Skip to main content
مدير "تويتر" جاك دورسي سائحاً في ميانمار: تبييض صورة نظام الإبادة الجماعية؟
العربي الجديد ــ واشنطن
انتقادات لجاك دورسي (درو أنغيرير/Getty)

يواجه المدير التنفيذي لشركة "تويتر"، جاك دورسي، انتقادات واسعة، بعد تشجيعه على السياحة في ميانمار عبر سلسلة تغريدات، بالرغم من مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، وتأكيد الأمم المتحدة أنّها تصل إلى حدّ الإبادة الجماعيّة.

وأعلن دورسي لمتابعيه الذين يبلغون أربعة ملايين أنّه سافر إلى شمال ميانمار، الشهر الماضي، لمناسبة عيد ميلاده، ولعشرة أيام اعتكف وقام بتأمّل صامت، مدوّناً ما يعرفه عن المكان. وقال "ميانمار بلد جميل جداً. الناس هنا فرحون جداً والطعام رائع. زرتُ مدن يانغون وماندالاي وباغان. زرنا وتأمّلنا في عدد من الأديرة حول البلد".

واتّهم المغردون، دورسي، بتبييض صورة نظام قام بعمليّة إبادة وانتهك حقوق الإنسان لمئات آلاف من المسلمين الروهينغا العام الماضي.

وفرّ 700،000 لاجئ من الروهينغا من ميانمار، إذ اتهم الجيش في البلاد بالإبادة الجماعية ضدهم في ولاية راخين.

ووجدت بعثة الأمم المتحدة أن الجيش كان "يقتل دون تمييز، ويغتصب النساء، ويعتدي على الأطفال ويحرق قرى بأكملها" في راخين، موطن الروهينغا المسلمين، وفي شان وكاشين. كما نفذت القوات المسلحة لميانمار، المعروفة باسم تاتماداو، عمليات قتل وسجن وإخفاء قسري وتعذيب واغتصاب واستخدمت العبودية الجنسية وغير ذلك من أشكال العنف الجنسي والاضطهاد والاسترقاق، بينما عثرت البعثة في شمال راخين على أدلة على ارتكاب هذه القوات الإبادة الجماعية والترحيل، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وقال مدير الإعلام الأوروبي في هيومن رايتس ووتش، أندرو ستروهلين على "تويتر": "لست خبيراً في التأمل، لكن هل من المفترض أن يجعلك مهووساً لدرجة أن تنسى أن تذكر أنك في بلد ارتكب فيه الجيش القتل والاغتصاب الجماعي، مما اضطر مئات الآلاف إلى الفرار، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية اليوم؟".

وكتب جيف سترابون: "يشكو الناس من كيفية تمكين تويتر للنازيين. الآن يتباهى رئيس تويتر بالعالم حول كيفية دعمه لنظام الإبادة في بورما؟!".

وقال محمد جمجوم، مراسل قناة الجزيرة الذي أجرى مقابلات مع اللاجئين الروهينغا إن تغريدات دورسي جعلته "بلا كلام".

وكتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" ليام ستاك: "لقد ذهب المدير التنفيذي لشركة تويتر في إجازة إلى بلد ارتكب جريمة إبادة جماعية في العام الماضي كانت تغذيها المعلومات المضللة وانتشار الكراهية من قبل الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي".

ولعبت منصات وسائل الإعلام الاجتماعية دوراً في نشر التضليل في أزمة الروهينغاوقال محققون تابعون للأمم المتحدة، نهاية أغسطس/آب الماضي، إن فيسبوك كان "أداة مفيدة لمن يريدون نشر الكراهية" ضد الأقلية المسلمة هناك.

والشهر الماضي، قال "فيسبوك" إنه يتفق مع تقرير أممي وجد أن "فيسبوك" فشل في منع استخدام برنامجه في "التحريض على العنف غير المباشر" في ميانمار.

وقالت الشركة إن تقريرًا عن حقوق الإنسان، أوضح أنها لم تفعل ما فيه الكفاية لمنع استخدام شبكتها للتواصل الاجتماعي من التحريض على العنف.

وأوصى التقرير الذي أعدته مؤسسة المسؤولية الاجتماعية غير الربحية ومقرها سان فرانسيسكو بأن تفرض "فيسبوك" سياساتها المتعلقة بالمحتوى بشكل أكثر صرامة وأن تزيد من التواصل مع كل من المسؤولين في ميانمار ومنظمات المجتمع المدني وأن تنشر من حين لآخر بيانات إضافية عن الخطوات التي تقوم بها في ميانمار.