Skip to main content
"فيسبوك" تتورط أكثر في جهود مناهضي اللقاحات: إعلانات تستحضر النازية
العربي الجديد ــ واشنطن
من أمام الكابيتول إلى عمالقة التكنولوجيا: احموا الصحة العامة (كارولاين بريمان/Getty)

باع موقع "فيسبوك" إعلانات تروج للرسائل المناهضة للقاحات، وتشبّه تعامل السلطات الأميركية مع وباء فيروس كورونا بألمانيا النازية، وتشكّك بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في 2020، وتحث على العنف السياسي، وفقاً لما كشفته شبكة "سي أن أن"، اليوم الجمعة.

وأفادت "سي أن أن" بأنّ هذه الإعلانات أدارتها شركات لبيع السلع أنفقت مئات آلاف الدولارات الأميركية في "فيسبوك"، خلال السنوات القليلة الماضية.

كانت الصحافية في قناة "فوكس نيوز" لارا لوغان قد أثارت سخط الكثيرين، الاثنين، حين شبهت كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي بطبيب نازي سيئ السمعة يُعرف بـ"مَلَك الموت". في الوقت نفسه تقريباً، كان موقع "فيسبوك" يعرض إعلانات تروج لسترة كُتب عليها: "أنا في الأصل من أميركا، لكنني أقيم حالياً في ألمانيا 1941".

وشبّه إعلان آخر طرح اللقاحات بمحرقة الهولوكوست، وبأنّ الهدف منه تنفيذ مجزرة جماعية. أدارت هذا الإعلان صفحة على "فيسبوك" تحمل اسم Ride the Red Wave التي روجت سابقاً لقميص كُتب عليه "اجعلوا شنق الخونة عظيماً مجدداً".

ووفقاً لبيانات اطلعت عليها "سي أن أن"، فإنّ "فيسبوك" جنى 280 ألف دولار أميركي من إعلانات صفحة Ride the Red Wave التي تضم نحو 10 آلاف متابع. يمكن للصفحة الوصول إلى ملايين الأميركيين عبر إعلاناتها المدفوعة على "فيسبوك".

كما أنفقت صفحة اسمها Next Level Goods أكثر من 500 ألف دولار أميركي على إعلانات في "فيسبوك" منذ عام 2019. وتستخدم الشركة "فيسبوك" بانتظام للإعلان عن قمصان عليها شعارات مضادة للقاحات.

قال متحدث باسم "ميتا"، الشركة الأم لـ"فيسبوك"، إنّ الإعلانات هذه تتعارض مع سياساته المتبعة لمكافحة التضليل بشأن وباء "كوفيد-19" واللقاحات. لكن يبدو أن أنظمة "فيسبوك" فاتها هذا الأمر.

تكنولوجيا
التحديثات الحية

تجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الضوء يُسلط على الدور الذي لعبه موقع "فيسبوك" في السماح بانتشار المحتوى المضلل حول الوباء والمناهض للقاحات. وفي يوليو/تموز الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك"، "تقتل الأشخاص".

ورفضت "فيسبوك" وقتها الانتقادات، وأكدت أن جهودها في إظهار الحقائق "تُنقذ الأرواح"، مشيرة إلى أن "الاتّهامات غير المدعومة بحقائق لن تشتّت تركيزنا". وأضافت أنّ "أكثر من ملياري شخص شاهدوا عبر (فيسبوك) معلومات موثوقة حول كوفيد-19 واللقاحات، أي أكثر من أيّ مكان آخر على الإنترنت"، ولفتت إلى أن "أكثر من 3.3 ملايين أميركي استخدموا أداتنا لمعرفة مكان الحصول على التطعيم وسبله".

لكن وثائق داخلية مسربة من الشركة أظهرت تناقضاً بين ما تعلنه حول استجابتها للمعلومات الخاطئة حول "كوفيد-19"، وبين بعض النتائج التي توصل إليها موظفوها. إذ خلصت "فيسبوك" في بحث داخلي، في فبراير/شباط، بعد مرور عام على انتشار الوباء، إلى أنه "ليس لدينا أي فكرة عن حجم المشكلة (التردد في تلقي اللقاح) عندما يتعلق الأمر بالتعليقات". وأشار التقرير إلى أن "أنظمتنا الداخلية لم تحدد بعد، و/أو تخفض مستوى ظهور، و/أو تزيل، التعليقات المضادة للقاحات بشكل كافٍ".

وفي تقارير داخلية أخرى تعود لمارس/آذار الماضي، أقرت "فيسبوك" بأن "قدرتها على اكتشاف التعليقات المترددة بشأن اللقاحات سيئة باللغة الإنكليزية، ومعدومة بأي لغة أخرى".

الوثائق هذه قدمتها الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هاوغين، لدعم ما كشفته في شهادة لها أمام "لجنة الأوراق المالية والبورصات"، وقدمها مستشارها القانوني إلى الكونغرس بصيغة منقحة. وحصلت على النسخ المنقحة 17 وكالة أنباء أميركية، بينها "سي أن أن" و"واشنطن بوست" و"أسوشييتد برس" و"نيويورك تايمز".

في السياق نفسه، أعلنت "ميتا"، الأربعاء، تحريفها حملة مناهضة للقاحات المضادة لفيروس كورونا عن مسارها، بعدما استهدف أصحابها عاملين في القطاع الطبي وصحافيين ومسؤولين. إذ حذفت حسابات في فرنسا وإيطاليا مرتبطة بحركة مؤامرة تسمى "V_V" أغرقت المنشورات المؤيدة للقاح بعشرات آلاف التعليقات.

وأفادت الشركة بأن مؤيدي حركة "V_V" شنوا حملة "مضايقة جماعية" استهدفت الأشخاص على "يوتيوب" و"تويتر" و"في كونتاكت" ومنصات أخرى للتواصل الاجتماعي، واستخدموا الصليب المعقوف ورموزاً ثانية، وأطلقوا على الأطباء والعاملين في مجال الإعلام، الداعمين للقاحات، لقب "مؤيدي النازية".

قدم تقرير صادر عن شركة تحليل الشبكات الاجتماعية "غرافيكا" معلومات إضافية عن "V_V" التي تصف نفسها بأنها متورطة في "حرب نفسية" تستهدف مؤيدي اللقاحات. وقدرت "غرافيكا" أن "V_V" لديها نحو 20 ألف متابع، وقالت إن الحركة لها صلة بتخريب المستشفيات والممارسات الهادفة إلى تعطيل برامج التلقيح عبر الحجز المتكرر وإلغاء المواعيد الطبية.

وأفادت "ميتا" بأنها حذفت شبكة "واسعة وغير ناجحة" من الصين، استخدمت حسابات زائفة في الترويج لادعاء كاذب بأن عالم أحياء سويسرياً يدعى ويلسون إدواردز قال إن الولايات المتحدة كانت تضغط على علماء "منظمة الصحة العالمية" لإلقاء اللوم على الصين في تفشي الوباء.

وخلصت الشركة، في تحقيقها، إلى وجود "صلات بأفراد في الصين القارية، بمن فيهم موظفو شركة Sichuan Silence Information Technology... وأفراد مرتبطون بشركات البنية التحتية الحكومية الصينية الموجودة في أنحاء العالم كافة". وكشف التحقيق أن "عدداً من مسؤولي الحكومة الصينية بدأوا بالتفاعل مع محتوى العملية بعد أقل من ساعة من منشورها الأول".