Skip to main content
ماريون كوتيار لـ"العربي الجديد": الصحراء أجمل مكان في العالم
نبيل مسعد
أحمل أحلى الذكريات المهنية عن "الرحلة الجوية الأخيرة" (Getty)
ماريون كوتيار ليست فقط من أبرز نجمات السينما في العالم حالياً، بل إنها أيضاً من الممثلات الفرنسيات النادرات اللاتي نجحن في إثارة اهتمام هوليوود، ليس فقط بفضل حصولها قبل أكثر من عشر سنوات على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الصبية" الذي تقمصت فيه شخصية أسطورة الغناء الفرنسية الراحلة إيديث بياف، لكن أيضاً لكونها استطاعت الاستمرار في التعامل مع السينما الأميركية بعد ذلك الفوز. على عكس زميلها النجم الفرنسي، جان دوجاردان، الحائز بدوره على الأوسكار نفسه في هوليوود عن فيلم "الفنان"، والذي لم يستطع إكمال مسيرة طويلة في الفن السابع الأميركي.

ظهرت ماريون كوتيار في أفلام إلى جانب براد بيت وجواكين فينيكس وليوناردو دي كابريو ومايكل فاسبندر ومات ديمون وجود لو وكريستيان بيل ودانيال داي لويس وغيرهم. فالقائمة طويلة على غرار تلك التي تشمل أسماء السينمائيين الكبار الذين لجأوا إلى خدمات كوتيار أمام الكاميرا، مثل وودي آلن وريدلي سكوت وكريستوفر نولان وغيرهم. من ناحية ثانية، فإن كوتيار متزوجة من الممثل والمخرج الفرنسي، غيوم كانيه، الذي لمعت إلى جواره قبل فترة قصيرة في عمل سينمائي من إخراجه يحمل عنوان "روك أند رول". وفي مناسبة تواجد ماريون كوتيار على لائحة أسماء الممثلات المرشحات للفوز بجائزة التمثيل في مسابقة "لوميير" التي تشهد تكريم الإعلام الأجنبي في باريس للسينما الفرنسية، التقتها "العربي الجديد" وأجرت معها هذا الحوار.

أنتِ مرشحة للفوز بجائزة أفضل ممثلة في مسابقة "لوميير" عن فيلميك "أشباح إسماعيل" و"ألم الأحجار"، فما تعليقك على الحدث، علماً أنك معتادة على حصد المكافآت الفنية؟
- لست فقط معتادة على حصد المكافآت، لكنني فزت في الماضي بجائزة "لوميير" ذاتها، الأمر الذي يجعلني أعلق أفضل الآمال على ترشيحي في هذه المرة أيضاً. وأتمنى بالتالي حصد التمثال الصغير واللقب في السهرة التي ستعقد في مطلع شهر شباط /فبراير من العام المقبل. إنني سعيدة بالتقدير الممنوح لي في شكل دوري من الإعلام الأجنبي في باريس، عبر الأحاديث الصحافية والمناسبات التكريمية وعرض أفلامي في سهرات خصوصية أمام أهل الصحافة الأجنبية. إن مسابقة "لوميير" هي المرادف الباريسي لحدث الـ"غولدن غلوبز" الهوليوودي الذي يشهد تكريم المراسلين الأجانب في عاصمة السينما، للأفلام المحلية. وأضيف أنني عندما فزت بجائزة "لوميير" قبل عامين كنت أنتظر مولودي الثاني، الشيء الذي ضاعف فرحي بطبيعة الحال.

لا تكفين عن العمل في فرنسا وهوليوود وبلدان أخرى، فهل يعود ذلك إلى حكاية حصدك أوسكار أفضل ممثلة في يوم ما، عن دورك في فيلم "الصبية"، أم أن هناك بعض العوامل الأخرى؟
-لا شك في أن حكاية حصولي على الأوسكار ذات يوم، كما تقول، لعبت دورها بشكل أساسي في موضوع شهرتي على الصعيد العالمي. الأمر الثاني الذي يدخل في الحسبان هو كوني حصدت في العام ذاته وعن الفيلم نفسه عدة جوائز وتكريمات أخرى في غاية الأهمية مثل الـ"غولدن غلوبز" في هوليوود، وجائزة "سيزار" في باريس، وجائزة "بافتا" في لندن. لقد سمح ذلك كله لوكيلة أعمالي حينذاك، بالترويج لي ولموهبتي على نطاق واسع جداً، وهكذا تسلمت فئة من العروض الآتية من الولايات المتحدة ومن بريطانيا وحتى من أستراليا، ودارت العجلة في ما بعد وهي لم تتوقف حتى الآن. وأشكر السماء على حظي هذا.

