}

المرأة الغزّاوية ومرارة الحرب

سمر شمة 19 مارس 2024

دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة شهرها السادس مترافقة مع حرب التجويع الممنهجة والمتصاعدة.

وحلّ شهر رمضان المبارك والعائلات الفلسطينية مشردة في العراء والخيم والساحات، مقطعة الأوصال، مشتتة، لا مائدة السحور والفطور تجمعها ولا فوانيس رمضان ومفرداته وتقاليده الروحانية الجميلة، ولا صلاة التراويح بعد أن قصف جيش العدو المساجد وحولها إلى ركام، ولا ماء ولا طعام ولا دواء، وسط إجراءات أمنية مشددة في عموم فلسطين والمسجد الأقصى، وقصف متواصل ليلًا نهارًا على القطاع. هذا في الوقت الذي صرحت فيه وزارة الصحة بغزة بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى نحو 32000، وارتفاع عدد المصابين والجرحى إلى نحو 73000، 72% منهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى العشرات من ضحايا سوء التغذية والجفاف.

لم يسلم أحد من سكان غزة، أطفالًا ورجالًا ومسنين، لكن المرأة الغزّاوية دفعت أثمانًا مضاعفة في هذه الحرب الوحشية والحروب التي سبقتها، وهي اليوم لا تزال تلعب دورًا أساسيًا في مواجهة العدو وطغيانه ابتداءً من المنزل وتربية الأبناء ومحاولة حمايتهم، إلى إسعاف المرضى والمصابين، إلى مواجهة الاحتلال بكل السبل.

إنها هناك في كل ركن من أركان قطاع غزة، تبحث عن الطعام والماء والدواء علّها تستطيع الحفاظ على من تبقى من عائلتها وأهلها وجيرانها غير آبهة بكل بيانات الإدانة الخجولة وبكل القصف اليومي لجيش الاحتلال الذي لم يسلم من جرائمه من انتظر وصول المساعدات الإنسانية الخجولة والبخيلة والمتأخرة جدًا على أمل إنقاذ أطفاله من الموت جوعًا بعد عجزه عن إنقاذهم من الموت قصفًا.

كما هو معروف فإن المرأة الفلسطينية عمومًا والغزّاوية خصوصًا تعرضت بعد السابع من أكتوبر الماضي إلى الاعتقال والاستشهاد والتعذيب الوحشي والحرمان من الطعام والماء والدواء، وتم احتجاز بعض النساء في قفص تحت المطر والبرد وتعرّضن أيضًا للاعتداء الجنسي والتجريد من الملابس والتفتيش العنيف من قبل ضباط إسرائيليين، إضافة إلى صعوبات كثيرة أثناء الحمل والولادة والقيام بأعمال شاقة، وإلى انعدام الخدمات الصحية والحياتية الأساسية وانتشار الأمراض والأوبئة.

وقد أعرب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلقهم البالغ إزاء الاعتقال التعسفي لمئات النساء والفتيات الفلسطينيات بمن في ذلك المدافعات عن حقوق الإنسان والصحافيات والعاملات في المجال الإنساني في غزة والضفة الغربية بعد عملية "طوفان الأقصى".

تم احتجاز بعض النساء في قفص تحت المطر والبرد وتعرّضن للاعتداء الجنسي والتجريد من الملابس والتفتيش العنيف من قبل ضباط إسرائيليين


وفي نهاية العام الفائت كشفت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن اعتقال إسرائيل لأكثر من  142  من النساء والفتيات في غزة وأن من بين المعتقلات نساء مسنّات وطفلات رضيعات وأنهنّ اعتقلن أثناء النزوح قسرًا من شمال القطاع إلى جنوبه، ونُقلن إلى سجون عديدة منها: الدامون والشارون، في الوقت الذي أفادت فيه تقارير صحافية عالمية بتعرض عدد من النساء للإعدام مع أفراد عائلاتهن بما في ذلك الأطفال.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من جهته ذكر بأن سلطات الاحتلال تعرّض المعتقلين والمعتقلات لتعذيب وحشي ومعاملة تحطّ من الكرامة الانسانية وقال: "إنهم يُعرّون المعتقلين والمعتقلات ويُطلقون الكلاب البوليسية عليهم ويتمّ تركهم لساعات طويلة، وأخطر ما جرى تعرض النساء للاغتصاب" مؤكدًا أن إسرائيل منعت إعطاء معلومات دقيقة عن عدد المعتقلين والمعتقلات واحتجزتهم في أماكن مجهولة ويتعرضون جميعًا للاختفاء القسري والتنكيل والتجويع والمرض وأن الأعداد تُقدر بالآلاف حسب شهادات المُفرج عنهم.

وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت بداية العام الحالي عن 8 معتقلات من القطاع كما ذكر نادي الأسير الفلسطيني، وأن سجن الدامون وحده فيه أكثر من 50 أسيرة أكبرهنّ تبلغ 82 عامًا وأصغرهنّ 15 عامًا.

وقالت خبيرة مستقلة في مجال حقوق الإنسان: "إن الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادًا جديدة ومرعبة منذ السابع من أكتوبر الماضي حيث أصبح الآلاف منهنّ ضحايا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ".

تقول إحدى السيدات المُفرج عنهنّ وهي من غزة لموقع بريطاني: "الاعتداء الجنسي والضرب والصراخ والحرمان من الطعام والرعاية الصحية والعذاب النفسي، هذه هي يوميات الحياة في المعتقلات الإسرائيلية". وهذه السيدة أم لثلاثة أطفال تمّ اعتقالها في أواخر سبتمبر الماضي من مكان لجوئها مع تسع نساء أخريات كما ذكرت.

بينما ذكرت سيدة أخرى بأن جنود الاحتلال سرقوا مصاغها الذهبي وقالت: "أوقفوا أبي وأخي وأقاربي وأعدموهم أمام أمي، ثم جمعوا كل النساء في غرفة وألقوا علينا قذائف من دباباتهم واستُشهدت سيدتان وأُصبن جميعًا".

أما الأسيرة سهير البرغوثي- 65 عامًا- والتي أُفرج عنها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فقد قالت بأنها شاهدت أكثر من عشر معتقلات في السجن من غزة وقد تعرضن لمعاملة وحشية وللضرب والتهديد وللكلاب البوليسية التي نهشت أجسادهن.

وكما ذكرت الإحصائيات الرسمية الفلسطينية ووكالات الأنباء فإن غالبية الشهداء من الأطفال والنساء في غزة ومنهنّ الكثير من المبدعات والمثقفات نذكر منهنّ: الفنانة التشكيلية هدى زقوت والتي استشهدت مع ابنها – والكاتبة هدى أبو ندى – والفنانة إيناس السقا المتخصصة في الفنون البصرية والمسرح – والفنانة حليمة عبد الكريم الكحلوت – والتشكيلية نسمة أبو شعيرة – إضافة إلى استشهاد شام أبو عيد وليلى عبد الفتاح الأطرش- 8 سنوات- من فرقة الدبكة الشعبية إضافة إلى الآلاف من النساء المبدعات في مجالات الحياة كافة.

في غزة وحسب إحصائيات الأمم المتحدة للمرأة يوجد أكثر من 900 امرأة تُعيل أسرها، 493  تمّ تهجيرهنّ بعد الحرب، منهنّ  150 امرأة حامل، وهناك  5500  امرأة في غزة على وشك الولادة، وهذه الأعداد في ازدياد وفي ارتفاع مستمر.

وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة قالت: "الوضع في غزة كارثي واحتياجات النساء والأمهات حادة وملحة، وقد أخبرونا أنهنّ يصلين من أجل السلام وإذا لم يتحقق ذلك فإنهنّ سيصلين من أجل الموت السريع أثناء نومهنّ وأطفالهنّ بين أذرعهنّ".

عانت المرأة الغزّاوية خلال هذا التاريخ الطويل معاناة لا تُحتمل وهذا ما أكده تقرير للمرصد الأورومتوسطي (Getty, Gaza) 


ومع انهيار النظام الصحي في القطاع وتواصل القصف والعدوان والتدهور المعيشي والدراماتيكي في ظروف الحياة ظهر مصطلح "العنف الإنجابي" للدلالة على ما تتعرض له النساء الحوامل هناك فهنّ يلدن أطفالهنّ بلا مسكنات ألم أو تخدير، في الشارع والمدرسة والخيمة وبين الركام وفي المشفى إن استطعن إليه سبيلا، وهذا ما أكدته الأمم المتحدة بقولها: "إن النظام الصحي في غزة في حالة انهيار وإن حوالي خمسين ألف امرأة حامل تأثرت بهذا الصراع وقد تم إجراء 160 عملية توليد يوميًا في نهاية عام 2023". بينما صرحت منظمة الصحة العالمية عن ازدياد عدد الوفيات في صفوف الأمهات عند الولادة لغياب الرعاية الصحية والطبية ولوجود عواقب قاتلة ومباشرة عليهنّ.

