بعض الألوان التي بقيت لهذه السنة، كالأسود والبُني، ودخل عليها اللون الأخضر، وأصبح من الألوان المتداولة، إضافة إلى الأبيض والأزرق. فيما تغيرت موضة "السراويل" واتسعت في نهاية القدم بعدما امتازت لموسمين بالقصة ضيقة عند أسفل القدم. وظهرت موديلات الأحذية المغلقة لهذا الشتاء، بعد موضة الأحذية المفتوحة التي كانت تُميّز إطلالة النساء والرجال معاً. ظل القماش الوردي متواجداً هذه السنة أيضاً، وقماش "الجيش"، ولو أصبح الاتجاه الوردي إلى الأقمشة الشفافة التي يكسوها الورد الصناعي او المطرز أكثر، ومنها أيضاً ما هو مركب على الفستان والموديل نفسه. ودون شك، فإن موضة السراويل أو الثياب الممزقة تتجه نحو الانحسار، رغم تحقيقها النجاح في الصيف، لكنها ستنحسر بشكل تلقائي، لتبدأ رحلة العودة إلى الكلاسيك.

لا يهدأ مصمم الأزياء اللبناني، نجا سعادة، في البحث عن الاختلاف، ثمة تفاصيل كثيرة يحاول أن يحملها لمجموعة الأزياء الموسمية التي ينفذها. قبل عامين، قدم سعادة مجموعته الأولى، وحملت عنوان "دياغونال"، واستطاع بعدها أن يرسم خطة طريق لمجموعات ثانية أصدرها نهاية هذه السنة في مجموعة مختلفة تنم عن اتساع دائرة الموهبة عند سعادة. واتجاهه إلى التفصيل في عالم تصميم وتنفيذ الأزياء. ألوان متماسكة وليست نافرة في المجموعة الجديدة، بعد اختياره للهند والأزياء التي أصبحت تشكل مادة رئيسية في دور الموضة العالمية، نظراً لاتساع دائرة الانتاج الدرامي الفني الهندي، وسيطرة "بوليوود" عبر مسلسلاتها على جزء واسع من العالم العربي. ويقول نجا سعادة، إن الهند كانت المُلهم الأوّل لهذه المجموعة "استوحيت، من أزياء المهراجا أي ملوك الهندوس وحكّامهم وحوّلتها لتصاميم نسائية".

انطلقت الفكرة من عظمة شخصيّة المهراجا، وفرادة أزيائه الملكيّة التي اعتمدت على قصّات هندسيّة وتفاصيل احتاجت إلى مهارات حرفيّة كانت مُتوارثة عبر التاريخ من نسج وصباغة وزخرفة يدويّة". وتابع قائلاً "تخيّلت لو أنّ المهراجا امرأة، فمزجت بين روح الأنوثة والقوّة لتنفيذ هذه التصاميم. ولا أخفي أنّ تنفيذ الفكرة شكّل تحدّياً بخاصّة أنّ التناقض حاضر وتُرجم حتّى من خلال المواد والأقمشة المُستخدمة من التول الحريري، والكران المُدعّم بالمعدن والدانتيل والبروكار المقصّب والبلاستيك والعضم والكريستال". تمّ استخدام تقنيّة التطريز اليدويّ في المجموعة بخيوط من الحرير والمعادن، والقصب، واعتماد الألوان الملكيّة كالأحمر والأزرق والأخضر الزمرّدي أضف إلى الأبيض والألوان المعدنية وغيرها. تعكس مجموعة "Maharani The Controversial" هالة المرأة الحاضرة والمثيرة للجدل والتي تمزج في شخصيتها كلّ تناقضات امرأة هذا العصر، والتي يرغب المصمم سعادة في اكتشافها. لا يبحث سعادة نهاية عن وجوه معروفة من أجل التسويق لأزيائه، يقول لو أعجبت المرأة بثيابي فستأتي دون أن ترى فنانة ارتدت من تصاميمي.