كشفت مصادر سياسية مقربة من المرشح الرئاسي المصري الخاسر في انتخابات 2012، الفريق أحمد شفيق، لـ"العربي الجديد"، أن وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري السابق، المشير محمد حسين طنطاوي، أجرى اتصالا هاتفيا بشفيق، بعد تصاعد الأزمة بين رئيس حزب "الحركة الوطنية" المستقيل والنظام المصري الحالي، وتمدّدها لتطال عددا من رموز السلطة خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "طنطاوي تدخل لوقف ما سماه بالمهزلة التي يقوم بها شفيق ويقلل فيها من شأنه"، على حد تعبير المصدر، موضحاً أن "طنطاوي طلب من شفيق وقف التصريحات والتراشق الإعلامي، وعدم ذكر أسماء أيٍّ ممن كانوا يديرون البلاد خلال المرحلة الانتقالية في أي وقائع يذكرها، كي لا يتسبب في حرج لهم وله".

وكانت تصريحات إعلامية لشفيق، خلال اليومين الماضيين، قد أحرجت وأغضبت رئيس الاستخبارات العامة السابق، مراد موافي، خلال فترة حكم المجلس العسكري وبداية فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ورئيس الأركان الأسبق سامي عنان.

وقال شفيق في تصريحاته إن موافي اتصل برؤساء أجهزة مناظرة في دول مجاورة، في إشارة لرؤساء استخبارات دول عربية، وأبلغهم بفوزه في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية عام 2012، التي فاز بها مرسي بفارق نحو 850 ألف صوت عن شفيق، وهو ما رد عليه موافي بالنفي، مؤكداً في تصريحات إعلامية بأنه "لم يحدث".

اقرأ أيضاً: طنطاوي الأب الروحي للسيسي وللثورة المضادة

وهو ما استدعى رد شفيق على نفي موافي قائلاً: "كنت أرجو منه أن يرفع سماعة الهاتف ويطلب منّي أن أذكّره بما دار في المحادثة التي أبلغني فيها بفوزي في الانتخابات الرئاسية 2012 على حساب محمد مرسي، وكنت بدوري سوف أذكّره حرفياً بما دار في الاتصال الهاتفي، لأن المكالمة قد سُجلت في ذهني وقتها ولم أنس منها شيئاً".

ولم يتوقف الأمر عند موافي؛ إذ تدخل عنان ليعلن عدم صحة إبلاغه شفيق بفوزه في انتخابات الرئاسة، كما ادّعى المرشح الرئاسي الخاسر، أو أن يكون قال له "مبروك وتبقى افتكرني"، كما زعم شفيق في تصريحات إعلامية. وشدد عنان على أن تصريحات شفيق ليست صحيحة تماماً، ولم تحدث.

اقرأ أيضاً: عنان وموافي كذّبا شفيق... وفضحا المجلس العسكري

وكشفت مصادر "العربي الجديد"، أن طنطاوي قام، خلال اليومين الماضيين، بإجراء اتصالات بكل من عنان وموافي لاحتواء الأزمة وعدم توسعها أكثر من ذلك، مشيرةً إلى أن طنطاوي لا يقوم بهذا الدور إلا بطلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شخصياً، إذ تربطهما علاقة وثيقة.

وأوضحت المصادر نفسها أن "طنطاوي أبلغ شفيق بأن الوقت الراهن لا يحتمل أي سجالات من هذا النوع، وأرسل له رسالة تحذيرية مفادها أن الرئيس (في إشارةٍ إلى السيسي) قد ينفد صبره، وأن هناك الكثير من أوراق الضغط".

ولفتت إلى أن اتصال طنطاوي بشفيق حمل أيضاً وعوداً بانفراجة قريبة للأزمة في حال التزمت كافة الأطراف الصمت وتهدئة الأوضاع.