Skip to main content
ارتفاع أسعار الزيوت المستعملة يُقلق المصريين من إعادة بيعها للمطاعم
عبدالله عبده ــ القاهرة
ارتفاع في أسعار زيوت المائدة (Getty)

انتعشت خلال الأشهر القليلة الماضية في مصر أسعار "زيت القلي المستعمل"، إذ وصل سعر الكيلو إلى 15 جنيهاً (نحو دولار أميركي)، الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام حول الجهة التى تجمع تلك الزيوت من الباعة الجائلين، وماذا تفعل بها، في الوقت الذي يخشي فيه البعض من إعادة تدوير تلك الزيوت وضخها في المطاعم مرة أخرى، وخاصة عقب ارتفاع أسعار الزيوت عالمياً بأكثر من 100 في المائة.

ويوضح عماد شاهين، خبير في صناعة الزيوت، أن الزيوت المستعملة يعاد تدويرها لعدة أغراض، منها استخدامها كوقود حيوي، وهي مشاريع بدأ التركيز عليها في السوق المصرية في الوقت الحالي، أو لدخولها في صناعة الصابون، أو بهدف إعادة تكريرها بطرق بدائية وإعادتها إلى الأسواق مرة أخرى.

ويضيف لـ "العربي الجديد" أن عملية إعادة تكرير الزيت المستعمل طبقاً للمواصفات القياسية معقدة ومكلفة، فهي تحتاج إلى إضافة مواد كيماوية كـ"سليكات الألومنيوم" وغيرها من الكيماويات ذات الأسعارالمرتفعة، بالإضافة إلى المرور على أجهزة ترشيح خاصة للوصول في النهاية إلى اللون الأصلي للزيت، كذلك فإنه في نهاية عملية إعادة التكرير يبقى من الكمية الخام نصفها فقط، لذلك هي عملية غير مربحة.

وأشار إلى أن من يشترون الزيت المستعمل بـ 15 جنيهاً للكيلوغرام، هم من يلجأون عادة إلى طرق بدائية غير مكلفة تحسّن من خواص الزيت، وخاصة اللون، عبر إضافة كمية من الزيت الخام الأصلي، حتى يظهر وكأنه زيت غير مستعمل يُباع لأصحاب المطاعم، وهو ما يسبب العديد من الكوارث الصحية.

ورجح علي الدهراوي، خبير في تربية الدواجن وتجارتها، أن يكون أحد منافذ تجميع الزيت المستعمل، مصانع الأعلاف غير المرخصة. إذ إن هناك نوعاً معيناً من الزيوت يضاف إلى مكونات العلف، وتتخطى أسعاره 40 جنيهاً للكيلوغرام، وإن كميات الزيوت المضافة إلى كل طن تكون بنسب بسيطة، وبالتالي لا يظهر أي تأثير للون على مظهر العلف.

ولفت إلى أن تلك المصانع تتلاعب بمكونات الأعلاف بهدف الربح السريع. وأكد أحمد عبد الحليم، صاحب مطعم، أنه فوجئ منذ حوالى شهرين، عند استعماله زيتاً جديداً، بتغير لونه من الذهبي إلى الأسود، مع وجود رغوة تطفو على السطح، فتوجه إلى الشراء بعد ذلك من المصنع مباشرة بعيداً عن التجار.