}

غزّة: في موت مبدعين في الخيام وبين ركام الأنقاض

أوس يعقوب 13 مايو 2024
هنا/الآن غزّة: في موت مبدعين في الخيام وبين ركام الأنقاض
من اليمين: فتحي غبن، خليل طافش، وسليم عرفات المبيض

مع استمرار حرب الإبادة الجماعيّة التي تشنّها دولة الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزّة، منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، مستهدفة الأرض والبشر والحجر، ضمن سياستها الاستعماريّة الإحلاليّة، فقَدَ المشهد الثقافيّ الغزّيّ العشرات من القامات الفنّيّة والأدبيّة التي رسخت حياتها من أجل أن تدافع عن رواية أصحاب الأرض الأصليّين وسرديتهم بجدارة.
نتوقّف في هذه المقالة عند ثلاثة من المبدعين الغزّيّين، الذين قضوا شهداء جراء منع جيش الاحتلال المتواصل لنقل المرضى إلى خارج القطاع، واستمرار ممارسة الإبادة الجماعيّة الشرسة، وإعلان حربٍ غير مسبوقة في التاريخ المعاصر على المستشفيات والمراكز الصحيّة، في ظلّ شح الإمكانات والأدوية والتجويع والتشريد.
وهؤلاء الثلاثة هم الفنّان والمخرج المسرحيّ خليل طافش، الذي رحل في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي، والمؤرّخ سليم عرفات المبيض، الذي غادرنا في الثامن والعشرين من الشهر الثاني من العام الجاري، و"شهيد نقص الأوكسجين" الفنّان التشكيليّ فتحي غبن، الذي قضى نحبه في الخامس والعشرين من الشهر الثاني من العام الجاري أيضًا، والذي أطلّ علينا عبر مقطع فيديو مصوّر، قبل أيّام قليلة من استشهاده، مناشدًا الجهات المعنيّة بإخراجه من قطاع غزّة لتلقي العلاج اللازم، بعد تفاقم حالته الصحيّة مكتفيًا بالقول: "أطالب بنفسي، بدي أتنفس، مخنوق بدي أتنفس"، قبل أن يتمكّن منه السعال الحادّ ويمنعه من استكمال مناشدته العاجلة.

خليل طافش: حياة مسرحيّة حافلة بالعطاء

خليل طافش في بروفات مسرحية "العنب الحامض" (رام الله/ 1996)


في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل الماضي، رحل الفنّان والمخرج المسرحيّ خليل طافش، في غزّة، عن عمر ناهز 81 عامًا، قضى منها أكثر من خمسين عامًا في النشاط المسرحيّ.
ولد خليل طافش، الذي يوصف بأنّه "مؤسّس المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ"، عام 1943 في قرية عاقر جنوب غربي الرملة. القرية دمّرت وهجّر سكانها خلال النكبة عام 1948. ونشأ في معسكر الشاطئ للاجئين في قطاع غزّة. بعد ذلك، درس المسرح في القاهرة، وتخرّج في "المعهد العالي للفنون المسرحيّة" عام 1969.
كانت بداياته الفنّيّة مع الفرقة المسرحيّة التابعة لحركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح) منذ عام 1969، وفي عام 1971 قام بتطوير "فرقة فتح المسرحيّة" لتصبح فرقة "المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ".
تقول الباحثة الأكاديميّة السوريّة ماري إلياس، في مقالة لها عن المسرح الفلسطينيّ، إنّ اسم خليل طافش برز في المرحلة الثانية من تاريخ المسرح الفلسطينيّ، والتي تقع بين الأعوام 1967 ــ 1993، أيّ بعد ولادة المسرح الفلسطينيّ في نهاية القرن التاسع عشر ميلادي، وظلّت حتّى النكبة عام 1948.
وأوضحت أنّ خليل طافش هو "مؤسّس المسرح الفلسطينيّ في الشتات".
وخلال الفترة التي أدار فيها طافش الفرقة، ظهرت عروض مسرحيّة هامّة، نذكر منها: "الحلم الفلسطينيّ"، عن نصّ للروائيّ رشاد أبو شاور، من إخراج المسرحيّ الفلسطينيّ حسين الأسمر، و"حفلة سمر من أجل 5 حزيران"، من تأليف الكاتب المسرحيّ السوريّ سعد الله ونوس، وإخراج الفنّان السوريّ علاء الدين كوكش، و"مؤسّسة الجنون الوطنيّة"، عن نصٍّ للشاعر سميح القاسم، وإخراج السوريّ فوّاز الساجر، والتي كتب لها الشاعر أحمد دحبور أغاني أشهرها "والله لزرعك بالدار يا عود اللوز الأخضر"، وغيرها من العروض. ثمّ تولّى المخرج العراقيّ جواد الأسدي إخراج أعمال الفرقة، وكانت آخر مسرحيّة أخرجها هي "الاغتصاب"، عن نصّ سعد الله ونوس.




