}

الغريبُ الذي نسيَ النهارَ

سهيل نجم 23 مارس 2017
شعر الغريبُ الذي نسيَ النهارَ
لوحة للفنان المصري عادل السيوي

 

1

لا ضوءَ في دربهِ

معصوبَ العينينِ يمشي.

حتى الشواخصُ اختفت،

تلاشى آخرُ قبسٍ من آخرِ صبحٍ

يومَ كانت الشمسُ فراشةً

تهبطُ وتعلو  

لتجعلَ الوديانَ شُقراً.

2

قالَ

مضت مآتمي متسربلةً

 خلفي

فرادا

يتقدمُها ليلٌ أبكم

شرايينه يجري فيها الرمل.

3

مرةً جاءَ النهارُ

خجولاً

ونزيفٌ أسود،

 يرشحُ من قدميهِ.

كان قناعاً،

تلبس وجهاً لامعاً

وكان هاوية.

4

نهارُ يا نهار

يا بعيداً ومطموراً خارجَ الحسِ،

وخارجَ اللغة،

يا سجيناً في رحمِ الظلِّ

كلما نهضت تكبو

في الخرافةِ أو النعاسِ.

عبر العتمةِ تمرّ جثتُكَ

تهفو لنافذةٍ

إن هي إلا غربةٌ جديدةٌ

تحيا لتموتَ ثانيةً

في العمق.

 

5

قالَ

لي خطوةٌ نسيتُها

على الجبلِ القديمِ

كلما تذكرتُها اقتربتْ

ودقّت الأبوابَ،

ولي رؤيا صغيرة

كلما حاصرَها الرمادُ

تكورتْ وانتفضتْ

لتتقدْ وتملأَ المكان.

 

6

في النومِ

تتآزرُ الأخطاءُ

وهي تفكِّرُ

مثل دخانٍ يكبرُ أبداً.

 

7

 قالَ

هم فئةٌ كثُرت ذنوبُهم

فاتجهوا إلى سُلَّمِ الهروبِ

وأنا أزرعُ وأُربي وقتيَ القليلَ

في حديقتي الأمامية.

 

8

لماذا تسودُ الفوضى

بينما العرباتُ المظللةُ تجدُ طريقَها

إلى القصرِ؟

لماذا

يكتبُ المجانينُ المآسيَ

وتسقطُ أسماؤهم

مع القتلى؟

لماذا يترجلُ العالمُ من صحوتهِ

ويغطسُ في الخوف؟

لماذا

يتجمعُ الغرباءُ

عند حافةِ الأرضِ

ولا رياحَ لتوقِظهُم من التيه؟

......

......

رأيتُ

ثلةً

يقطعون سبابةَ الزمانِ

كي لا يُشير...

 
*شاعر من العراق

قصائد اخرى للشاعر

شعر
21 يناير 2017

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.