Skip to main content
والمفتاح يا تيتا.. المفتاح!

مدونة عامة

أماني عيّاد
سألت جدتي بعينين مبحلقتين لامعتين عن مفتاح الدار: "صحيح يا تيتا.. لسه معاكم مفتاح البيت من التمانية وأربعين زي ما بيحكوا في الحواديت؟!".

أجابت بأنهم بالتأكيد قد أحضروه معهم، لكنها لا تعرف مكانه الآن: "ستين سبعين سِني يا ستو! بعرفش ضله مع مين".
فانطفأ جزء كبير من وهج السؤال وبريقه! وسكت. فشعرت هي بخفوت حماسي للحكاية، فتابعت: "يا ستو كانت خالتي وجوز خالتي (حماها وحماتها) بحضروا فرح قرايبنا في اسكندرية. احنا يا تيتا جدتنا مصرية أصلاً. بعدين أجانا الضرب والتخبيط ع جُواة يافا نَفِسها. لاقيناهم بِتصلوا بسيدك محمد بالدار وبقولوله يلحقهم بأيا شَكِل ع اسكندرية عبال ما يوقِف القتال. عارفة يا ستو، كانت خالتي شايلة المصاري باسطوانة معدن من هاي اللي كانوا بحطوا فيها الغراض زمان، مخبِيتْهُم، قالت لمحمد عليهم منشان يجيبهم وِياه، قمنا أنا وهوِ نشيل البيت ونحطه ندور عليهم. ستر الله لقيناهم قبل ما يضوعوهم الزغار! إيام يا تيتا... إيام!".
وكأنها تعرف كيف تقدح زناد الشغف!: "وبعدين يا تيتا؟!".
فابتسمت لعودة الحماسة المنطفئة: "لقينا المصاري وركبنا المركب...".
فقاطعتها: "مركب صغيرة مليانة ناس زي ما بيحكوا؟!".
فتابعت: "لأ يا ستو. إجينا بالباخرة. إجينا بالأول قبل ما تتعقد الأمور. كانت إمك "بيبي"! كنا فاكرين بنضل بمصر شهر شهرين ليخلص القتال وبنرجع. ضلينا العمر كله!".
فسألت: "والمفتاح يا تيتا. المفتاح؟ كان كبير ونحاس كده زي ما بيصوروه ساعات في الحواديت؟!".
فردت وعلى شفتيها ابتسامة أسى كبيرة: "إيش بِدنا بالمفتاح هلأ يا ستو؟ كبير ولا زغير! ضوعنا العمر كله يا تيتا. شو بينفع لو ضله المفتاح؟!".

مدونات أخرى