وأثناء تولّيه إدارة الفرقة، قدّمت الفرقة مسرحيّة "محاكمة الرجل الذي لم يحارب"، للكاتب السوريّ ممدوح عدوان، ومن إخراج الفنّان الفلسطينيّ حسن عويتي، وعرضت في مهرجان دمشق المسرحيّ الرابع في عام 1972، ومهرجانات عدّة. كما زارت الفرقة تونس والجزائر، وعرضت في كثير من مدنها.
لقد كان مشروع طافش وهمّه، بحسب النقّاد، خلق مسرح فلسطينيّ في الشتات، تحت راية فرقة واحدة، أو مسرح وطنيّ فلسطينيّ. أمّا مشروعه الأكبر فكان تشكيل فرقة قوميّة عربيّة تضمّ فنّانين من أنحاء الوطن العربيّ، وقد دعا إلى ذلك في ستّينيات القرن الماضي خلال مؤتمر صحافيّ، لكنّ أحدًا لم يلتفت إلى هذه الدعوة، حتى مجيء الفنّان المغربيّ الطيب الصديقي، الذي قام بتنفيذها مطلع ثمانينيّات القرن الماضي.
من إسهامات طافش المسرحيّة عربيًّا، اشتراكه في تأسيس المسرح الجامعيّ في دمشق عام 1972، بتقديمه مسرحية "مهاجر بريسبان" للكاتب جورج شحادة.
كما ساهم في تأسيس المسرح الموريتانيّ الذي استفاد من تجربته بين عامي 1977، وحتّى تاريخ التحاقه بالسلطة الفلسطينيّة في عام 1994، عقب اتّفاقية أوسلو، ليتولّى إدارة دائرة التنشيط المسرحيّ بوزارة الثقافة، حتّى تاريخ تقاعده في عام 2003.
من أهمّ أعمال الفنّان الراحل نذكر أيضًا، مسرحيّة "العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع" للشاعر معين بسيسو، التي أخرجها تحت عنوان "الكرسي"، ومسرحيّة "العنب الحامض" للكاتب البرازيليّ غوليرميه فيجويريد (قدّمها في غزّة عام 1996)، ومسرحيّة "الجسر" عن نصّ "جسر آرتا" للكاتب اليونانيّ جورج ثيوتوكا (قدّمها في غزّة أيضًا عام 2003).

