}

مشّاء في مدينة الأخطاء

سعيف علي 20 فبراير 2024
يوميات مشّاء في مدينة الأخطاء
(منصور الهبر)

1

أخطائي ليست في حاجة إلى اسم. شبه ذلك القطّ الأبيض في محل لبيع الأثاث، جميل ولعوب لكنّه يعاني من الطرش. هو محظوظ لأنه ليس في حاجة إلى اسم يُنادى به كما أخبرت صاحبته، وأنا أؤمن بهذا رغم أنّها فيما يبدو لم تفهم ما قلت وهي تجري وراءه خوفًا عليه من الطّريق ومن الأسماء.

2

تتسع الأوطان أو تضيق على نحو يشبه أو لا يشبه الطّلب من طفل أن يدّخر تحت مخدته قطعة الحلوى أو أن تطلب من الرّيح ترك القصص الصّفراء والتلهّي فقط باحتساء الصوت فوق راية منسية لبناية. وضعت مثل الدّروع المضحكة على الرف. أقول هذا فقط مع اعتراف مخز بفشل ذريع في الشرح.

3

الأخطاء وجه

 لذلك تأتي كلماتي على وجه الخطأ

4

على وجه الخطأ يرفل الصّواب في ثياب مشمسة يعلو في المنحدر كنبات مبتسم. أدرك ألا وقت لاختتام حديث طويل مداره الأرض. لا وقت للاعتقاد في تويج وردة تحبّ دائمًا أن تتضوع فوحا وهي تؤكد أنّ وردة برية حالة من حالات التوحش اللّطيف.

5

أنا فعلًا في المكان الخطأ

أقول دائمًا كلازمة

هذا ليس اعترافًا

لكنه محاولة صغيرة

لقول شيء ما دائمًا ودومًا

6

لا يحسن الاعتراف بالأخطاء بعد انتهاء دوامها لأنها تكون قد حطمت ما استطاعت وأخذت ما استطاعت وأغرقت ما استطاعت من مراكب صغيرة. لا يحسن طبعًا الاعتراف بالغفلة في مشاهدة السيول دون تنبيه المدينة أنها لا محالة ستغرق.

7

تعيش الحكمة في ثياب الأخطاء من أجل حاجة ماسة لاختراع الضحك على الذقون.

8

الأخطاء لا تعلمنا. إنها تتعلم منّا على سبيل يشبه المثل الذي يقول "يتعلم الزلق في دار الزلق والصابون" أو تلك المروية عن "حارة السقائين".

9

ليس ثمة وطن طارئ. التاريخ ليس عملًا مفاجئًا لكن ثمة حماقات طارئة ومزلزلة.

10

مرّة أخرى كذلك

الأخطاء قبل الكلام وبعده

لذلك يحسب الغريب

أنّ التيه بلا مدينة

ينسى بلا سبب

إنّه ترقّق في أنوارها

زار الضّجيج

رمى فيها مناديل العُطاس

دخل من أبوابها

لكن لم يدر أنّها ورق

11

أغلب الظنّ أنّ أبي علي رحمه الله أراد دائمًا أن يخطئ الآخرون تهجية اسمي وهو يخلع الدّال من سعيد ويعوضها بفاء الفناء في سعيف. إنه إرهاص يصحبني دومًا.

12

ولقد كففت عن تصديق نفسي تجنبًا لوقوعي في طين أخطائي اللاّزب.

13

أنا ملتقط الظّلال أعلى الشجرة

تدور أفكاري في غرفة الألم

أو تنهمر من عين جارية أعلى جبل

أو تذكرني ببعض أخطائي البشعة

التي سأتركها للعالم

وأنا أتسلق شجرة توت

14

قمر "أربعطاش" أو البدر المكتمل لم يعد غزلًا رائقًا أو مقبولًا. مع ذلك أصر ّعادة على هذا الخطأ الفادح منتصف كل شهر قمري. أخطائي قمر تنحسر دائرته ثم تعود.

 

مقالات اخرى للكاتب

يوميات
20 فبراير 2024
شعر
27 يناير 2024
شعر
4 أكتوبر 2023

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.