Skip to main content
مساع لكبح زيادة الهشاشة النفسية لليافعين في تونس
إيمان الحامدي ــ تونس
يمثل اليافعون 14% من سكان تونس (شادلي بن إبراهيم/ Getty)

قررت السلطات التونسية العمل على دعم الصحة النفسية لدى اليافعين بعد بروز مؤشرات حول تصاعد نسب الانتحار والإدمان لدى المراهقين، فضلاً عن تعرضهم للاستقطاب والتطرف والانحراف.
وأعلنت وزارة المرأة والأسرة التونسية نيتها إحداث هيكل جديد يعنى باليافعين، ويهتم بالبعد الوقائي لحمايتهم من المخاطر التي تسببها الهشاشة النفسية، كونهم يشكلون نحو 14 في المائة من التركيبة السكانية للبلاد، وهم معرضون لتأثيرات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن جائحة كورونا.
وقالت وزيرة المرأة والطفولة وكبار السن، أمال بلحاج موسى، إن الوزارة تعتزم في إطار مراجعة تنظيمها الهيكلي إحداث إدارة فرعية لليافعين، تركز على تعزيز البعد الوقائي من خلال وضع التصورات والاستراتيجيات، مشيرة إلى أن الهشاشة النفسية لتلك الفئة تعرضهم أكثر من غيرهم إلى الأخطار، وهو ما يفسر زيادة نسب الانقطاع المدرسي.

وتظهر بيانات الوزارة تدهور مؤشرات الصحة النفسية لليافعين، إذ تلقت أكثر من 17 ألف بلاغ حول انتهاكات لحقوق الأطفال والمراهقين خلال عام 2021، كما سجلت 194 محاولة انتحار خلال العام ذاته، وتضاعف استهلاك الأقراص المخدرة بين القصّر سبع مرات بين 2013 و2017، وفق دراسة للجمعية التونسية لطب الإدمان.
ويرى الباحث المتخصص في السياسات التربوية، منذر عافي، أن على المؤسسات التعليمية تطوير الإحساس بالأمن النفسي لدى التلاميذ، وتحفيزهم على الشعور بالانتماء إلى المدرسة، والانخراط في مشاريعها الثقافية والمدنية.
وقال عافي لـ"العربي الجديد" إن "وعي اليافعين بأهمية الحوار، وتربيتهم على المواطنة المدنية التي تدعو إلى العيش المشترك يحد من مشاكل الهشاشة النفسية، ومن أشكال التشدد التي قد تظهر في المعاملات، أو في أنماط اللباس، أو الانزواء، أو العنف المادي الذي يتم اللجوء إليه أحياناً للدفاع عن فكرة، أو موقف، إضافة إلى مخاطر الإبحار الرقمي غير الآمن، والذي تكون تكلفته النفسية باهظة على اليافعين، وعلى المجتمع في حال وقوع المراهقين في فخ شبكات التطرف العنيف".

ويقوم المخطط الوطني للنهوض بالصحّة النفسيّة للطفل والمراهق الذي تنوي وزارة المرأة والأسرة تطبيقه على الاستثمار في توازن الطفل وسلامة صحته النفسيّة باعتباره استثماراً مجتمعيّاً مشتركاً، خاصة في ظلّ ما بات يعرفه المجتمع من ظواهر مقلقة تؤشّر عليها الأرقام المتصاعدة للعنف.
ويرتبط مشروع النهوض بالصحة الجسديّة والنّفسيّة للأطفال بدراسة تأثيرات وتداعيّات بقيّة القضايا ذات الصّلة بالبيئة الاجتماعية التي ينشأ فيها الطّفل، باعتبار أن لها دوراً مهماً في تكوين أفكاره، ورسم مستقبله.