سليم عرفات المبيض: مؤرّخ غزّة

كتابان للمؤرخ الشهيد سليم عرفات المبيض 

 
في الثامن والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، رحل الكاتب والمؤرّخ الغزّي سليم عرفات المبيض (1943 ــ 2024)، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد حياة حافلة بالإنجازات العلميّة والتراثيّة والتاريخيّة، تاركًا خلفه عشرات الكتب التي أثرت المكتبة الفلسطينيّة والعربيّة بمصادر تناولت تاريخ قطاع غزّة وموروثها التاريخيّ والحضاريّ ورجالاتها في مراحل زمنيّة مختلفة، كما كتب عن تاريخ فلسطين عمومًا وتراثها وأصالتها، ووثّق لحياة ونضالات شعبه.
يُعدّ سليم عرفات المبيض، المولود في حزيران/ يونيو عام 1943، في حيّ الشجاعيّة شرق مدينة غزّة، من أبرز المؤرّخين الفلسطينيّين والعرب المعاصرين، إذ كرس حياته من أجل ترسيخ الرواية والحكاية الفلسطينيّتين من خلال دوره في الحياة التعليميّة والأكاديمية، ومؤلّفاته في التاريخ والجغرافيا والتراث التي أرّخ بها لفلسطين.
وكان أوّل مؤسّس لهيئة دار الكتب الفلسطينيّة وأمينًا عامًا لها، كما ساهم في تأسيس مركز التخطيط الفلسطينيّ ومركز الأبحاث التاريخيّة.
تلقى المبيض تعليمه الإعداديّ بمدرسة الشجاعيّة، وأنهى دراسته الثانويّة من مدرسة فلسطين ومدرسة يافا عام 1961، وحصل على شهادة البكالوريوس في الجغرافيا من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1965، ودبلوم الدراسات العليا من الجامعة نفسها في عام 1966.
وعمل عند عودته إلى غزّة مدرسًا في مدرسة يافا الثانويّة، ثمّ مديرًا لمدرسة الكرمل الثانويّة عام 1976 حتّى عام 1979، ثمّ مفتشًا لمواد الاجتماعيّات في قطاع غزّة. وفي عام 1990 عمل محاضرًا غير متفرغ في الجامعة الإسلاميّة حتّى عام 1995.
الاتّحاد العامّ للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين، نعى صاحب "البنايات الأثريّة الإسلاميّة في غزّة وقطاعها"، في بيان جاء فيه: "المؤرّخ والكاتب سليم عرفات المبيض، الذي وافته المنية يوم الأربعاء (28/ 02/ 2024)، بعد عمر مديد قضاه بالنضال الإبداعيّ والتعليميّ، والبحثيّ الذي دافع من خلال مسيرته عن أحقّيّة الشعب الفلسطينيّ بأرضه، ومورثه التاريخيّ، وأنّ ما طرأ من احتلال واعتداءات متكرّرة على أرض فلسطين، إنّما هي دلالة على غنى البلاد بالموقع الجغرافيّ والدينيّ والأصالة، ورغم هذا تحمل الشعب الفلسطينيّ جميع التحدّيات التي أوجدتها الأطماع الاحتلاليّة، وبرز دور الراحل الكبير المبيض بنبوغته ومطاردته لكلّ الشبهات، والانحرافات المعلوماتيّة التي دسها المحتلّون في الحقيقة لتحريفها، فكان من خير من ذاد ونافح من أجل وطنه".