تقول سيدة من غزة تجلس على حصيرة من القش في ملجأ بإحدى مدارس رفح وبحضنها طفلتها الوليدة: "طفلتي لا تحمل اسمًا حتى الآن، اضطررت للمشي طويلًا وأنا مرهقة ومتعبة، جئت من الشمال، كان الوضع خطيرًا جدًا وكنت خائفة طوال الطريق وعندما وصلت للمشفى كان الوضع صعبًا جدًا فعدد النساء اللاتي كنّ في حالة وضع كان كبيرًا جدًا وهناك نقص حاد في مسكنات الألم".

وتحدثت امرأة أخرى عن جريمة اقترفتها دبابة إسرائيلية بحق سيدة حامل في أحد شوارع غزة حيث داست الدبابة على السيدة ذهابًا وإيابًا وقتلتها مع جنينها بكل وحشية وبربرية. بينما ذكرت إحدى السيدات أيضًا أنها ولدت بعملية قيصرية دون تخدير ودخلت في غيبوبة من شدة الألم، بينما مشت سيدة أخرى بعد أن ولدت في منزلها بين الركام لمدة ساعتين للوصول إلى أقرب مركز صحي لقطع الحبل السري لإبنها هناك وتلقي العلاج المفقود.

من جهته أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان وجود آلاف الحوامل بلا خدمات في غزة وبتعرضهن للإجهاض والولادة المبكرة بسبب الهلع والقصف الذي لا يتوقف. 

في الوقت الذي أكدت فيه منظمة اليونيسيف ولادة أكثر من عشرين ألف طفل وطفلة بعد العدوان على غزة وعن حاجة حديثي الولادة وأمهاتهن إلى إجراءات عاجلة ومكثفة، وذلك بعد أن أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 180 امرأة يوميًا تضطر للولادة بظروف غير إنسانية وخطيرة في القطاع وأن أعدادًا كبيرة منهنّ يتعرضن للوفاة بسبب القصف والمضاعفات التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا خلال الولادة وقبلها وبعدها.

بينما أكدت مسؤولة أممية بأن العنف والقهر الذي تمارسه إسرائيل ضد النساء والأطفال الرضع هو انتهاك لحق الإنسان في الحياة بموجب المادة 6 من العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وهو عمل إبادة جماعية بموجب المادة 2 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

لم تكن حرب الإبادة المتواصلة في غزة الحرب الأولى ولم تكن معاناة الفلسطينيين والمرأة تحديدًا هي الأولى، فقد سبقتها حروب عديدة سببت الدمار والمآسي للقطاع وأهله وهذا ما جرى في عام 2008 وفي 2012 و2014 إضافة إلى المواجهات العنيفة والمظاهرات ضد الاحتلال في 2021 و2022 و2023 في أيار/ مايو.

وقد عانت المرأة الغزّاوية خلال هذا التاريخ الطويل معاناة لا تُحتمل، وهذا ما أكده تقرير للمرصد الأورومتوسطي صادر عام 2014 بعنوان "جرف الزهور" إذ وثق استشهاد 489 امرأة وتشريد 11314 في مراكز الإيواء في العام نفسه مؤكدًا أن هذه الممارسات انتهاك للقانون الدولي الإنساني وخصوصًا إتفاقية جنيف 1949، والبروتوكول الإضافي الملحق له 1977، والذي يؤكد في المادة 76 منه على ضرورة: "أن تكون النساء موضع احترام خاص"، أما المادة 17 منه فتؤكد على: "ضرورة نقل النساء النفاس من المناطق المحاصرة".

ورغم كل الحروب والظروف القاهرة التي عاشتها المرأة في فلسطين وغزة، فإن نساء القطاع ومنذ السبعينيات اتجهن للتعليم والالتحاق بالجامعات وسوق العمل، وطوّرن مهارات التأقلم والتكيف مع الواقع لتجاوز الصعوبات وتحقيق النماء والازدهار، وعملن طبيبات – كاتبات – مدرسات – محاميات – ممرضات – إعلاميات وفي المهن التراثية الشعبية وناشطات في المجال الإنساني ومبتكرات، إضافة إلى مقارعتهن الاحتلال بشتى الوسائل والطرق. وكنّ سابقًا وحاليًا في طليعة من قدم التضحيات من أجل كرامة الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه وتحرير وطنه، وكنّ ملهمات ورائدات في النضال ومنهنّ السيدة مريم فرحات، التي استحقت لقب الخنساء والتي قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء قبل الحرب الحالية على غزة وهي من حي الشجاعية. ويسرى إبراهيم البربري من حي الدرج والتي أكملت تعليمها في القدس ثم القاهرة وكانت أول جامعية من غزة وشاركت في النضال ضد الاحتلال البريطاني ثم الإسرائيلي، هي معلمة وقائدة اجتماعية وسياسية وتربوية، ورُشحت عام 2005 لنيل جائزة نوبل للسلام، كما كانت في عضوية الوفد الفلسطيني لهيئة الأمم المتحدة 1963 ورئيسة للاتحاد النسائي بغزة 1964 وعضو لأول مجلس تشريعي في الستينيات.