لكنك عملت تحت إدارة السينمائي الكبير ريدلي سكوت في فيلم "سنة جميلة" إلى جوار النجم راسل كرو، قبل حصولك على الأوسكار أو على أي جائزة أخرى، فكيف تفسرين الموضوع؟
- كلامك في محله، والتفسير سهل جداً بما أن فيلم "سنة جميلة" قد صُوّر في الريف الفرنسي، ومن بطولة ممثلين فرنسيين باستثناء راسل كرو. لقد خضعت لاختبار أمام الكاميرا أسوة بغيري من الفنانات الفرنسيات، وحدث أن وقع اختيار ريدلي سكوت علي بالتحديد.

لكن هل لعب مثل هذا الحدث دوره بطريقة ما في حصولك على عروض عالمية في ما بعد؟
- إنني عاجزة عن الرد على سؤالك، فمن المؤكد أن قائمة أفلامي ضمت اسم ريدلي سكوت وعنوان هذا الفيلم، لكن ما هو الدور الذي لعبه الأمر بالمقارنة مع الأوسكار؟ لست أدري.


إذا نظرنا إلى مسيرة النجم الفرنسي، جان دوجاردان، مع السينما، نكتشف أنه حاز، مثلك، على جائزة أوسكار أفضل ممثل في هوليوود، عن دوره في فيلم "الفنان"، لكن ذلك لم يفتح أمامه أي باب سوى فرصة الظهور في فيلمين أميركيين، واحد من إخراج مارتن سكورسيزي، وفي دور صغير جداً، وآخر لجورج كلوني، ثم عاد إلى العمل في السينما الفرنسية وفي أفلام أقل أهمية من تلك التي ظهر فيها في الماضي. فما هو تفسير الموضوع في رأيك؟
- اسمح لي بالقول إن الاجابة على هذا السؤال صعبة جداً، فأنا لا أدري إذا كان جان دوجاردان نفسه يستطيع تفسير ما يحدث له، إلا إذا كان هو الذي يرفض العروض المطروحة عليه. هناك عشرات الاحتمالات، كما أنّ هناك عنصر الحظ والناحية المادية التي يتدخل فيها وكيل الأعمال مثلاً. إنها حكاية معقدة ولست في مكانة تسمح لي بتحليلها أبداً.

عملتِ تحت إدارة السينمائي الجزائري كريم دريدي في فيلم "الرحلة الجوية الأخيرة"، فما ذكرياتك عن تصوير هذا العمل؟
- أحمل في قرارة نفسي أحلى الذكريات المهنية والشخصية عن "الرحلة الجوية الأخيرة"، وذلك لأكثر من سبب، مثل كوني عشت أياماً من السعادة العاطفية الكاملة في صحبة زوجي غيوم كانيه الذي كان يشاركني بطولة الفيلم، فقد عبرنا فترة اعتبرناها بمثابة شهر عسل ثان في الصحراء، وأقول ذلك لأن تصوير الفيلم جرى في الصحراء بالمغرب، وقد اكتشفت بالتالي أن الصحراء أجمل مكان في العالم، خصوصاً في الليل تحت ضوء النجوم والقمر، والشاعرية التي تنبثق من هذا الجو، في شكل عام، لا تتوافر في أي مكان آخر ولا في أي ظروف ثانية. ثم من الناحية المهنية، أعجبني دور المرأة الشجاعة الذي أديته، فهي تقود طائرة وتتحدى المخاطر من أجل إنقاذ حبيبها من الموت. لقد عاشت هذه المرأة في الحقيقة، وأنا فخورة بكوني حصلت على فرصة تقمص شخصيتها فوق الشاشة، وكريم دريدي مخرج هائل يعرف كيف يدير ممثليه بتفوق.