ورأى البيان أنّ "المؤرّخ سليم عرفات المبيض رحل في زمن العدوان الصهيونيّ الغاشم على قطاع غزّة، وممارسة الإبادة الجماعيّة، وفرض وقائع مؤلمة مثل التجويع والتشريد، بعد تدمير المستشفيات والمراكز الصحيّة الذي كان سببًا مباشرًا بوفاة المؤرّخ المبيض، وبذلك يكون واحدًا من الشهداء المبدعين الذين خسرهم المشهد الثقافيّ الفلسطينيّ، وإنّ خسارته لا تعوض إلّا بحماية إرثه الإبداعيّ والتاريخيّ".
بدوره، كتب الدكتور محمد جاسم حمادي المشهداني، الأمين العام لاتّحاد المؤرّخين العرب، ناعيًّا صاحب "الجغرافيا الفولكلوريّة والأمثال الشعبيّة الفلسطينيّة": "رحل المؤرّخ الفلسطينيّ سليم عرفات المبيض، بعد رحلة طويلة من العطاء تاركًا موسوعةً تاريخيّةً من الكتب عن تاريخ غزّة على مدار خمسين عامًا وأكثر، وكان فيها مصدرًا ومرجعًا هامًّا لتاريخ المدينة، بل وللمكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، على الرغم من منع الاحتلال له استكمال تعليمه العالي من ماجستير ودكتوراة، إلّا أنّه شكّل مرجعًا علميًّا، وساهم في تأسيس أهمّ المراكز البحثيّة، وشارك في تأسيس جامعات غزّة لتكون منارة للباحثين والطلبة".
وقال اتّحاد المؤرّخين العرب في بيان له: "رحل (المبيض) بعد معاناة من آلام الحرب واللجوء والعدوان المستمرّ على القطاع منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولم يسعفه الوقت حتّى لتلقي العلاج، في ظلّ شح الإمكانات، واستهداف المؤسّسات الصحيّة، وفي ظلّ منع الاحتلال المتواصل لنقل المرضى إلى الخارج، ليلحق بركب الشهداء، والمؤرّخين، جهاد المصري، وناصر اليافاوي، وغيرهما، على أن تبقى كلمة التاريخ والحقّ عالية بعدهم، ونستمرّ على دربهم في العطاء وبذل الجهود المخلصة من أجل قضيّة الأمّة العربيّة، وهي قضيّة فلسطين الخالدة".
تناول الراحل المبيض في أبحاثه وتأريخه ما هو مهمل في تاريخ غزّة، ونذكر من مؤلّفاته، التي صدرت معظمها عن دور نشر في مصر والأردن والكويت ولبنان وغزّة: "غزّة وقطاعها: دراسة خلود المكان وحضارة السكان من العصر الحجريّ الحديث حتّى الحرب العالميّة الأولى"، "مكتبة الجامع العمري الكبير بمدينة غزّة"، و"وقفيّة موسى باشا آل رضوان سنة 1081هـ ــ الأسرة التي حكمت سنجق غزّة ومعظم فلسطين قرنا ونصف (1530 ــ 1681م)"، و"الشيخ أحمد محي الدين الحسيني ــ وقصّة بناء جامع السيد هاشم"، و"مخطوط الأسانيد العلميّة ومهمّات طرائق السادة الصوفيّة لشيخ مشايخ الصوفيّة أحمد بسيسو ــ 1824 ــ 1911م"، و"المنطار: ذاتيّة المكان وكفاح السكان"، و"النصرانيّة وآثارها في غزّة وما حولها"، و"النقود العربيّة الفلسطينيّة وسكتها المُدنيّة الأجنبيّة: من القرن السادس قبل الميلاد وحتّى عام 1946م"، و"مجموعتي من نقود غزّة في القرن الخامس قبل الميلاد ــ نقود لم يجاريها شكلًا وموضوعًا نقود"، و" الزريعة في التراث الشعبيّ الفلسطينيّ"، و"ملامح الشخصيّة الفلسطينيّة في أمثالها الشعبيّة".