الأسيرة سهير البرغوثي- 65 عامًا- والتي أُفرج عنها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قالت بأنها شاهدت أكثر من عشر معتقلات في السجن من غزة وقد تعرضن لمعاملة وحشية وللضرب والتهديد وللكلاب البوليسية التي نهشت أجسادهن


وهناك مناضلات ومقاتلات شاركن شباب الانتفاضة على حدود غزة وفي المواجهات مع الاحتلال ومنهنّ:

ميرفت عبد القادر والتي شاركت في المواجهات شرق مدينة غزة عند موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي وقالت بعدها: "الثورة لا تكتمل من دون وجود الثوريات، وإن المرأة الفلسطينية كانت ولا تزال شريكة الرجل في نضاله، إننا شعب واحد ضد الظلم والظلام، وإن الأقصى لن يقسّم".

وإنعام أبو قينص والتي كانت تقول: "علينا أن نتكاتف جميعًا في وجه الاحتلال وممارساته العدائية بحق الشعب الفلسطيني"، وقد شاركت في المواجهات شرق غزة.

والمناضلة والناشطة النسوية والكاتبة مريم أبو دقة والتي اعتقلها الجيش الإسرائيلي أثناء حرب 1967 ثم طاردها عام 1968 لمدة شهر وهي ما زالت طالبة في المرحلة الثانوية واعتقلها لمدة عامين وتم ترحيلها إلى الأردن، وفي عام 2023 تم طردها من فرنسا لوقوفها مع الشعب الفلسطيني وتنديدها بالإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.

وغيرهن ممن حلمن بالحرية والنصر من دون ضجيج وبصمت وتواضع كبيرين.

وهناك الطبيبات من نساء غزة اللاتي يعملن ليل نهار في أوقات السلم والحرب بأدوات متواضعة لإنقاذ الجرحى والمصابين والمرضى، وأخريات عملن مع منظمات دولية وفي المشاريع التكنولوجية والتجارية الناشئة في القطاع.

وهناك الكثير من النساء الغزّاويات اللاتي عملن في مجال الإعلام كصحافيات ومراسلات ومؤثرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنهنّ:

المراسلة الميدانية لقناة "الجزيرة" هبة عكيلة، وهي رائدة من رائدات العمل الصحافي الفلسطيني تنقل الحدث والحقيقة غير آبهة بقصف الاحتلال وأسلحته المدمرة ومخاطر العمل في الميدان.

وصانعة المحتوى والأفلام بيسان عودة، والتي قالت إنها فقدت أملها في النجاة بشكل كامل، مضيفة: "أنا الآن متأكدة من أنني سأموت خلال الأسابيع أو الأيام القادمة"، ولكنها لم تتوقف عن عملها يومًا ووثقت تفاصيل العدوان كاملة.

وهناك ناشطات من غزة عملن في مجال حقوق الإنسان ومع منظمات دولية وشاركن في أنشطة محلية لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ومنهنّ من دعت لإعادة تأهيل النظام السياسي ليدعم المشاركة النسائية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز دور المرأة الفلسطينية، وهي الناشطة والصحافية الفلسطينية نور السوريكي.

وقبل أيام اعترف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن عدد النساء والأطفال ضحايا العدوان على غزة قد بلغ أكثر من 25000، ولكنه لم ينس أن يتفاخر بأن إدارته أرسلت نحو 21000 ذخيرة دقيقة التوجيه إلى إسرائيل.

في الوقت الذي أكدت بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة في بداية آذار/ مارس الحالي أن كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة يعني مقتل 63 امرأة بينهم 37 أمًا يوميًا.

أما المرأة الفلسطينية، سيدة نساء الأرض، وأم الشهيد، ومفتاح القدس ونوره، كما سماها الشعراء، فقد كانت منذ النكبة وحتى الآن في طليعة من قاوم وقدم التضحيات، وهي الآن في غزة تحاول لملمة الجراح برموش العين، وتبحث عن الناجين والمصابين والمحتاجين، وتصارع كما الجميع من أجل البقاء، بينما القصف الإسرائيلي ينازع صوت آذان الفجر والمغرب الذي يترقبه من بقي على قيد الحياة في القطاع المكلوم وسط صمت العالم ووسط مقتلة يومية جماعية، لم تستثن أحدًا من أهل غزة وحماتها. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.