}

مَن سيفوز بجائزة الرواية الألمانيّة لعام 2019؟

عارف حمزة 6 أكتوبر 2019
تغطيات مَن سيفوز بجائزة الرواية الألمانيّة لعام 2019؟
أغلفة الروايات الست التي ستُتابع السباق إلى الجائزة

مع دخول شهر تشرين الأول/أكتوبر، بدأ العدّ التنازلي لمعرفة الفائز بجائزة أفضل رواية في ألمانيا لعام 2019، وهو ما سيُعلن عنه، خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، مساء يوم 14 أكتوبر. وكانت القائمة القصيرة قد صدرت يوم 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، وكشفت عن الروايات الست التي ستُتابع السباق إلى الجائزة، بينما كشفت أيضاً عن الروايات الست التي خرجت من السباق، بعد أن كانت ضمن القائمة الطويلة التي أعلن عنها يوم 20 آب/ أغسطس.
وكانت لجنة الجائزة لهذا العام قد تسلمت 173 رواية صدرت عن 105 دور نشر في الدول الناطقة بالألمانيّة، وبقي منها في السباق فقط ست روايات.

القائمة القصيرة

في هذا التقرير نُقدم لكم الروايات الواصلة إلى القائمة القصيرة ورأي النقاد ولجنة التحكيم فيها:
"ليس مثلكم" (دار كريماير وشيروي) للكاتب النمساوي تونيو شاخينجر (1992)
هذه الرواية (الأولى لصاحبها) هي عن شخص يُدعى إيفو. وإيفو يعرف بشكل دائم بأنّه مختلف. رائع وموهوب وجذّاب بشكل خاص. والآن هو أحد أفضل لاعبي كرة القدم في نادي إيفرتون الإنكليزي لكرة القدم. لديه زوجة وطفلان ويحبّهم قبل أيّ شيء. ولكن عندما تدخل ميرنا، حبيبته أيام المراهقة، حياتَه من جديد، يسقط إطار الأمان مترنّحاً. كيف يُرتّب شخص لا وقت فراغ لديه علاقَته الغراميّة؟ هل يتبدّد الأداء الملفت لإيفو على أرض الملعب؟ وماذا تفعل زوجته خلال غيابه؟
"ليس مثلكم" هي أكبر بكثير من مجرّد رواية عن عالم رياضة النخبة؛ إنّها كذلك عن الإنتماء والهجرة والخوف المستمر من انهيار مستوى اللعب ومعيار الرجل المثالي وأخيراً وليس آخراً، الحب الذي يعيش بجانب مفاوضات كرة القدم وغرف تغيير الملابس والفنادق الفاخرة (..) إنّها رواية مُلهمة"، كما قالت لجنة التحكيم.


Kinstsugi (دار فيشر) للكاتبة الألمانيّة ميكو صوفي كومل (1992)
رايك وماكس رجلان يحتفلان بمرور عشرين عاماً على حبّهما، ويدعوان فقط صديقهما وابنته التي من عمر حبّهما. الفتاة تضع مخططاً هادئاً للاحتفال الذي سيتم خلال نهاية عطلة الأسبوع، في بيت يطل على بحيرة في أواخر الشتاء، حيث الضوء قاس، والهواء البارد قاطع، بينما الأرضيّة المتجمّدة تتكسّر تحت الأقدام. البحيرة فقط ستبقى هادئة، بينما كلّ شيء عداها لن يبقى مثلها.
هي أيضاً الرواية الأولى للكاتبة الشابة التي تكتب بانتظام منذ عام 2013 قطعاً نثريّة قصيرة في المجلات والمختارات، ومنذ فترة قصيرة، وقبل أن تبدأ بسرد القصص، تكتب مسرحيّات للإذاعة، وقد نالت روايتها هذه جائزة مؤسسة يورغن بونتو لعام 2019.
لجنة التحكيم قالت عن هذه الرواية: "إنّها تبدو مثل حجرة علاج نفسيّ في فنّيتها. تُقدّم أصوات ثلاثة رجال وفتاة، يحتفلون في بيت ريفيّ بالعلاقة بين رجلين يدعوان المخنّث تونيو وابنته بيجا، بالطريقة الحرفيّة اليابانيّة، التي تحملها الرواية كعنوان، في صناعة الخزف مطليّاً بالذهب والحروف. رواية تتناول بعمق مفاهيم الحياة اليوميّة الحاليّة عن الحب والحياة، عن الأبوّة والأمومة، عن النشاط الجنسي والنجاح الوظيفي والعلاقات بين البشر".



