}

رحيل خورخي إدواردز: أحد أعلام الأدب الأميركي اللاتيني

أحمد عبد اللطيف 4 أبريل 2023
تغطيات رحيل خورخي إدواردز: أحد أعلام الأدب الأميركي اللاتيني
خورخي إدواردز (GettyImages, Santiago, 11/8/2017)

عن عمر يناهز الواحد وتسعين عامًا، رحل عن عالمنا منذ أيام، في بيته بمدريد، الكاتب التشيلي خورخي إدواردز، الروائي والقاص وكاتب المقال والصحافي.

فاز إدواردز بجائزة ثيربانتس عام 1991، وكان أحد أعلام الأدب الأميركي اللاتيني في القرن العشرين، وأحد أبرز كتاب جيل الخمسينيات. وبمجرد انتشار خبر رحيله، توجه عدد من الكتاب اللامعين في الوسط الثقافي والأدبي الإسباني لتوديعه في بيته. وكتب التشيلي كارلوس فرانث: كان أحد كتاب الصف الأول في الأدب اللاتيني العظيم وستبقى أعماله الاستثنائية ذات الطابع السياسي خالدة مثل "شخص غير محبوب" الذي كان أول الأعمال في تناول الثورة الكوبية، بالإضافة لأعمال أخرى مثل :"عالة على العائلة" و"بيت ديستويفسكي".

في سنواته الأخيرة، عاش خورخي إدواردز بين سانتياغو دي تشيلي ومدريد، لكنه استقر في العاصمة الإسبانية عقب انتشار كوفيد 19. وبالإضافة لعمله الأبرز "شخص غير محبوب"، اشتهر بالعديد من الأعمال منها "وداعًا أيها الشاعر" (1990).  وقبل فوزه بجائزة ثيربانتس الكبرى فاز بالجائزة الوطنية للأدب التشيلي. كما كان عضوًا في الأكاديمية التشيلية للغة منذ عام 1982.

عقب انقلاب بينوتشيه في 1973، عاش إدواردز في المنفى ببرشلونة. وفي عام 2010 حصل على الجنسية الإسبانية.

يقول عنه رفائيل جوموثيو: "التصق اسم إدواردز بـ "شخص غير محبوب" بالرغم من أنه شخص محبوب على الإطلاق. بالإضافة، هو رجل يتكيف على أغرب البيئات والظروف، ويتعايش مع أغرب المواقف. كان الأول في الحضور والأخير في الانصراف والوحيد الذي لا يفقد رباطة جأشه. كثير من الكتاب يعانون من التواضع المزيف، أما خورخي فكان يعاني من الكبرياء المزيف. كان يعرف البروتوكول، لكنه يكره التمسك بالرفعة".

فاز إدواردز بجائزة ثيربانتس عام 1991، وكان أحد أعلام الأدب الأميركي اللاتيني في القرن العشرين، وأحد أبرز كتاب جيل الخمسينيات

منذ أسبوعين تعرض إدواردز لسقوط بمنزله نتج عنه كسر في ذراعيه عقّد حالته الصحية. حتى هذه الحادثة كان المثقف الكبير نشيطًا جدًا ويعمل في المجلد الثالث من مذكراته، غير أن السقطة قضت على خططه الأخيرة، ليبقى هذا العمل غير منته، ويبقى هو طريح الفراش في أحد مستشفيات مدريد حتى حصل على تصريح بالخروج. وعند عودته إلى البيت، نام الظهيرة ولم يستيقظ.

ولد خورخي إدواردز بسانتياغو دي تشيلي في عام 1931، ودرس بمدرسة الحقوق في جامعة تشيلي، وأكمل دراساته العليا في جامعة برنستون بنيوجيرسي. في عام 1952 نشر كتابه الأول "الممر"، وهو مجموعة قصصية لقيت ترحيبًا واسعًا من النقد. غير أن أهميته كروائي انطلقت مع "ثقل الليل" عام 1965. وفي عمله كدبلوماسي شغل مناصب متعددة كسكرتير أول بباريس وكمستشار في ليما، وقائم بأعمال في هافانا، ومستشار وزير في باريس.

كان إدواردز صديقًا مقربًا لبابلو نيرودا، ومن هذه الصداقة استلهم عدة أعمال، منها "وداعًا أيها الشاعر: بابلو نيرودا وزمنه"، 1990، و"يا ماليجنا"، 2019. ورغم أن نيرودا يكبره بثلاثين عامًا، إلا أنه صادف الشاعر في العديد من مراحله. وكان آخر لقاء بينهما في باريس السبعينيات، قبل رحيل نيرودا بقليل.

قرر إدواردز الرحيل عن تشيلي مع انهيار النظام الديمقراطي، حينها رحل إلى برشلونة، وعمل مديرًا لدار نشر ديفوسورا الدولية وتعاون كمستشار لدار سييكس بارال. لم يتوقف إدواردز عن الكتابة أبدًا، وتعتبر أعماله "بعيدة عن السائد في الأدب التشيلي، وتركز على الجانب الحضري في بلده بعيدًا عن الموضوعات الريفية". وهو أبرز كتاب جيل الخمسينيات الذي ضم خوسيه جونوسو، إنريكي لافوركادي، وكلاوديو خياكوني، وهو جيل تأثر بوالت ويتمان وإرنست همنغواي ووليم فوكنر، بالإضافة إلى كتاب روس مثل تولستوي ودوستويفسكي.

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.