قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الثلاثاء، إنّ بلاده ترحب بتحركات تركيا لتهدئة التوترات الأخيرة في شرق البحر المتوسط، داعياً أنقرة لإظهار التزام أقوى بتحسين العلاقات، في وقت أثنى فيه المرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية، جو بايدن، على جهود حلف شمال الأطلسي "الناتو" للتهدئة بين البلدين.

والعلاقات بين الدولتين، الجارتين والعضوين في حلف شمال الأطلسي، عامرة بخلافات تتفاوت من الحدود البحرية إلى جزيرة قبرص المقسمة عرقياً. وبلغت التوترات أشُدها هذا الصيف عندما طالبت كل دولة منهما بحقوق سيادية متداخلة بالنسبة لمساحات شاسعة بشرق البحر المتوسط، وأرسلت تركيا سفينة مسح لتحديد آفاق التنقيب عن النفط والغاز المحتملة، ما أثار حفيظة اليونان. وسحبت تركيا السفينة في منتصف سبتمبر/ أيلول.

وبعد محادثات في أثينا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال رئيس الوزراء اليوناني "بلدنا يرحب بأول خطوة إيجابية تقوم بها تركيا إزاء تهدئة التوترات الأخيرة"، قبل أن يضيف "والآن يبقى أن نرى ما إذا كانت الخطوة صادقة أم أنها مناورة قصيرة الأمد"، مردفاً أنّ اليونان ملتزمة بالحوار والدبلوماسية لحل أي خلاف.

وفي إطار جهود أوسع لنزع فتيل التوترات بين أنقرة وأثينا، أعلن ستولتنبرغ، الأسبوع الماضي، تأسيس آلية لتجنب الاشتباكات العرضية في شرق البحر المتوسط.

وتتضمن آلية تجنب الاشتباكات إقامة خط ساخن لتجنب الحوادث في البحر والجو. ووقع تصادم طفيف بين فرقاطتين تركية ويونانية في أغسطس/ آب.

وقال ميتسوتاكيس "الأمر متروك لتركيا لإغلاق طريق الأزمة وفتح طريق الحل. نحن مستعدون للقائها في ذلك المسار الثاني، وأنا متفائل بأنّ هذا هو الطريق الذي سنتخذه لصالح شعبينا".

من جانبه، قال ستولتنبرغ إنه على يقين بأنّ الآلية ستساعد أيضا في "توفير ساحة" للجهود الدبلوماسية، مردفاً "يحدوني أمل قوي في إمكانية تسوية الخلافات الكامنة بين حليفين الآن عبر مفاوضات تُجرى بروح تضامن الحلفاء والقانون الدولي".

إلى ذلك، قال جو بايدن، اليوم الثلاثاء، إنه يدعم جهود حلف شمال الأطلسي لتهدئة التوترات بين اليونان وتركيا، وإنّ اتفاقات لإرساء آلية عسكرية لفض الاشتباك واستئناف المحادثات الدبلوماسية هي خطوات بالاتجاه الصحيح.

ودعا بايدن، في بيان، إدارة غريمه الجمهوري في الانتخابات دونالد ترامب" إلى الضغط على أنقرة "للكف عن أي أفعال استفزازية جديدة بالمنطقة ضد اليونان، بما في ذلك التهديدات بالقوة، لإتاحة المجال لإنجاح الدبلوماسية".

وأضاف "كما أدعو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتراجع عن قراره الصادر أخيراً بتحويل آية صوفيا إلى مسجد وإعادة هذا الكنز لوضعه السابق متحفاً، وضمان إتاحته للجميع بمن فيهم الأرثوذوكس".

(رويترز، العربي الجديد)