Skip to main content
رشا غانم.. شعراء بلنسية الأندلسية
العربي الجديد ــ القاهرة
(كاتدرائية بلنسية التي كانت الجامع الكبير للمدينة حتى القرن الخامس عشر)

تتعدّد الدراسات التي تتناول التجديد في الأدب الأندلسي، الذي انتقل من محاكاة لمعظم فنون الكتابة في العصر العباسي، إلى بلورة خصوصيته نتيجة امتزاج عوامل ثقافية متنوّعة، ما ولّد أشكالاً وتعبيرات جديدة خلال القرن الحادي عشر ميلادي تحديداً، لا يزال بعضها حاضراً لليوم في الموسيقى والغناء، كما نجده في الموشحات والزجل.

"تحولات الشعرية فى الأندلس، قراءة في التشكيل والدلالة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للناقدة والأكاديمية المصرية رشا غانم عن "دار النابغة للنشر والتوزيع"، التي تركّز فيها على الحياة الأدبية في الشرق الأندلسي الذي شهد ازدهاراً كبيراً في مجالات عدّة، في مقدّمتها الهندسة المعمارية والفلسفة.

 تضيء المؤلّفة على بلنسية، حاضرة الشرق، من خلال دراسة نماذج من إبداعات شعرائها التي خلدت ذكر المملكة التي قامت فيها خلال القرن الثالث عشر، وما مرت به من أحداث، فكانت نتاجاً للبيئة بظروفها الجغرافية، والتاريخية.

الصورة

يدرس الكتاب ثلاث مراحل عاشتها المدينة. المرحلة الأولى حين كانت جزءاً من الإمارة الأموية، أو الخلافة من بعدها، أو الحجابة من بعد الخلافة، ثم المرحلة الثانية فى عصر الطوائف، وصولاً إلى المرحلة الثالثة في آخر عصر الطوائف، عندما سقطت بَلَنْسِية في يد السيد القنبيطور عام 1094م، واستمر فيها ثمانية أعوام، ومنذ ذلك الحين توالت النجدات من يوسف بن تاشفين في المغرب، فبعث جيشاً من المرابطين لنجدة بلنسية، لتعود إلى حوزة الإسلام، ثم المرحلة الأخيرة حين نجح المرابطون فى استردادها عام 1102م، وظلوا فيها، ثم جاء الموحدون من بعدهم، إلى أن سقطت نهائيّاً في يد الإسبان (636هـ - 1238م).

وكشفت غانم من خلال القصائد التي تناولتها عن مقدرة أصحابها اللغوية الرصينة، ووضوح أدائهم الفني، من خلال دراسة تحولات الدلالة، سواء فنون الشعر التقليدية والموسعة أو الفنون المستحدثة كالموشحات والأزجال عبر تحليل النصوص، حيث تجاوزت صورهم كل الصور المتداولة، وترتب عن هذا الإبداع خصائص مميزة تكشف عن جرأة هؤلاء الشعراء في الاشتقاق والتجديد وعدم النمطية، وأيضاً المرونة الشديدة في صياغة الجملة، تقديماً وتأخيراً، ومخالفة للشائع في الاستخدام اللغوي لدى الآخرين، سواء في ما يتعلق بالقواعد النحوية أو الصرفية أو المعجمية، وبرهنت على خيالهم الخصب الذي خضبته الطبيعة الجميلة بشاعريته.

ومن بين الشعراء الذين يناقش الكتاب تجاربهم، كلّ من: ابن اللبانة، وابن الزقاق، وابن خفاجة والرصافي، وابن مغاور الشاطبي، وابن حريق، وابن مرج الكُحل، ووابن الأبَّار، والمُطرِّف بن عَمِيرة، وأبو جعفر بن البَنِّي، وأبو عبد الله بن يربوع الشاطبي، وأبو طالب المتنبي، وابن سعد الخير، وأبو الوليد بن الجنَّان، وأبو الحكم البلنسي. ينقسم الكتاب إلى محورين: يتضمّن الأول دراسة في تحولات الدلالة، والثاني دراسة في تحولات التشكيل ثم نتائج البحث وقائمة للمصادر والمراجع وفهرساً للبحث، سبقتهما مقدمة تتضمن أسباب اختيار موضوع البحث، وتحديد مفهومه، ومنهج البحث. وتلا ذلك تمهيد يحدّد مساحة البحث جغرافياً وزمنياً.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المزيد في ثقافة