Skip to main content
إلى أي مدى يجب أن نقلق من جدري القرود؟
يتواصل انتشار الفيروس حول العالم (Getty)

دق مسؤولو الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد الإصابات بمرض جدري القرود في أوروبا ومناطق أخرى، وهو نوع من الإصابات الفيروسية الأكثر شيوعاً في غرب ووسط قارة أفريقيا.

و"جدري القرود" فيروس يمكن أن يسبب أعراضاً تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وآلاماً، ويظهر بشكل طفح جلدي مميز، وهو يرتبط بالجدري، لكنه عادة ما يكون أخف، لاسيما سلالة غرب أفريقيا من الفيروس، والتي تم رصدها في الولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو واحد في المائة.

ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم، ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي للمرض ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب، وأن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.

وقال الطبيب مارتن هيرش، من مستشفى ماساتشوستس العام الأميركية: "ينتشر كوفيد-19 عن طريق الجهاز التنفسي وهو شديد العدوى. لا يبدو أن هذا هو الحال مع جدري القرود".

وقال المسؤول بمنظمة الصحة العالمية واختصاصي الأمراض المعدية ديفيد هيمان: "ما يبدو أنه يحدث الآن، هو أنه قد وصل إلى السكان في صورة جنسية، أو عن طريق الأعضاء التناسلية، وأنه ينتشر مثل الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، مما أدى إلى تضخيم انتقاله في جميع أنحاء العالم".

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم حتى يوم السبت تأكد 92 إصابة بجدري القرود، كما أن هناك 28 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 12 دولة لا يعد هذا الفيروس متوطنا فيها، مؤكدة أنها تتوقع اكتشاف المزيد من الإصابات بينما يتوسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة، وأنها ستقدم خلال الأيام المقبلة المزيد من الإرشادات والتوصيات بشأن كيفية الحد من انتشاره.

وقال مسؤول في الصحة العامة بالولايات المتحدة للصحافيين أمس الأول الجمعة إن المخاطر على عامة الناس منخفضة في الوقت الحالي، وأوضح أن معظم الناس يشفون تماما في غضون ما يتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

ما الذي يهتم به خبراء الصحة حول جدري القرود؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن حالات التفشي التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة غير نمطية لأنها تحدث في دول لا ينتشر فيها الفيروس عادة، ويسعى العلماء إلى فهم أصل الإصابات الحالية، وما إذا كان أي شيء يخص الفيروس قد تغير.

وتم اكتشاف معظم الحالات المسجلة حتى الآن في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال، وتم تسجيل إصابات في كندا وأستراليا، وتأكيد إصابة واحدة في مدينة بوسطن، حيث أعلن مسؤولو الصحة العامة احتمال ظهور المزيد من الإصابات في الولايات المتحدة.

وأبدى مسؤولو منظمة الصحة العالمية قلقهم من احتمال ظهور عدد أكبر من الإصابات مع تجمع الناس في مهرجانات وحفلات وعطلات خلال أشهر الصيف المقبلة في أوروبا ومناطق أخرى.

وقالت عالمة الفيروسات في منظمة اللقاحات والأمراض المعدية بجامعة ساسكاتشوان بكندا، أنجيلا راسموسن: "الفيروسات ليست شيئاً جديداً، وهي متوقعة".

وأضافت أن عدداً من العوامل عجل من ظهور وانتشار الفيروسات، من بينها زيادة السفر على مستوى العالم، وتغير المناخ، وقالت إن العالم في حالة تأهب أكبر لعمليات تفشّ جديدة لأي نوع من الفيروسات في أعقاب جائحة كوفيد-19.

كيف يمكن حماية الناس من عدوى جدري القرود؟

بدأت بريطانيا في تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قد يكونون معرضين للخطر أثناء رعاية المرضى، بلقاح الجدري، والذي يمكن أن يقي أيضاً من جدري القرود.

وتقول الحكومة الأميركية إن لديها ما يكفي من لقاح الجدري في مخزونها الوطني الاستراتيجي لتطعيم جميع السكان، وقال متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، في بيان، إن هناك أدوية مضادة لفيروس الجدري يمكن استخدامها أيضاً لعلاج جدري القرود في ظل ظروف معينة.

وعلى نطاق أوسع، يقول مسؤولو الصحة إنه يجب على الأشخاص تجنب المخالطة الوثيقة لشخص مصاب بطفح جلدي، أو يبدو مريضاً، ويجب على الأشخاص الذين يشتبهون بإصابتهم بجدري القرود عزل أنفسهم وطلب الرعاية الطبية.

(رويترز)