Skip to main content
مخاوف من مجاعة في الشمال السوري حال عرقلة روسيا دخول المساعدات الإنسانية
فرحات أحمد ــ أعزاز

يترقب الأهالي والنازحون في الشمال السوري مداولات مجلس الأمن الدولي وما يرشح من أنباء عن التصويت المرتقب حول تمديد تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية، عبر معبر باب الهوى، مع مخاوف من ابتزاز روسي لزيادة نفوذ النظام السوري في هذه العملية، ويرى النازحون والمهجرون شمالي سورية أن استخدام روسيا حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار قد يخلق مجاعة وكارثة إنسانية في المنطقة، وسط تحذيرات من منظمات إنسانية وحقوقية من نتائج عدم التمديد.

ويقول مدير مخيم الغاب في ريف إدلب عامر طارق رشيد، لـ"العربي الجديد"، إن سكان الشمال السوري "يعتمدون على السلة الإغاثية فقط، وتهدف روسيا من التصويت ضد القرار إلى القضاء على سكان المنطقة"، كما حذّر من حدوث مجاعة في مخيمات المنطقة، وطالب روسيا بفصل السياسة عن الجانب الإنساني.

بدوره، يقول عبد الخالق البدلي، مدير منظمة تكافل الشام في الداخل السوري، لـ"العربي الجديد"، إن توقف المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي سيؤثر على حياة مليون و700 ألف نسمة، وانقطاع المساعدات سيؤثر بشكل كبير على هؤلاء السكان، وخاصة في جانب الغذاء والصحة والنظافة، كما ستشهد المنطقة انتشاراً للأمراض والأوبئة.

أما النازح من ريف حلب الغربي حسين بصلحلو فيقول، لـ"العربي الجديد"، إن السكان في المنطقة يعتمدون على السلة الأممية الشهرية التي تأتي من معبر باب الهوى: "أنا أعمل وأجري اليومي لا يكفي عائلتي الخبز، وبالنسبة للسكر والأرز والبرغل فأحصل عليها من السلة الغذائية، وهذا يعني أن المنطقة أمام كارثة إذا خسرنا هذه السلة".

ويقول النازح من سهل الغاب بريف حماة رسلان عبد العزيز العلي، لـ"العربي الجديد"، إن الفقر يخيم على سكان المخيم ووضع العائلات سيئ للغاية، لذا فإن انقطاع المساعدات الإنسانية سيؤدي إلى حدوث كارثة كبيرة في المنطقة، والتأثير لن تكون له حدود.
 

وحذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها من مغبة إيقاف دخول المساعدات عبر الحدود، معتبرة ذلك جريمة ضد الإنسانية بحق ملايين النازحين في المخيمات على الحدود السورية - التركية.

وتقدّر الأمم المتحدة أن الأغلبية من سكان تلك المنطقة، أي أكثر من أربعة ملايين شخص، بحاجة لمساعدات إنسانية، وهي تقدم المساعدات لأكثر من 2.5 مليون شخص في تلك المنطقة من هؤلاء الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ماسة.

وكان مجلس الأمن قد أصدر قراراً للمرة الأولى بتقديم المساعدات عبر الآلية في قرار حمل الرقم 2165 عام 2014، وفي حينه وافق على تقديمها من أربعة معابر حدودية (تركية وعراقية وأردنية). ومنذ يوليو/تموز 2020، جرى التجديد لمعبر واحد فقط، هو باب الهوى الحدودي مع تركيا.