Skip to main content
دول أوروبية تعلّق مؤقتاً استخدام لقاح "أسترازينيكا"
لا يمكن حالياً استنتاج ما إذا كانت هناك صلة بين الوفيات واللقاح (ماركو أولاندر/فرانس برس)

قالت السلطات الصحية في الدنمارك والنرويج، اليوم الخميس، إنها علّقت مؤقتاً استخدام لقاح شركة "أسترازينيكا" المضاد لكوفيد-19، بعد تقارير عن تكوّن  جلطات دموية لدى بعض الذين تمّ تطعيمهم. كما حظرت إيطاليا دفعة من اللقاح ذاته، بعد وفاة رجلين في صقلية، عقب فترة وجيزة من تطعيمهما باللقاح.

تأتي هذه الخطوة بعدما أوقفت النمسا استخدام دفعة من جرعات "أسترازينيكا" ريثما يتم التحقيق في حالة وفاة بسبب تجلّط دموي وانسداد رئوي.

وقالت السلطات الصحية الدنماركية، إنّ قرار البلاد بتعليق التلقيح لمدة أسبوعين، جاء بعدما توفيت امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً في الدنمارك بجلطة دموية، بعدما حصلت على جرعة من لقاح "أسترازينيكا"، من الدفعة نفسها التي استخدمت في النمسا.

وقالت السلطات الدنماركية إنّها استجابت "لتقارير عن آثار جانبية خطيرة محتملة، سواء بالدنمارك أو في دول أوروبية أخرى".

وقال وزير الصحة ماغنوس هيونيك، على "تويتر": "من غير الممكن حالياً استنتاج ما إذا كانت هناك صلة (بين الوفيات واللقاح). نتصرف بشكل استباقي... الأمر يحتاج إلى تحقيق شامل".

والإثنين، علقت السلطات الصحية النمساوية استخدام مجموعة من لقاحات "أسترازينيكا" ضد كورونا بعد وفاة ممرضة جراء "مشاكل خطيرة في تخثر الدم" بعد أيام من تلقيها جرعة منه.

وقررت أربع دول أوروبية أخرى، هي إستونيا ولاتفيا ولوكسمبورغ وليتوانيا، أيضاً تعليق استخدام هذه اللقاحات من هذه الشحنة، التي أرسلت إلى 17 دولة أوروبية، وتتكون من مليون جرعة. لكنّ الدنمارك قررت تعليق استخدام كافة مخزونها من "أسترازينيكا".

والأربعاء، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أنّ تحقيقاً مبدئياً أظهر أنّ لقاح "أسترازينيكا" المستخدم في النمسا على الأرجح غير مسؤول عن وفاة الممرضة. وذكرت الوكالة أنه بحلول 9 مارس/ آذار، تم تسجيل 22 حالة تجلط في الدم ضمن ثلاثة ملايين شخص تلقوا اللقاح في المنطقة الاقتصادية الأوروبية.

وقال مدير هيئة الصحة الدنماركية سورين بروستروم، في بيان: "من المهم أن نوضح أننا لم ننه استخدام لقاح "أسترازينيكا"، نحن فقط نوقفه مؤقتاً". وقالت الدنمارك إنّ شخصاً توفي بعد تلقيه اللقاح. وفتحت وكالة الأدوية الأوروبية تحقيقاً في وفاته.

وأوضح بروستروم: "هناك توثيق واسع يثبت أن اللقاح آمن وفعّال. لكننا ووكالة الأدوية الدنماركية علينا أن نتصرف حيال معلومات عن آثار جانبية خطيرة محتملة في الدنمارك ودول أوروبية أخرى". ومن المتوقع أن يؤدي التعليق، الذي ستتم مراجعته بعد أسبوعين، لإبطاء حملة التلقيح في البلد الاسكندنافي.

وقالت السلطات الصحية إنّها تتوقع الآن أن يتم تلقيح كافة سكانها البالغين، بحلول منتصف أغسطس/ آب عوضا عن مطلع يوليو/ تموز.

من جهته، قال جير بوكولم، مدير إدارة الوقاية من العدوى ومكافحتها في المعهد النرويجي للصحة العامة، في مؤتمر صحافي: "هذا قرار احترازي". ولم يذكر المعهد إلى متى سيستمر التعليق. 

 في الوقت ذاته، قال مصدر مطّلع، لـ"رويترز"، اليوم الخميس، إنّ قرار إيطاليا حظر دفعة من لقاح شركة "أسترازينيكا" المضاد لمرض كوفيد-19، اتخذ بعد وفاة رجلين في صقلية، عقب فترة وجيزة من تطعيمهما باللقاح.

وقالت الهيئة الطبية الحكومية في إيطاليا (أيفا)، في وقت سابق، إنّ القرار "وقائي"، وأضافت أنه لم تثبت صلة بين اللقاح "والأحداث الخطيرة التي أعقبته". ولم تحدّد الهيئة الأحداث التي أشارت إليها.

وقال المصدر إنّ "أيفا" تحرّكت بعد وفاة ضابط البحرية ستيفانو باتيرنو (43 عاماً)، في وقت سابق من هذا الأسبوع، في ما يشتبه بأنها أزمة قلبية بعد يوم من تلقيه جرعة اللقاح. كما توفي ديفيد فيلا (50 عاماً)، الأسبوع الماضي، بعد 12 يوماً من تلقيه اللقاح. 

بريطانيا تدافع عن اللقاح: آمن وفعّال

في المقابل، دافعت الحكومة البريطانية، اليوم الخميس، عن لقاح أكسفورد/أسترازينيكا"، وأكدت استمرارها في حملة التطعيم بهذه الجرعات.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة بوريس جونسون، للصحافيين "قلنا بوضوح إنه آمن وفعال ... وعندما يُطلب من الناس التقدم لتلقيه، يجب أن يفعلوا ذلك بثقة".

وأضاف "وبالحقيقة بدأنا نتلمس نتائج برنامج التلقيح فيما يتعلّق (بانخفاض) عدد الحالات المسجلة في أنحاء البلاد، وانخفاض الوفيات وعدد الحالات التي تتطلب العلاج في المستشفى".

وبدأت بريطانيا أول حملة تلقيح في العالم على نطاق واسع ضد فيروس كورونا الجديد، في ديسمبر/ كانون الأول، بجرعات "أكسفورد/أسترازينيكا" بشكل رئيسي ولقاح "فايزر/بيونتيك".

وقال المتحدث باسم جونسون إنّ الدنمارك شددت على عدم وجود رابط مؤكد بين اللقاح وجلطات الدم. وردا على سؤال حول ما إذا كان المستشارون الطبيون والعلميون في الحكومة البريطانية على تواصل مع الدنمارك، قال المتحدث باسم دوانينغ ستريت إنّ تبادل الخبراء للمعلومات مع أقرانهم الأجانب "ممارسة روتينية".

(رويترز، فرانس برس)