}

في مرثاة الراحة

سهيل نجم 21 يناير 2017
شعر في مرثاة الراحة
لوحة للفنان الأردني محمد الجالوس

غرباءُ يجوبونَ الدروبَ

منذ أن كتبوا عناوينهم

على لائحةِ الغبشِ

حيث الأشجارُ لا تعرفُ الكسلَ

وحيث الساعاتُ

تلدُ كل يومٍ

قمراً من هواجس.

وضعوا الصبحَ تحت ثيابهم

وقد علموا أن الذئبَ

يترصدهم،

في أعلى التل.

هل همُ أضحية الخُرافة

أم عبيد سيدٍ

أكلتهُ الحكاياتُ

واستمرأت أسماءَه الذاكرة؟

يومَ حزّت سيوفُ المبشرينَ نواصيَ النيامِ،

جرت حشودُ السبايا

تتسربلُ بغفلتها.

ويوم حشدوا الغرفَ بالأصفادِ

مسحوا الأسماءَ وقالوا:

من أنتم؟

على الحبرِ سقطَ القفرُ

ومن الآلةِ تسلّلَ اليتامى.

وجاءَ سعاةُ البريدِ

ليلمّوا رسائلَ السلامِ

مغلفةً بأزهارِ المقابر.

لما كان الرجلُ ضحكةً

والمرأةُ قبلة

صنعوا من الرجلِ رمحاً

ومن المرأةِ مشنقة.

من لنا

ونحن ندورُ الغابةَ

من غيرِ أسلحةٍ

ولا أجوبة؟

في العصرِ لما جاءتِ الرياحُ

تبعثرتِ السكينةُ

وراحَ الوحلُ يمرِّغُ أنفَها،

كأن أنينها هو ما ينتظرُ سماعَهُ

المتفرجون،

وما لهذا كانت تخططُ الأُغنيةُ.

الأشجارُ التي لطالما تعلمت النومَ

على كتفِ الليل، تهربُ،

وكذلك الشواخص

الصغيرة.

النهر عارٍ من حنينهِ

مثل ملكٍ مجنونٍ خذلتهُ الأحلامُ

ومثل نوايا صعدَ إليها

النملُ.

روائحُ الحديدِ والصهيلِ

تكسرُ رقبةَ التاريخ.

هذا عطرٌ يذبلُ تحت الحوافر.

هذا حجرٌ يفغرُ فمَهُ

ليقضمَ قلوبَ الطيرِ،

وهذا

عواء...

كانون الأول/2016


* شاعر من العراق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قصائد اخرى للشاعر

شعر
21 يناير 2017

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.