"الأرض السائلة" (دار كِلت كوتا) للكاتبة النمساويّة رافائيلا إيدلباور (1990)
الموت المفاجئ لوالديها يقود الفيزيائيّة روث للسفر إلى مكان غامض يُدعى "غروس آيلاند". هذا المكان يوجد تحته تجويف هائل، ويبدو أنّ هذا التجويف يتحكم في حياة السكان بطريقة غريبة، ولكن لا أحد منهم يرغب في الحديث عن ذلك، ولا مَن يعترف بأنّ المكان كلّه مُهدّد بالزوال. وروث عليها أن تبحث عن ذلك اللغز المرتبط بلغز الحفرة.
"الأرض السائلة" عمل أوّل (للكاتبة) ومثير للإعجاب ويحمل تلك الإثارة كما الأعمال اللاواقعيّة. إنّها مثل طوبوغرافيا كافاكاويّة. في مكان ما يُدعى غروس آيلاند، ولا يمكن العثور عليه في أيّة خريطة، ولا من طريق يؤدي إليه. لقد قوّضته هاوية عملاقة تتسع باستمرار، تتسبب في إنزلاق كلّ شيء في هذا العالم: المباني والناس وكذلك الشعور بالزمن. رافائيلا تنجح في تلك الاستعارات الفائقة الجودة، والتي تجمع بين العالم المادي والنفسيّ والتاريخيّ واللغويّ، في تلك الهاوية. إنّه مخيف ومثير. إنّه مجنون ويُصعب تصديقه، إنه، ببساطة، عمل أدبيّ رائع". هكذا كان رأي لجنة التحكيم.

"الأصل" (دار لوخترهاند) للكاتب الألماني (من أصل بوسني) ساشا ستانيشتش (1978)
عن مصادفة أن يُولد أحد ما في مكان ما، وعن الذي سيتلقّاه فيما بعد، تتمحور الرواية الثالثة لساشا.
الصيف، عندما كاد الصبي أن يغرق. الصيف، عندما تركت أنجيلا ميركل الحدود مفتوحة، بينما في صيف مشابه يعبر الشاب حدوداً كثيرة للهروب إلى ألمانيا.
قارب خشبيّ. صوت فرامل. شرطي بوسني يتمنى أن يصبح مرتشياً. مدرسة إبتدائيّة لثلاثة تلاميذ. قوميّة ما. يوغو. تيتو. لايشندورف (مدينة في ألمانيا). وساشا ستانيشتش.
"رواية سيرة تدور حول سؤال عصرنا، واستجواب شخصيّ متشظّ عن الهدية (هدية أن يولد أحدنا في هذا العالم) وعبء الأصل، وعن إيجاد لغة جديدة مع جوهر "قاسٍ مثل بذرة الخوخ"، وعن كيف تصبح كاتباً. تقودنا (رواية) "الأصل" في دروب مدن كثيرة، من البوسنة إلى هايدلبيرغ الألمانيّة، حيث يصل المراهق كلاجئ حرب. يبحث الراوي عن نفسه بذكاء وخفة دم، دون الشعور بالانتماء أو كضحية. سعادته الكبيرة في رواية القصص تجعل المواضيع الثقيلة والقاتلة خفيفة. يمكن القول بأنّها (الرواية) تعالج الجروح بالأدب"، بحسب ما رأت لجنة التحكيم.


