Skip to main content
لاجئو الروهينغا يتدافعون لتسلم مساعدات في مخيم ببنغلادش
استمر توافد مئات من لاجئي الروهينغا على مخيمات مؤقتة في بنغلادش أمس الجمعة، في حين تدافع اللاجئون الذين وصلوا في وقت سابق إلى كوكس بازار في بنغلادش للحصول على الماء والغذاء.

وفرّ نحو 400 ألف من الروهينغا المسلمين من ميانمار إلى بنغلادش منذ 25 أغسطس/ آب هرباً من حملة عسكرية تستهدف متمردي الروهينغا، فيما وصفت الأمم المتحدة ما يحدث بأنه "مثال نموذجي على التطهير العرقي".

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن نحو 240 ألف طفل، أي ما يصل إلى 60 في المائة من لاجئي الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار، يعيشون في أوضاع بائسة داخل المخيمات في بنغلادش مما يثير خطر تفشي الأمراض بينهم.

ويتوافد اللاجئون الروهينغا على بنغلادش منذ عقود، هربا من الاضطهاد في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، والتي تحرم الروهينغا من الجنسية باعتبارهم مهاجرين غير شرعيين. وتسبب الصراع في ميانمار في أزمة إنسانية على جانبي الحدود وأثار تساؤلات حول انتقال ميانمار إلى الحكم المدني تحت قيادة أونج سان سو كي الحاصلة على جائزة نوبل.

وأكدت ميانمار أمس أنها لا تمنع منظمات الإغاثة من دخول ولاية راخين، لكنها قالت إن السلطات في المنطقة قد تفرض قيوداً لدواع أمنية.



وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنّ من المقرر أن يصل نائب مساعد وزير الخارجية باتريك ميرفي إلى ميانمار مطلع الأسبوع المقبل لينقل مخاوف واشنطن، ويحاول الضغط من أجل السماح بوصول المزيد من المساعدات إلى منطقة الصراع.

وقال المتحدث باسم حكومة ميانمار زاو هتاي: "لا نمنع أحداً". وأضاف "لا نمنع أي منظمات ترسل مساعدات إلى تلك المناطق، لكنها قد تواجه بعض الصعوبات في السفر إلى مناطق تقيد السلطات المحلية الدخول إليها لدواع أمنية".

ولم يتضح ما إذا كان ميرفي سيسافر إلى ولاية راخين، ورفض زاو التصريح بما إذا كانت السلطات ستسمح له لو طلب ذلك.

ويصل اللاجئون إلى الحدود مصابين وجوعى ويعانون من الصدمة، وبحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الطعام والمأوى والرعاية الطبية. وتحتاج سلطات بنغلادش إلى مساعدات دولية عاجلة لتقديم الدعم إلى من هم بحاجة إليه.

في غضون ذلك، أعلنت بنغلادش، اليوم السبت، أنها حدّت من حركة تنقل اللاجئين الروهينغا ومنعتهم من مغادرة مناطق محددة في البلاد التي تدفق إليها أكثر من 400 ألف شخص من الأقلية المسلمة هربا من أعمال العنف في بورما المجاورة.

وفيما تحاول دكا مواجهة هذه "الأزمة غير المسبوقة"، رصد عشرات اللاجئين في ثلاث بلدات تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود البورمية ما أثار مخاوف من انتقال الروهينغا المسلمين من المنطقة الحدودية إلى العمق البنغلادشي.

وأعلنت الشرطة أنها أصدرت أمرا يحظر على اللاجئين الروهينغا مغادرة المناطق والمخيمات التي حددتها الحكومة لهم في المنطقة الحدودية. وقالت المتحدثة باسم الشرطة سهلي فردوس في بيان: "يجب أن يبقوا داخل المخيمات المحددة إلى حين عودتهم إلى بلادهم".

وأضافت أنه طلب أيضا من اللاجئين عدم اللجوء إلى منازل أصدقائهم أو معارفهم، كما طلب من السكان المحليين عدم تأجير منازلهم للاجئين. وجاء في أمر الشرطة "لا يمكنهم الانتقال من مكان إلى آخر عبر الطرق أو القطارات أو بحرا" مضيفا أنه طلب من سائقي الشاحنات والعمال عدم نقل الروهينغا.

وأوضحت الشرطة أنها أقامت نقاط تفتيش ومراقبة عند نقاط عبور أساسية للتأكد من عدم مغادرة اللاجئين إلى أماكن أخرى في البلاد. وأعلنت هذه الإجراءات فيما قالت سلطات بنغلادش إنها تواجه "أزمة غير مسبوقة" بسبب تدفق 409 آلاف لاجئ منذ الشهر الماضي بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وتزداد الظروف سوءا عند الحدود الجنوبية الشرقية لبنغلادش في كوكس بازار، حيث يقيم معظم اللاجئين في ظروف مأسوية بعد فرارهم من أعمال العنف التي اندلعت في ولاية راخين في بورما في 25 أغسطس/آب الماضي. 


 (رويترز، فرانس برس)