فتحي غبن: فنّان ولد ومات في خيمة

لوحتان للفنان التشكيلي الغزي فتحي غبن 


استشهد الفنّان التشكيليّ فتحي غبن (1947 ــ 2024)، لأنّ المحتل الغاشم لم يلتفت إلى حالته الصحيّة.
وقالت عائلة الفنّان الشهيد، إثر استشهاده، عن عمر ناهز 77 عامًا: إنّه "كان يعاني من أزمة صحيّة حادّة في الرئتين، فاقمتها رائحة الفوسفور والدخان التي ملأت غزّة بفعل حرب الإبادة الجماعيّة التي يمارسها الاحتلال على القطاع".
وأوضحت العائلة أنّ "أعمال الفنّان ما زالت مجهولة المصير عقب تعرّض منزله للقصف، وتحوّله إلى ركام".




وقد مرّ غبن بحالة نفسيّة غاية في السوء بعد قصف بيته في منطقة النصر غرب غزّة، والذي كان يحتوي معظم لوحاته التي احترقت إثر القصف.
ولد فتحي غبن، الذي يُعدّ من رواد الحركة الفنّيّة التشكيليّة الفلسطينيّة بعد النكبة، عام 1947 في قرية هربيا شماليّ غزّة، التي كانت تتبع القطاع قبل احتلالها من العصابات اليهوديّة عام 1948، ما اضطّره إلى اللجوء إلى مخيّم جباليا مع عائلته، وهناك درس الفنّ بنفسه، وبدأ الرسم بألوان الزيت منذ منتصف ستّينيّات القرن الماضي.
احترف غبن الفنّ منذ عام 1965، ونذر حياته له، وعاش طوال حياته ينظر إلى قريته المحتلّة التي لا تبعد سوى كيلومترات عن مكان لجوئه؛ مشهدٌ صاغ جانبًا مهمًّا من تجربته، كما عبّر عنها في معظم أعماله الفنّيّة.
كما شكّل المخيّم فضاء ثانيًا للوحته، وظهر فيه تفاصيل عديدة، سواء في معماره المتواضع، أو في وجوه أهله، بما تحمل من تعبيرات راكمها الزمن، مع حضور كبير للمرأة الفلسطينيّة في عدد من أعماله، ولمواكب الشهداء التي احتضنتها المخيّمات.
وتميّزت لوحاته بإبراز جمال الطبيعة الفلسطينيّة والتراث الفلسطينيّ، بمضامين هادفة تعبر عن حياته اليوميّة ومعاناة شعبه تحت الاحتلال.
ويُعدّ غبن من الفنّانين الذين طغت موهبتهم على التقنيّات، فشارك في عشرات المعارض، سواء في فلسطين، أو العالم العربيّ والعالم، بما فيها المعارض الشخصيّة والجماعيّة، كما احترف النحت بالطين، واستخدم في رسوماته مختلف الأدوات والألوان، كما قام بتدريب عدد كبير من الهواة في القطاع على أساسيّات الرسم.
اعتقل الفنّان الشهيد أكثر من مرّة بسبب رسوماته، خصوصًا لوحة "الهويّة" التي رسمها عام 1984، وتنبّأ فيها باندلاع الانتفاضة الأولى، عبر مشهد يصوّر المقلاع ورمي الحجارة، وتمّ ــ حينها ــ منعه من السفر، بعد الاستيلاء على أعماله، وملاحقة مقتنيها.
وعمل الفنّان فتحي غبن مستشارًا في وزارة الثقافة. ومنحه الرئيس الفلسطينيّ وسام الثقافة والعلوم والفنون بمستوى الإبداع في عام 2015. كما حصل على وسام هيروشيما، ووسام اتّحاد الجمعيّات العالميّ بطوكيو، وحاز على لقب "فنّان فلسطين" عام 1993، وحاز على وسام "سيف كنعان" من إدارة التوجيه الوطنيّ والسياسيّ الفلسطينيّ، وتم تكريمه من ممثّل الاتّحاد الأوروبيّ بعد حصوله على جائزة بيت الصحافة التقديريّة الفلسطينيّة لعام 2023. وهو أحد مؤسّسي جمعيّة التشكيليّين في قطاع غزّة، ورابطة التشكيليّين الفلسطينيّين في الضفّة والقطاع.
وزارة الثقافة الفلسطينيّة، في مدينة رام الله، ذكرت في بيان نعيها للفنّان فتحي غبن أنّه استشهد في قطاع غزّة إثر عدم سماح سلطات الاحتلال له بمغادرة القطاع لتلقي العلاج في المستشفيات في الخارج.
وقالت الوزارة في بيانها: إنّ "رحيل غبن يشكّل خسارة للفنّ الفلسطينيّ الذي شهد على يده انتقالات مهمّة تجاه تجسيد الحياة الفلسطينيّة، واللجوء الفلسطينيّ، والمخيّم، وتقاليد الحياة في البلاد التي نذر حياته لتخليدها في فنّه".
وأضاف البيان أنّ "غبن الذي كان يعاني من مشاكل حادّة في الصدر والرئتين كان بحاجة للسفر للخارج لاستكمال علاجه بسبب نقص الأدوية والأوكسجين في غزّة، إلّا أنّ سلطات الاحتلال لم تسمح له بمغادرة القطاع. وكان غبن في الأيام الأخيرة يتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في انتظار الخروج لمصر لتلقي العلاج هناك رغم استكمال كلّ الإجراءات والتقارير المطلوبة التي تتمّ في هذه الحالة. ورغم مرور أسبوعين على ذلك إلّا أنّ سلطات الاحتلال لم تسمح بمغادرته".

***

وكانت وزارة الثقافة ذكرت في تقريرها الشهريّ الرابع، الصادر في منتصف الشهر الثاني من العام الجاري، أنّه بعد أربعة أشهر من العدوان المتواصل على قطاع غزّة، استشهد جراء القصف الوحشيّ الإسرائيليّ عشرات المبدعين في مختلف المجالات، عُرف منهم حتّى تاريخ إصدار التقرير، 44 كاتبًا وفنّانًا وناشطًا في حقل الثقافة، من بينهم المؤرّخ والكاتب الدكتور ناصر اليافاوي، الذي استشهد مع نجله براء، في السادس من كانون الثاني/ يناير الماضي، والمؤرّخ والأكاديمي الدكتور جهاد المصري، الذي استشهد هو وزوجته وابنته في غارة جوّيّة إسرائيليّة في التاسع والعشرين من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023.
وكنّا في "ضفة ثالثة" نشرنا مقالة بعنوان: "مبدعون غزّيّون قتلهم القصف الإسرائيليّ الهمجيّ"، بتاريخ الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، سلّطنا فيها الأضواء على عدد من ضحايا عدوان جيش الاحتلال الإسرائيليّ، من المبدعات والمبدعين الغزّيّين من كتّاب وشعراء وفنّانين وفاعلين في المشهد الثقافيّ الغزّيّ، منذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، عقب عمليّة "طوفان الأقصى".

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.