"الأخوان" (دار هانزر) للكاتبة الألمانيّة جاكي تومي (1972)
رجلان، احتمالان، حياتان. تطرح جاكي تومي في روايتها الجديدة، الثانية لها بعد روايتها "صفاء اللحظة" (2014)، سؤالاً من هذا النوع: كيف نصبحُ، نحن البشر، على ما نحنُ عليه؟
ميك مقامر ساحر، يعيش حياته حراً ومن دون التزامات. وكان محظوظاً على الدوام إلى ذلك اليوم الذي تخلّت عنه تلك المرأة التي خدعتهُ لسنوات طويلة. غابرييل، الذي لم يعرف والديه أبداً، يعيش من دون أن يتوجب عليه فعل أيّ شيء، ولكن ما يُريده هو أن يكون مهندساً معماريّاً ناجحاً ولندنيّاً متشدّداً، وكذلك رجلاً لديه عائلة. ولكنّه يفقد أعصابه، في موقف سخيف، أمام رجل لامع فيخر صريعاً.
ورأت لجنة التحكيم أن "الأخوان" هي رواية واسعة الطيف، يُمكن للمرء أن يرّدها إلى مدرسة السرد الأميركيّة. هي عن أخوين ألمانييّن من أب أفريقيّ، لم يعطهما لون بشرته، وفقدا معرفته عندما غادر ألمانيا الديمقراطيّة إلى لندن وباريس وأميركا الجنوبيّة. رواية تُناقش عدّة جوانب تتعلّق بلون البشرة والنجاح والحب وأسئلة الحياة الصحيحة وقبل كل شيء، معنى القدر والأصل والشخصيّة. يقرأ المرء رواية "الأخوان" وهو مستمتع للغاية بأسلوب جاكي في نسج الأسئلة والموضوعات الوجوديّة".


"نحل الشتاء" (دار سي ها بيك) للكاتب الألماني نوربيرت شوير (1951)
تجري أحداث الرواية في عام 1944 في إيفيل (سلسلة جبال تقع غربي ألمانيا وشرقي بلجيكا) عندما يتعرّض إيغيدوس أريموند للطرد كمُدرّس للأدب واللغة اللاتينيّة. يتمّ إيقافه عن العمل بسبب قصصه النسائيّة، وبسبب مرض الصرع الذي يُعاني منه، ولكن، قبل كلّ شيء، بسبب محاولاته المتهوّرة لإنقاذ اليهود بتهريبهم من خلال "خلايا النحل" إلى بلجيكا المحتلّة من قبل النازييّن. مع طرده يصبح وضعه مأساويّاً، لعدم حصوله على الدواء.
لجنة التحكيم رأت أن العمل "يستند إلى مذكرات وهميّة عن سنوات الحرب في عامي 1944 و1945، والتي يُزعم أنّ إيغيدوس أريموند، المعلم السابق ومربّي النحل وزير النساء ومريض الصرع، تركها وراءه. بشكل دقيق ومثير يطوّر نوربيرت شوير (الذي أصدر لحد الآن ثلاثة عشر عملاً بين شعر وقصة ورواية) قصة بطله، المُخالف للعرف ذاك الوقت، من خلال تهريب اليهود عبر الحدود البلجيكيّة للحصول على المال، وليس لأسباب نبيلة. ولكنّه بذلك يكون قد تحدّى النظام وتحوّل لشاهد على الدمار الكبير، وإلى "بطل" لا يستطيع الهروب من مصيره".

الجائزة الأهم
وصل ثلاثة كتّاب برواياتهم الأولى إلى القائمة القصيرة لأهم جائزة للرواية في ألمانيا، مع ثلاثة كتّاب لديهم أعمال سابقة. فهل من الممكن أن يفوز عمل أوّل بأهم جائزة بعد خروج أسماء من القائمة كان النقّاد قد رشّح بعضها لنيل الجائزة لهذا العام؟
تعتبر جائزة الرواية الألمانيّة، التي انطلقت في عام 2005، من أهم الجوائز في ألمانيا، وتمنحها جمعية مالكي المكتبات ودور النشر الألمانية التي تنظم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، بمشاركة آلاف الناشرين والكتاب من مختلف أنحاء العالم، وتبلغ قيمة الجائزة 25 ألف يورو، وقد نالت رواية "أرخبيل" للكاتبة إنجر ماريا مالكي (1977) الجائزة في العام الماضي (2018).

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.