قبل الاعتقال وصورة بعده لأحد الذين تمّ الإفراج عنهم، وقالت: "صور صادمة لمظهر معتقلين تم الإفراج عنهم اليوم في كفر بطنا بغوطة دمشق، حيث بلغ المعتقلون عدد 32 موقوفاً، من غير المتهمين بالقضايا المتعلقة بـ"محكمة الإرهاب"، الخطوة بعد أيام على إطلاق سراح عدد من معتقلي مدينة عربين وآخرين من مدينة دوما".

واهتزّ العالم بأسره منذ سنوات أثناء تأمله عشرات آلاف الصور لضحايا التعذيب من المدنيين السوريين في معتقلات النظام السوري، التي سرّبها مصوّر لدى النظام أُطلق عليه لاحقاً اسم "قيصر"، كان مكلفاً بتصوير جثث المدنيين من ضحايا التعذيب والقتل.

وانتشرت حينها أكثر من 55 ألف صورة لقتلى داخل معتقلات نظام بشار الأسد، تبدو على جثثهم آثار التعذيب بالكهرباء والضرب المبرح، وتكسير العظام، والأمراض المختلفة، ومن بينها الجرب، إلى جانب أمراض أخرى والخنق.

وبين القتلى فتيان تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً، ونساء وشيوخ يتجاوز عمر بعضهم 70 عاماً.