}

الجنونُ الوجود

غمكين مراد غمكين مراد 16 يناير 2023
شعر الجنونُ الوجود
(ديلاور عمر)

أُحدِّقُ في دمعيَ النازل
كمرآةٍ عليها انعكاسُ وجهي
من هذا
من يكون
أيًا كان هو
أيًّا يكن
أتعرَّفُني شبحًا قناعًا للحياة
الدمعةُ غُفران الرُّوح في وجعها
البكاءُ انبجاسُ الصمتِ صُراخًا يُهدِّدُ عرش الحياة
بالسَكْرةِ الجنونِ الوجودِ الحقِّ
رُغمًا عن كُلِّ الغيبِ أمضي
أسكَرُ لأُعيدَ قراءة ذاتي
أسمعُني بلسان الجنون
فأتنهدُ آآآآآآآآآآآآآه: ليتَ دومًا هذا أنا!؟
كُلُّ ثمالةٍ تَسقي الدمع
كُلُّ سَكْرةٍ تُرعِش الرُّوح
كُلُّ دمعةٍ نزيفٌ من جرح الرُّوح
كُلُّ جنونٍ وحيٌ يتلو الحسَّ بُكاءً
ثملًا أبكي أُلملمُ فقر الرُّوح في سعادتها موتًا
مُرتجفًا ألتحِفُ بقايايَ تدفئةً لأوجاع الرُّوح في حياتها موتًا
عُمري دائرةٌ:
محيطها حياةٌ
مركزها موتٌ
ثمِّلًا أُعتِّق الرُّوح حبرَ وجعٍ لتكتُبَني
كُلُ كتابةٍ هي شأنُ سكرتي بنبيذ الرُّوح
كُلُّ ردٍّ في آخر الليل هو شأنُكَ قارئي
اعذروا:
خلوتي
سَكْرتي
هذياني
جنوني
صمتي
هي أوردةُ شرايين رُوحي
أصفُن
أفيقُ
فأُعيدُ اللحظة المارقة حياةً كاملة
اللحظةُ الحياةُ تلك:
أسيرةُ ندمٍ ما زلتُ أبتلعها
متورِّمة حُزنٍ ما زلتُ أتحسسُ حوافها
مطيِّة وجعٍ ما زلتُ أتوهُ مع آهاتها
ممتلئةُ حُبٍّ ما زلتُ أخلقُه لأعيشُه فيَّ
أشردُ في مآلاتِ ما عشت حين صفنت
ألوذُ بما أعيشُ حين عُدت
على أبواب مداخلِ أحلامٍ
بأذيالِ هذيانٍ
ببراقعِ حياةٍ
ولا زلتُ أُعيدُ على أسئلةِ ذاتي:
بهزةِ رأسٍ
برفعِ يدٍ
بوقوفٍ ترتعدُ فيه رُوحي
على مُفترقِ الطُرقِ من ذاتي
أهوي على جحيم الحياةِ
لأشوي بجمر الألم الأمل الميت
أتأملُ قيامتي
كمرآةٍ لابتلاعي
برُوحٍ عراءٍ من مصيرٍ سابقٍ إلى لاحقٍ
بيديَّ
لا بروحي
على وجعي في لوحيَ المحفوظ:
أُعمِّرُ
أدهنُ
أُزيِّنُ
ما للكمال من نُقصٍ ليبقى ناقصًا
بروحٍ مشلولةٍ بالصاعقةِ الألم
أنا رقيبًا:
لأتونِ النار التي لن تكون بردًا وسلامًا أبدًا:
على حياةٍ... عبثٍ
على قدرٍ موتٍ
بعُمرٍ:
دون خيارات
دون مشيئات
مدوَّنة أنفاسه على ظهر الخفاء من الواقع في السيّر
بالعُمر:
ما دام قد وهِب
ما دام قد قُذفَ به إليّ عليّ بروحٍ قناصةٍ
بعمرٍ سدادةٍ لثقب نقصان الكمال
أقتفي آثار ولوجي في الكونِ الحياة
دائمًا مكسورةٌ رُوحي
أنا حاملًا كُلّ الحياة
ثقلًا مُهاجرًا
لنحتِ
لقنص أخرى
كحياةٍ تتلفحُ النسيان دون تأكيدٍ
ذاهبًا بي
راحلًا بالعمر المنهوبِ ذاته
عائشًا بالرُّوح المكسورةِ ذاتِها
إلى منفايَ:
وطن الكلمات
على أزقة البياض
أدوِّنُ الأكيدَ من الموتِ الحياة
أعمى يُغادِرُني النَّظر
أُحدِّقُ في السواد الطاغي من رُوحي
أتدبرُ للحياةِ ثُقبًا يُهرِّبُ بياض الشمس
على موشورِ الكسرات
من لُظى نيران أنفاسي
أنعكسُ بألوان قوس قزحٍ في سماء عمائي
بأُذني أتتبَّعُ أطراف أصابع الأطفال
نحو اللون الهارب من يقظة الموت في إغفاءةِ عيني
أسمعُ
أنصتُ
أتأملُ
أتنهدُ
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه:
يومًا ما
كنتُ
عشتُ
خُلقتُ
لكنني:
أعمى روحٍ صرتُ
أثرَ عدمٍ تُركتُ
بعمرٍ لم أخُنهُ
بروحٍ لم أعش دونها
مُجلِّين بي:
عمري
روحي
بآهاتِ حرماني
بصرخاتِ وجعي
دائمين:
معي
لي
بي
نتدبرُ مشيئةِ الحياةِ الدودةِ
في نخرِ شجرةِ الغيبِ
في أن تحيا حتى ولو كموت...



(القامشلي/ سورية).

قصائد اخرى للشاعر

شعر
9 سبتمبر 2023
شعر
16 يناير 2023
شعر
12 يوليه 2021
شعر
7 يوليه 2020

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.